[قصة تدبر شنقيطية.]
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 May 2010, 06:10 م]ـ
"كذبت قوم لوط بالنذر"
كنت في ليلة سعيدة بما تحمله كلمة السعادة من معنى ..
بجانبي والدي وإخوة الكبار وبعض من الصغار، والبدر يزين سماء العاصمة "انواكشوط" والشاي الأخضر على الطريقة الشنقيطية تدار كؤوسه، وحينها كنت شابا يافعا ..
لم يكن يعكر صفوي في تلك الليلة إلا قلة ما في الجيب ..
وخلال تجاذبنا لأطراف الحديث في القرآن الكريم وعلومه، وفي الفقه المالكي، قال أخي الكبير محمد: من عادة القرآن الكريم أن يذكر قوم لوط، وهلاكهم ثم يستثني الله عز وجل منهم بيت لوط ثم يستثني من بيت لوط امرأته.
فمن يأتيني بآية استثني بيت لوط ولم تذكر المرأة وله عشرة آلاف أوقية، وإن قال لي السبب فله عشر أخرى ..
فقلت هذه فرصتي، سوف آتيك بها إن شاء الله تعالى ..
وكان الوالد - حفظه الله تعالى - يستمع لنا ..
فبدأت أستعرض السور التي ذكرت فيها قصة لوط، وبعد أقل من خمس دقائق، قال الوالد إذا لم يكن إبراهيم يحتاج نقودا فالآية عندي جاهزة، وفي نفس اللحظة قلت أنا الآية وهي قوله تعالى: "كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط .. "
فقال لي هذه عشرة ..
فقلت له فورا، ولا أرى سببا إلا أن يكون أنه هنا ذكرهم بلفظ الآل وآل الرجل لا تدخل فيه زوجته.
فأعطاني العشرة الأخرى .. وأصبح عندي ما يقارب "350" ريال سعودي "شيء كثير بالنسبة لشاب"
ليس هذا هو لب الموضوع، وإنما بعد فترة وجدت آية أخرى وهي قوله تعالى: "إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته .. " في سورة الحجر.
فلماذا استثناها هنا ولم يستثنها في سورة القمر مع أن الجميع بلفظ الآل؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 07:02 م]ـ
أعتقد والله أعلم أن آية سورة الحجر تؤكد كلامك بخصوص سورة القمر لأنه أكد نجاة آل لوط بقوله" أجمعين" فدل على أن الزوجة ليست منهم، و"إلا" هنا قد تكون بمعنى "لكن".
هذا والله أعلم
وصلى الباري على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 07:47 م]ـ
ولي تعقيب آخر وهو أن الآل والأهل في القرآن إذا أضيفت إلى الأنبياء تدل على معنى خاص وهو أن أهل النبي وآله هم أتباعه المؤمنون به من قرابته ومن غيرهم، ولهذا قال الله تعالى لنوح عليه السلام حين قال " إن ابني من أهلي" قال " إنه ليس من أهلك".
وأيضا في قوله تعالى:
"فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين " سورة الشعرا 170 - 171
فالمؤمنون من قرابة النبي وغيرهم هم آله وأهله.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله أجمعين.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 May 2010, 08:42 م]ـ
القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري في كتابه جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
ومن قال أن كلمة الآل لا تشمل الزوجة؟ وهل على ذلك دليل؟ الآل: أصله أهل بدليل أهيل لأن التصغير محك الألفاظ يعرف به جواهرحروفها وأعراضها إلى أصولها وزوائدها سواء كانت مبدلة من الحروف الأصلية أو لا فأبدل الهاء بالهمزة لقرب المخرج ثم أبدلت الهمزة الثانية بالألف على قانون آمن لكن الآل يستعمل في الأشراف والأهل فيه وفي الأرذال أيضا فيقال أهل الحجام لا آله وآل النبي عليه الصلاة والسلام لأهله. وأيضا يضاف الأهل إلى المكان والزمان دون الآل فيقال أهل المصر وأهل الزمان لا آل المصر وآل الزمان. وأيضا يضاف الأهل إلى الله تعالى بخلاف الآل فيقال أهل الله ولا يقال آل الله. واختلف في آل النبي عليه الصلاة
والسلام فقال بعضهم آل هاشم والمطلب وعند البعض أولاد سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كما رواه النووي رحمه الله تعالى وروى الطبراني بسند ضعيف أن آل محمد كل تقي واختاره جلال العلماء في شرح (هياكل النور) وفي
مناقب آل النبي.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 May 2010, 11:05 م]ـ
بعد هذه الحادثة بزمن، بحثت موضوع الآل في كتابي: "أنس البدوي والحضري" ونقلت كلام أهل العلم على لفظة الآل فقلت فيها:
أما الآل: فله معان كثيرة؛ فآلُ الرجل أهله وعياله، وآلُهُ أيضا: أتباعه، والآلُ: الشخص، والآل: الذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص، وليس هو السراب إلى غير ذلك من المعاني التي ليس هذا محل بسطها.
واختلف في الآل هل يضاف إلى المضمر أم لا؟ والصواب جواز إضافته إلى المضمر خلافا لمن أنكر ذلك.
والآل يطلق بالإشتراك اللفظي على معان ثلاث، أحدها: الجند والأتباع كقوله تعالى: "آل فرعون" أي أجناده وأتباعه.
والثاني: النفس كقوله تعالى: "آل موسى وآل هارون" بمعنى أنفسهما.
والثالث: أهل البيت خاصة.
وفي حقيقة الآل مذاهب، أحدها: بنو هاشم وبنو المطلب، وهو اختيار الشافعي رحمه الله تعالى وغيره.
والثاني: عترته وأهل بيته.
والثالث: جميع الأمة واختاره الأزهري وغيره من المحققين. ()
والرابع: أنهم الأتقياء من أمته خاصة.
ورجح ابن القيم رحمه الله تعالى أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم أهله الذين تحرم عليهم الصدقة، وذكر ذلك في كتابه القيم: جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام، فليراجعه طالب العلم للتوسع في هذا الموضوع.
أما المسألة المطروحة هنا فهي محصورة في الآل، فإذا كانت الزوجة لا تدخل في الآل فلماذا استثناها في سورة الحجر، وإذا كانت داخلة في الآل فلماذا لم يستثنها في سورة القمر، هذا هو الموضوع الذي أريد أن أستفيد من مناقشته مع الإخوة وأرجو عدم الخروج عنه حتى تحصل الفائدة فيه.
وبعد تدبري لم أجد إلا احتمالا واحدا، وهو أنه استثناها في سورة الحجر لأنه أكد الآل بلفظ "أجمعين" فكأنه بين هنا حتى لا يتوهم المسلم أن هذا التأكيد بلفظ "أجمعين" يدخل الزوجة.
ولم يستثنها في سورة القمر لأنه أطلق لفظ الآل دون التوكيد بلفظ.
¥