[تعقيب على تعقيب]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:26 ص]ـ
عقب الدكتور جمال الدين عبد العزيز الشريف على المناظرة بين أبي حسان ونايف الزهراني ومما جاء في تعقيبه قوله:
"ثامنا: أرى أبو حسان قد مال إلى الإعجاز العلمي حتى يبطل قول ابن عباس
وهذا عجيب!
ومعلوم أن الإعجاز العلمي اليوم وباعتراف أصحابه يعاني مشكلات منهجية كبرى وليس هنا موضع شرح ذلك
لكن قل يا أبا حسان هل صعوبة التنفس بسبب انخفاض الضغط الجوي وقلة الأوكسجين يسمى "ضيق الصدر" في لغة العرب وفي القرآن؟
وهل في هذه الحالة يضيق الصدر أم تضيق الرئة؟
وهل ضيق الرئة بسبب قلة الأوكسجين يسبب ضيقا في الصدر كله؟
وهل انكماش الرئة أو انتفاخها يسمى ضيقا وشرحا؟
الحقيقة العلمية صحيحة وهي انكماش الرئة بقلة الأوكسجين عند الارتفاع إلى أعلى لكن الآية لم تتعرض لهذا المعنى أصلا ودليل ذلك ما يأتي.
فضيق الصدر في قوله تعالى (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى (أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة
وضيق الصدر معروف عند العرب ومعناه معروف قال السموأل
ضيق الصدر بالخيانة لاينق * ص فقري أمانتي ما بقيت
رب شتم سمعته فتصامم * ت وغي تركته فكفيت
وما زال ضيق الصدر معروفا لا يحتاج فهمه إلى أوكسجين"
ضيق الصدر ضيقان:
ضيق معنوي وضيق حسي، وقد يشتد الضيق المعنوي بصاحبه حتى يظهر أثره حساً على صاحبه.
ثم لو لم يكن هناك فائدة يريد الله تعالى بيانها لكان قوله تعالى:
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا .......... كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام (125)
وافيا بالغرض دون قوله تعالى: " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
فلماذا أتى بهذا التشبيه في هذه الآية دون بقية الآيات التي ساقها الدكتور؟
ثم يقول الدكتور جمال:
" فقوله تعالى (كأنما يصّعَّد في السماء) يصور حال الكافر الذي ضاق صدره وثقل عليه ما يدعى إليه من الإيمان كأنما كلف بالمستحيل وهو الصعود في السماء؛ رغم أن الأمر ليس كذلك؛ فالإيمان على من يستجيب له أمر سهل في فهمه والاقتناع به؛ إذ إن الحجة فيه ناصعة واضحة والكافر يمتنع منه الإيمان كما يمتنع منه الصعود."
أين قول الله: " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
من قول الدكتور: كأنما كلف بالمستحيل وهو الصعود في السماء.؟
ثم إن الكافر صعد ولا يزال يصعد في السماء، والقرآن خطاب للناس في كل زمان ومكان.
ثم إننا أمام كلام عربي واضح:
فالله تعالى شبه ضيق وحرج صدر من كتب عليه الضلال بضيق وحرج صدر المصعد في السماء.
فهناك مشبه ومشبه به ووجه شبه فلماذا نحاول الالتفاف على اللغة وهي واضحة؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:04 م]ـ
أين قول الله: " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
من قول الدكتور: كأنما كلف بالمستحيل وهو الصعود في السماء.؟
ثم إن الكافر صعد ولا يزال يصعد في السماء، والقرآن خطاب للناس في كل زمان ومكان.
وهذا هو ما أشاركك فى السؤال عنه أخى الغامدى بارك الله فيك
ثم لماذا نجعل معانى القرآن خاضعة لفهم جيل واحد فحسب من دون عشرات الأجيال منذ نزل القرآن وحتى الآن؟!
أليس القرآن - كما تفضلت بالذكر - يخاطب الناس فى كل زمان ومكان؟!