تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نقدٌ لكتاب الجابري "مدخل إلى القرآن الكريم" لـ د. مساعد الطيار

ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[29 May 2010, 03:16 ص]ـ

تحية طيبة للقراء الكرام ..

هذه رؤى نقدية لكتاب الدكتور محمد عابد الجابري "مدخل إلى القرآن الكريم" لفضيلة الدكتور مساعد الطيار وهي مما ألقاه في برنامج مداد على قناة دليل، ولقد كان طرحاً متزناً وفيه عمق وتركيز، وقد كنت اتمنى أن تخصص قناة دليل حلقة كاملة مع الدكتور مساعد لهذا الموضوع ليتم استيعابه.

ولقد ركَّز الدكتور مساعد على النقد المنهجي لكتاب الجابري والاهتمام بالكليات دون الدخول في الجزئيات والتفاصيل، وكان في هذا موفقاً؛ لأن المقام لا يسع لذلك والأهم أن نقد الجذور والأصول هو أهم وأولى من النظر في التفريعات والدخول في الجدل حولها، ولأن نقد الأصول والجذور قد يغني عما سواه.

ولقد رأيت أن أنشر هذا النقد مكتوبة لتعم بها الفائدة. والآن مع نقاط النقد:

أولاً: إن تمايز مناهج البحث أمر مقرر، ولا يمكن أن يقع في هذه القضية خلاف.

ثانيًا: إن تسليط منهج من مناهج البحث في علم ما على علم آخر سيؤدي إلى أخطاء في النتائج بلا ريب.

وهذا يقع في العلوم الإسلامية فيما بينها، فكيف إذا كان المنهج المستخدم غربي النشأة، والعلم الذي سيطبق عليه إسلامي المنهج، ولا شك إن البحث في مثل هذه الصورة سينتج عنه خطأ محض.

فنحن في مناهج العلوم الإسلامية نمايز فيما بينها، ولو طبقنا منهج (المحدثين في نقد أحاديث الحلال والحرام) على طريقة نقل اللغة، أو نقل الأخبار في كتب التراجم، فإنه سيحدث نتائج خطأ بلا ريب.

فكيف سيكون الحال في استخدام منهج يأتي من غير الدائرة الإسلامية.

ويجب أن نفرق بين تطبيق منهج علم على علم آخر، والاستفادة من مسائل منهج علم في تطبيقات العلم الآخر.

ثالثًا: ما يمكن أن يكون من الحق في تطبيق منهج علم ما على علم آخر لا يعدو أن يكون بسبب وجود التقاطعات العلمية أو الفكرية أو العقلية التي تتفق فيها هذه العلوم، وهذه الإصابات الجزئية ليست دليلاً على صحة تطبق هذا المنهج على ذلك العلم.

رابعًا: الوحشة من المنهج العملي لأسلافنا سمة بارزة في كتاب الجابري، واستخدامه لبعض هذه المناهج في كتابه جاء على استحياء، بل إنه أحد مناقضة مع منطقه ومنهجه الاستدلالي، فهو طبقه حينما رآه يفيده، وتركه لما كان يخالفه.

خامسًا: القارئ لكتب الجابري يرى تقديسه لمنهجه، ولعل مما يدل عليها أنه لم ينبري للرد على أي ردِّ من الردود عليه، بل قد ذكر أحد الباحثين أنه لم يقرأ أي رد من الردود التي كتبها بعض نقاده.

سادسًا: يظهر من كتاب الجابري أنه جعل بينه وبين التراث الإسلامي مشكلة، فأورثته هذه المشكلة منازعة، فلم يستفد من مناهج البحث فيه.

مخالفات منهجية في كتاب الجابري:

أولاً: تسوية الجابري بين مصادره، فكل ما يجده في التراث فهو في درجة سواء، وميزان القبول والرد ليس الميزان العلمي الإسلامي، بل ميزانه الخاص، وقد ذكر بعض موازينه في ذلك، منها: ما يشهد له القرآن.

لا يتعارض مع مبادئ العقل ولا معطيات العلم في عصرنا.

وينتج عن هذا عدم التسليم للنصوص الصحيحة الصريحة في بعض القضايا التي اختار الجابري ما يراه مناسبًا مع عقله.

ثانيًا: أوجد هذا المنهج من التسوية بين المصادر روايات شاذة وغريبة ومنكرة، وقد جعلها الجابري في مقام المحتملات، ومن العجيب أن هذه الروايات قد قبلها من حيث الجملة، ولم يرفضها منهجه الذي رفض بعض الأحاديث الصحيحة التي أوردها.

ثالثًا: يرد سؤال على منهج الجابري في كتابه المدخل إلى القرآن: لما اتجه الدكتور الجابري إلى البحث عن أدلة احتمال نقص القرآن، ولم يتجه إلى الأدلة اليقينية الدالة على كمال المكتوب بين الدفتين.

ويلاحظ أنه لم يستخدم بعض مناهجه في الروايات التي يدعي أنها تحكي النقص، ولم يرفضها لأنها أخبار آحاد.

رابعاً: الجهل بمعاني النصوص، وحملها على فهمه الخاص أوصله إلى نتائج خاطئة مثل آيات الإنساء والنسخ التي أوردها.

خامساً: عدم الاستقراء التام، وضعف المعرفة ببعض مسائل علوم القرآن مما جعل الكلام عنها باهتًا ضعيفًا ليس له فيه إلا النقل فقط، مع حرصه على إبداء رأيه في كل قضية يتناولها في الكتاب.

سادساً: إن اعتماد ترتيب النزول هو اعتماد على أمر محال، وما سينتج عنه من قضايا علمية، فإنها مشكوك في صحتها بلا ريب، إلا ما وقع الدليل القاطع بترتيبه، وكل محاولة لإعادة ترتيب القرآن كله حسب النزول فإنها فاشلة بلا ريب.

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[29 May 2010, 09:49 ص]ـ

كان ينبغي ان يشار الى ان الجابري قد سطا على افكار نولدكة في كتابه تاريخ القران فتلقط منها اسوأها واعتمده وشكرا للاخوين الفاضلين المحاضر والناقل

ـ[النجدية]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:28 م]ـ

أحسن الله إليكم جميعا، وزادكم من فضله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير