تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وصف علمي لطريقة الحفظ في الكتاتيب الليبية]

ـ[معروفي]ــــــــ[27 May 2010, 07:44 ص]ـ

[وصف علمي لطريقة الحفظ في الكتاتيب الليبية]

1 - تعليم القرآن في ليبيا يعتمد على الكتابة، فليس الحفظ من المصحف والنقل عنه بمعروف،بل هو الأخذ من الشيخ في مجلس الإملاء،ومجلس الإملاء هذا هو كالمعروف عند أهل الحديث في التحمل والكتابة عن الشيخ،فكما يجلس المحدث ويملي الحديث والأسانيد على طلبة الحديث،فكذلك القارئ،وفيه كثير من التفاصيل المعروفة التي ذكرها الخطيب البغدادي في الجامع،و صاحب تذكرة السامع والمتكلم.

ويمتاز مجلس الإملاء كون الطلية يجلسون حلقة حول الشيخ يكون هو الشيخ قطبها يعلوهم على أريكة (تتسع للجلوس والاتكاء وذلك لأن بعض أهل القراء يملي من العصرحتى العشاء،وبعضهم من بعد صلاة الفجر حتى الظهر!!!) يتعاقبون إسماع الشيخ مبتدأه مفي الكتابة ثم يبدأ الشيخ بتلقين الطالب القرآن آية أو جزء منها بطريقة المشافهة من الشيخ وفي الغالب يعتمد فيها الوقف على المتحرك لتنبيه الطالب على حركة الحرف الأخير. ثم يعيد الطالب على مسامع الشيخ ما سمعه منه قبل الشروع في الكتابة حتى إذا اطمئن الشيخ لنطق الطالب أردفه بذكر ما يتعلق بها من حيث الرسم مثلاً من حيث ألفها محذوفاً أو ثابتاً أو مخصصاً على رسم الداني أو ياء معقوصة أو مرجعة أو همزة مسهلة أو مبدلة بواو أو ياء أو غيرها وكثيراً ما يذكر هنا ما يسمى عندنا بالتنزيلات وهي ذكر الشيخ للطالب عدد المرات التي ورد هذا اللفظ في القرآن أو نكت في التفريقبين المتشابهات فقد تكون بيت شعر من العامي أو الفصيح أو قول مركب موزون يضبط بها لطالب المواضع المشتبهات. وهذا الأمر في غاية البساطة لأولئك القوم الذين نذروا أنفسهم لحفظ كتاب الله وتدريسه فمن عانى شيئاً أتقنه،وقد ترى عيناك عجباً في هذاالباب،وما هو إلا بتوفيق من الله عز وجل اختار له من شاء.

ثم يشرع الطالب فيكتابتها على اللوح حتى إذا انتهى وعاد الدور له في الحلقة سمّع للشيخ الآية السابقةبنطق صحيح،فإذا اختل النطق هنا فبعض المشايخ يعنّفون الطالب على ذلك ثم يقرؤه الآية التي تليها.

وفوائد هذه الطريقة كما لا يخفى أن الطالب يردد الآية ما بين أربع إلى خمس مرات في مجلس الإملاء فقط. ثم تأتي مرحلة التصحيح وفيها يقرأ الشيخ للطالب أولاً والطالب يسمع ويتابع المقروء في لوحه - هذا إن لم يكن عدد الطلبة كبيراً - ثم يقرأ الطالب من لوحه على الشيخ،وقد دأب المشائخ على تلقين الوقف الهبطي هنا فيوقف الشيخ الطالب قبيل الوقفة الهبطية مشيراً بيده فيقيد الطالب الوقفة على موضع وقفه ثم يستأنف ثم يبدأ في الحفظ مباشرة بعد ذلك ولا ينصح الطالب بإرجاء الحفظ فإن (اللوح لابد أن يقرأ وهو أخضر) أي بعد الفراغ مباشرة.

وما الكتابة وأهميتها فلا يعد حافظاً من لم يكتب القرآن والحافظ المتقن الذي يشهد له شيخه هو من كتب على قلمين أو ثلاثة،وبعضهم كتبه أربعة أقلام والمشائخ الأولون منهم من كتب على ستة أقلام ويختم كل يومين أو ثلاثة!!. نسأل الله من فضله،وقد قال تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) وقال أيضاً: (الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) وفي الصحيح: (قيدوا العلم بالكتابة).

2 - نظام المراجعة في الكتاتيب يختلف من منطقة إلى أخرى،فمن حفظ في مسلاته ليس كمن حفظ في طرابلس أو غيرهما،ولكن يمكن القول بالعموم أنه مكثف يعتمد على أمرين أساسين:

- جهد الطالب ومثابرته.

- متابعة الشيخ وتفقده.

فهناك في الكتاتيب ما يسمى بـ (ثمن حلقة) وهو يوم في آخر الأسبوع يجتمع الطلبة حلقة حول الشيخ ويبتدئ الشيخ بسؤال من بيمينه عن محفوظه وقدره ثم يختار له ثمناً (وهو نصف الربع) من أي موضع منجملة محفوظه (وعادة ما يكون الثمن من أصعب ما تتوصل إليه قريحة شيخ يدرس القرآن لعقود!! فمواضع قصة موسى وفرعون في الأعراف ويونس وطه والشعراء دائماً في المقدمة!!)) فيتلوه الطالب حتى إذا انتهى تلا الذي يليه وهكذا حتى يرجع الدور عليه منجديد فإن كان الحفظ كما تركه الشيخ لأول مرة واصل الطالب الكتابة والزيادة على حفظه وإن كان (مهزوزاً) أو تبدل الحفظ على ما علمه الشيخ أوقف الطالب عن الكتابة حتى يتمكن من المراجعة والتسميع من جديد على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير