[ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الثالثة عشرة والأخيرة)]
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[30 Apr 2010, 01:00 م]ـ
تغيير موعد المناقشة
الأحد 12 أيلول 1976م = 17 رمضان 1396هـ
كنت أرجو أني في مساء الأحد القادم أُنَاقِشُ البحث أو أُنَاقَشُ فيه , ودار في خاطري هتاف الفرح المرجو بعد هذا الشوق الطويل , وبعد أن حضرتُ مناقشة رسالة طالب فلسطيني أردني في علم اللغة هذا المساء، وبعد أن ذاق ألواناً من النقد والإحراج , انصرف الناس. وسَلَّمْتُ على المشرف أستاذي الدكتور عبد الصبور – الذي كان أحد أعضاء لجنة الحكم - قبل انصرافه , فإذا به يخبرني أن الدكتور عبده الراجحي قد اتصل به هاتفياً من الإسكندرية يخبره أنه غير قادر على المشاركة في المناقشة يوم 19/ 9 , وهو يقترح أن تكون المناقشة يوم 30/ 9 , حتى تتاح له فرصة قراءة الرسالة قراءة تامة , واستقبلت الخبر ببرود , ومع أنه قد غَيَّرَ كل الخطط وهَدَمَ كل الآمال إلا أملاً واحداً بالله , فإني لم أجزع , ولم أملك إلا أن أقول إن شاء الله , ومع أن الموعد الجديد لا يؤخرني أكثر من أسبوعين أو ثلاثة فإن وقعه كان في النفس مؤلماً , أولا: لأني أخذت أسترجع تاريخ اختيار الأعضاء في المناقشة والمساومات، وثانيا: لأن ذلك يعني أن عليَّ أن أؤخر الحجز في الباخرة من الإسكندرية إلى اللاذقية، وأن أؤخر استلام السيارة الجديدة التي اشتريتها من شركة نصر لآخذها معي عند سفري , وثالثاً: تأخر سفري إلى الأهل , لكني كلما بدت أمام ناظري العوائق تذكرت قول الله سبحانه: (? ? ? ? ? ? ? ?).
تأجيل آخر لموعد المناقشة
الأربعاء 22 أيلول 1976م = 27 رمضان 1396هـ
كان هذا اليوم هو موعد السفر قبل أن يُغَيَّرَ موعد المناقشة إلى يوم 30/ 9 وهو التغيير الذي لم يكن أخيراً ولا قبل الأخير، فقد رضيت بيوم الثلاثين من شهر أيلول، ورحت أهيئ نفسي لموعد سفر جديد، ووجدت أن باخرة تغادر الإسكندرية يوم 3/ 10 فقلت إنها فرصة طيبة , رغم عجالتها , فَغَيَّرْتُ موعد السفر إلى ذلك اليوم، وأَجَّلْتُ موعد استلام السيارة إلى يوم 2/ 10، ومرت بضعة أيام وذهبت إلى الإسكندرية والتقيت بالدكتور عبده الراجحي وسلمته كتاباً من الكلية بالانتداب للمناقشة، وسلمته كشفاً بتصحيح الأخطاء الطباعية في الرسالة , واعتذر لي عن تأخير موعد المناقشة , وقد كان ذا خلق وأدب جم جزاه الله خيراً , وذهبت اليوم إلى الكلية لأسلم الدكتور عبد الله درويش نسخة من الكتاب ومن الكشف , وعندما قابلته فاجأني أنه يريد تغيير موعد المناقشة إلى يوم السبت 2/ 10 , حاولت أن أحدثه عن ارتباطي ببعض الأمور وأبين له حراجة ذلك بالنسبة لي , فما كان منه إلا أن يرمي بالأوراق بوجهي!! , وما كان مني إلا أن أنصرف , وأمام ناظري ما يجب عليَّ أن أفعله إذا تم هذا التغير , وذهبت بعد الإفطار إلى المشرف وحدثته بالأمر , فأعلن استنكاره بادئ ذي بدء لكنه عندما اتصل بالدكتور درويش بالهاتف غَيَّرَ رأيه ووافق على الموعد الجديد , وأبدى الأعذار والحجج , وأرجو أن يكون هذا الموعد آخر موعد , إن شاء الله.
إجراء المناقشة في موعدها!
الخميس 30 أيلول 1976م = 6 شوال 1396هـ
رجعت عصر أمس من الإسكندرية متعباً , فقد سافرت في الصباح من القاهرة إلى هناك لأحاول العثور على مكان في الباخرة إلى سوريا , بعد أن ألغيت الحجز على الباخرة المصرية يوم 3/ 10 بعد أن تأجلت المناقشة إلى يوم 2/ 10، وحين علمت أن الحجز على الباخرة الروسية التي تقلع يوم 6/ 10 لا يبدأ إلا يوم الأحد القادم نويت الرجوع لكني قلت لأمرَّ إلى كلية الآداب في جامعة الإسكندرية أسلم على الدكتور عبده الراجحي , وحين التقيت به كانت المفاجأة , ذكر لي أنه لم يوافق على تغير موعد المناقشة إلى يوم 2/ 10، وبذلك فإن الموعد ظل على حاله يوم 30/ 9، وكان عليَّ بناء على ذلك أن أعود إلى القاهرة بسرعة لأُعِدَّ نفسي للمناقشة , إذ ليس بيني وبينها إلا بضع عشرة ساعة , فسهرت في الليل إلى ما بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً، واستيقظت في الصباح مبكراً وأتممت كتابة الخطبة، واعتمدت فيها على المقدمة والخاتمة , وكان علي أن أنتظر الدكتور عبده الراجحي صباح هذا اليوم في محطة القطار وأهيئ سيارة تنقله إلى الكلية , وفعلا تم ذلك، ووصلتُ الكلية معه بسيارة
¥