تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرة أخرى في سورة الحديد]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 May 2010, 11:47 م]ـ

من موقع قصة الإسلام قرأت هذا المقال في سورة الحديد وأضعه بين أيديكم للفائدة

بقلم: م. محمد إلهامي [1] ( http://www.islamstory.com/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89_ %D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF#_ftn1)

http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/626/6866_image002.jpg

تبدو سورة الحديد، وكأنما تدور حول موضوع رئيسي واحد: الإنفاق في سبيل الله، فكأن هذا هو موضوعها الكبير الذي تصب في معناه أجزاء السورة [2] ( http://www.islamstory.com/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89_ %D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF#_ftn2).

ففي أول السورة حديث عن الله، الإله الواحد الذي تسبح له السموات والأرض وما فيهن، والذي له ملك السموات والأرض، الأول والآخر، الذي يعلم شأن الأرض وأرزاقها ومواردها وثرواتها، ما يدخل فيها من مطر وغيره، وما يخرج منها من زرع ونبات وثمار وغيره، وما يتكون فيها من ثروات ومعادن. كما يعلم شأن السماء ما ينزل منها من رزق ومطر، وما يصعد إليها من الأعمال والملائكة، وهو الذي يعلم شئون خلقه أين ما كانوا {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].

فهو -وحده- مالك السموات والأرض، وكل من يتصور أنه يملك شيئًا فعلى سبيل المجاز، وفي زمن مؤقت محدود، بينما الملك على الحقيقة لله تبارك وتعالى، والدليل أنه هو وحده الذي إليه تُرجع الأمور، وأنه وحده الذي يُسَيِّر الشئون الكبرى لهذا الكون.

http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/626/6866_image003.jpg

فليس غيره من يستطيع أن يولج الليل في النهار، وأن يولج النهار في الليل، وأي شأن في حياة الإنسان أكبر من أن يتغير حوله الكون من ليلٍ إلى نهار؟! ومن نهار إلى ليل؟! شمس تشرق ثم تغيب، فلا يملك أحد في الكون أن يحركها أو يوقفها أو حتى يبطِّئ من حركتها. بل مجرد التفكير في هذا بَهَت النمرود لما قال له إبراهيم u: { فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} [البقرة: 258].

ثم إنه –تبارك وتعالى- مع هذه القدرة التي تحرك الأجرام الكبار، وتسيطر على الشئون العظام في حياة البشر، لا تخفى عليه أدق الدقائق وأخفى الخفايا، ولا حتى خاطرات الصدور، ولا حتى وسوسات النفوس، ولا حديث السر للسر في السر {وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الحديد: 6].

اقرءوا الآيات: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الحديد: 1 - 6].

...

وبعد هذا البيان الذي يوضح للأذهان حقيقة أن البشر على هذه الأرض لا يملكون شيئًا في ميزان الحق والحقيقة، يقول الله تعالى: {آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7]. والمعنى واضح: أنفقوا، فهذا مقتضى إيمانكم بالله الذي تسبح له السموات والأرض .. العزيز .. الحكيم .. الأول .. الآخر .. الظاهر .. الباطن .. الذي هو بكل شيء عليم .. الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام .. الذي أحاط بما في الأرض وما في السماء .. الذي له ملك السموات والأرض .. الذي إليه ترجع الأمور .. الذي يقلب الليل والنهار .. العليم بما في الصدور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير