تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الحادية عشرة)]

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[16 Apr 2010, 10:35 ص]ـ

إحصاء وتصنيف

الأربعاء 19 آذار 1975م = 6 ربيع الأول 1395هـ

بدأت أعمل منذ أمس في ميدان جديد، فبعد أن أتممت تصنيف القراءات العشر من كتاب النشر، على حسب ظواهر الاختلاف، بدأت عملاً جديداً وهو محاولة تتبع كلمات المصحف التي رُسِمَتْ بطريقة خاصة، ومحاولة جمع المثال إلى نظيره، وحصر الكلمات التي رُسِمَتْ بالألف أو بحذفها، والتي رُسِمَتْ فيها الألف واواً، وما رُسِمَ من الهمزة، وما وُصِلَ أو فُصِلَ، وكل ذلك جعلت له سجلاً على شكل جداول، ولكني أجد أن العمل يمر ببطء، فأنا أجلس الآن إلى المصحف كل يوم عشر ساعات تقريباً، ثم أجد نفسي لم أنجز أكثر من جزأين، وبعد كل هذا لم أجد الطريق الأنسب في حصر كلمات المصحف بسهولة، وأخيراً اقتنعت بما وصلت إليه، وبدأت أعمل وقد انقطعتُ عن كل عمل إلا هذا العمل الذي أعتبر إنجازه عملاً كبيراً يدفع البحث خطوة، وبدأت أحس أن عظمة هذا القرآن إنما يستشعرها الإنسان أكثر كلما نظر فيه أكثر، وكلما تأمله وعرف معاني آياته ومناسباتها وأحداثها، ثم اتضح لي أن رسم المصحف قد قام على فهم وعلم دقيق قبل أن يوضع النحو وقبل أن تُعْرَفَ علوم العربية، لا بل يمكن القول إن رسم المصحف يعتبر أول خطوة لوضع علوم العربية:نحوها وكتابتها، فرَضِيَ الله عن الصحابة الذين خدموا كتابه هذه الخدمة الجليلة الحكيمة، وألهمني اللهم الصواب.

عيد الأم

الخميس 20 آذار 1975م = 7 ربيع الأول 1395هـ

لأن الحياة العصرية الجديدة عجزت أن تقدم مثالاً للإنسانية أو قيماً يمكن أن تُكَرِّمَ بها الإنسان لجأت إلى اختراع الأعياد والمناسبات، فهذا عيد للعمال، وذاك عيد للفلاح، وآخر للطالب، وأخيراً عيد الأم الذي يحل يوم غد، والذي كانت وسائل الأعلام تتحدث عنه منذ أيام، ويكثر الحديث هذه الأيام عن حقوق المرأة وعن حريتها، وكأن الشيطان لا يزال يطمع في إذلال المرأة وتحطيمها بعد ما فعلت بها الحضارة البراقة ما فعلت، وبعد ما أفسدت من الأخلاق والنفوس، فبعد أن خرجت من البيت وجدت نفسها مضطرة للعمل، وفي أي عمل؟ في أعمال لا تتناسب مع ما خُلِقَتْ له، وبدأت تتصور أن الرجل منافس لها، وانفصلت عرى البيت الذي يمكن أن ينشئ جيلاً قادراً على النهوض بمهام الحياة الكريمة، ومع كل ما تعانيه المرأة المسكينة الآن من جراء خروجها إلى العمل، والأنشطة الأخرى التي لا يمكن أن تتفوق على الرجل فيها، لأنها ملكة في البيت شيء تافه خارجه، مع كل ذلك فإن دعاة حقوق المرأة وحريتها لا يزالون في شرقنا يتحدثون عن تحرير المرأة وإعطائها حقوقها، وما يتبعون في ذلك إلا داعي الشيطان الذي يجرجر بالمرأة في أرض تصطدم مع فطرتها، وهم كاذبون في دعواهم، فلم تشهد هذه الدنيا تكريماً للمرأة وللأم مثل ما كَرَّمَهَا به الإسلام، لأنه حكم الله في هذه الأرض، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة لقوم يعقلون!

رياضة صباحية

الجمعة 21 آذار 1975م = 8 ربيع الأول 1395هـ

كان استيقاظنا اليوم في وقت مبكر كأنا نتهيأ لاستعراض صباحي، وما إن أشرقت الشمس حتى كنا نستقل سيارة إلى ملاعب الجامعة حيث الساحات المهيأة للرياضة، وكانت هذه الرحلة نقلة لطيفة إلى الماضي وعودة إلى عهد الشباب، ثم مع كل ذلك كله كانت غذاء يفتقده الجسم، رحلة رياضية، وأجمل ما فيها الوقت المناسب مع نسائم الربيع في القاهرة والأرض المخضلة بالندى، وجرينا سريعاً حول ساحة للعب كرة القدم، وبعد أن درنا دورة أو دورتين واستلقينا قليلاً، درجت الكرة على ساحة الملعب، وجرينا وراءها كالأطفال، خرج الكبار عن وقارهم، ولكنها كانت تسلية وضرورة كان يجب مزاولتها بين الحين والحين، وبعد أن بلغ منا الجهد والتعب مبلغه، واسترحنا قليلاً، تحولنا إلى لعبة كرة السلة، واهتزت الأجسام من كل جانب، وتطايرت حبات العرق من الجباه مع ارتفاع حرارة الجو بارتفاع شمس الضحى وازدياد دقات القلب ودفعات التنفس، كل ذلك تم خلال ساعتين أو أكثر قليلاً و .. عدنا إلى البيت حيث تناولنا طعام الإفطار في موعده تقريباً، ولكن كان بشهية مَن عَمِلَ طيلة النهار وجلس إلى مائدة الطعام، ثم كان لا بد أن نستلقي ساعات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير