الى أهل الحديث والتفسير (الرمزية في الأحاديث النبويّة)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 12:42 م]ـ
الرمزية في الأحاديث النبويّة
هذا العنوان يصلح لأن يكون بحثاً شاملاً أو ربما كتاباً جامعاً. وحسب ظني فإن أحداً لم يكتب حول هذا الموضوع بشكل تفصيلي. بل إن بعضاً من العلماء يتهربون من الخوض في صلب هذا الموضوع الذي تتداخل فيه الحيرة أحياناً بسبب دقته وحساسيته.
يتسائل كثير من الناس: هل الأحاديث النبوية تحتوي على رمزيّة أو على كنايات عن أشياء لم يكن للنبي عليه الصلاة والسلام في ذاك الزمن أن يدخل على تفصيلها على حقيقتها بسبب جهل الناس بها وعدم إدراك معانيها؟.بمعنى آخر هل الأحاديث النبوية تحتاج الى تفسير حديث يطابق واقعنا أم أنها على حقيقتها ولا تحوي على أي نوع من الرمزية؟؟ ولنضرب مثالاً على ذلك حتى تتضح صورة السؤال:
يقول عليه الصلاة والسلام بحديث صحيح:
والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس و حتى يكلم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله و يخبره فخذه بما يحدث أهله بعده .. (حديث صحيح)
يتسائل المرء كيف يتسنى للرجل أن يكلم عذبة سوطه وشراك نعله؟ وكيف سيخبره فخذه بما يحدث أهله بعده؟ هل هذه الأمور ستتم على حقيقتها؟ أي أن الفخذ هو الذي سينطق فعلاً؟ وأن عذبة السوط هي التي ستتكلم وهي في يدك؟. أم أن الجواب أن هذا الحديث فيه رمزية معينه وإنه يتكلم عن اختراعات وأجهزة مراقبة تثبت في مكان معين فتراقب الأحاديث وتصور الأمكنة. وأن عذبة السوط ما هي تلك الأجهزة اللاسلكية التي يعلوها مثل عذبة السوط فيتكلم الرجل من خلالها. فإذا كان ذلك هو تفسير هذا الحديث الشريف فإلى أي حد يجب على المسلم أن يتوقف عنده في تفسير حديث النبي عليه الصلاة والسلام؟ وهل هذه الرمزية التي يمكن أن تنطبق على بعض الأحاديث يمكن لها أن تنطبق على جميع الأحاديث التي ما زالت مبهمة على الواقع الذي نعيشه؟
حسناً: اسمعوا هذا الحديث الآخر:
.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
تكون إبل للشياطين و بيوت للشياطين، فأما إبل الشياطين، فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيرا منها و يمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله. و أما بيوت الشياطين فلم أرها ".
يقول الألباني رحمه الله في تفسير هذا الحديث: والظاهر أنه عليه الصلاة و السلام عني بـ " بيوت الشياطين " هذه السيارات الفخمة التي يركبها بعض الناس مفاخرة و مباهاة، و إذا مروا ببعض المحتاجين إلى الركوب لم يُركبوهم، و يرون أن إركابهم يتنافى مع كبريائهم و غطرستهم.فالحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
إذاً فقد أزال الألباني رحمه الله اللثام من خلال تفسيره للحديث وأكد على الرمزية الموجودة فيه حيث رمز عليه الصلاة والسلام-- إن صح التفسير-- الإبل بالسيارات.لأن الإبل وسيلة مواصلات قديمة والسيارات وسيلة حديثة.
وعلى ذلك يبقى السؤال قائماً: بماذا نفسر حديث الدجال؟ وقوم يأجوج ومأجوج والدابة ونطق الحجر وغير ذلك من أمور مبهمة لم نر من أخبارها شيئاً لغاية الآن؟
بنظري أن الإجابة على هذا السؤال المهم فإنه ينبغي لنا أن نعرف ملابسات النص وألفاظه بكل دقة. فإن كان مما يئول فلا مانع من تأويله. وإن كانت دلالاته صعبة التأويل تركناه على حاله الى أن يتضح لنا أمره. فمثلاً حديث الدجال لا يمكن أن نئوله على التلفزيون مثلاً والتي دخلت فتنته كل بيت. لأن النص لا يحتمل هذا التأويل. فالحديث في دلالاته الإجمالية يتحدث عن شخص معين فيه صفات معينة وأمارات لخروجه وعلامات لا يمكن أن تئول جميعها على الواقع ولا يمكن أصلاً أن تكون رمزيّة. وكذلك قوم يأجوج ومأجوج حيث يقول بعض التافهين أنها أمريكا التي حدبت من كل صوب على المنطقة العربية حاملة معها الفتن والويلات. حيث تبنّت ذلك الطرح الطائفة الأحمديّة وتروج لها بالفضائيات ليل نهار. ومما يؤسف له أن كثيراً من موحدي هذه الأمة تبعوا قولهم واستأنسوا به فضلوا وأضلوا.
الموضوع بحاجة الى بحث كبير لأهميته ولحاجة الناس اليه أولاً وللرد على أولئك المرجفين (الطائفة الأحمدية) وإغلاق ما تكلمت به أفواههم من أوهام. رغم علمنا أن كثيراً من علماء الأمة قد حذروا منهم ومن عقائدهم ولكن ذلك ليس كافياً بالحجم الذي هم يفعلونه من خلال فضائياتهم الممجوجة.
قال الشيخ الألباني: (صحيح)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 May 2010, 01:57 م]ـ
أخي الكريم: تيسير بارك الله فيك.
هذا يسمى في العصر الحاضر "الإعجاز في الأحاديث النبوية" وهو بقدر ما يخدم الإسلام في نظر البعض؛ فإنه يضر به في نظر الآخرين.
فتفسير هذه الأحاديث بهذا النوع من التفسير المخالف لظاهر ألفاظها من الناحية اللغوية دون مستند من الصحابة أو التابعين يفتح مجالا خطيرا للتفاسير الشاذة عند الصوفية ومن نحى نحوهم.
فالقرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، يجب أن تفهم على ظاهرها حسب فهم القوم الذين أنزلت عليهم، وأن لا تحمل ما لا تحمل فالإسلام غني بأدلته عن ما يسمى "الإعجاز العلمي أو العددي" الإسلام غني ببراهينه التي لا يعتريها شك عن كل ذلك ..
فلنقدم الإسلام كما هو على صورته التي نزل بها دون تحريف أو زيادة ...
وقد قدمه الصحابة كما هو ففتح الله على أيديهم الأمصار، وقدمه التابعون كما هو، فدخلوا به القلوب، ونشروا به العدل ..
وأعلم أن كثيرا من الذين يذهبون إلى القول بالإعجاز إنما قالوا ذلك عن حسن نية، ورغبة في نشر الإسلام، وتقديمه بصورة توافق العصر، ولا تناقض الواقع ..
بارك الله في الجميع.
¥