تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف يفكرون؟]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Apr 2010, 03:25 م]ـ

الإخوة الأفاضل هذه قصة إسلام أحد المهتدين الأمريكان " دكتور لورنس براون) أعرضها عليكم والغرض من هذا العرض هو التعرف على طريقة تفكير غير العرب وكيف يتعاملون مع النص القرآني، ولا شك أن هذا أمر ربما يختلف من شخص إلى آخر، ولكن الذي أعتقده أننا يمكن أن نستفيد من الجميع.

القصة:

"بعد ما سئلت مرارا وتكرارا: كيف أصبحت مسلما؟ ولماذا؟

قررت أن أسرد القصة للمرة الأخيرة ولكن سأكتبها هذه المرة.

لكني أعتقد أن قصص الرجوع للإسلام خالية من المعنى إن لم تكن متعلقة أو مرتبطة بالدروس المكتسبة، وإني أنوي أن أبدأ بهذه الدروس.

هناك لا شك نوع من الانبهار والإعجاب بقصص التحول ولسبب وجيه.

غالبا ما تكون هذه القصص قد أحدثت تغييرا جذريا درامتيكيا في حياة الذين تحولوا بشكل تجعلهم ينبذون العالم المادي ويتوجهون إلى العالم الروحاني.

أولئك الذين يمرون بهذه التجارب الدراماتيكية في الحياة , يقفون وجهاً لوجه أمام قضايا الحياة مثل من الذي صنعنا (خلقنا)؟ , ولماذا نحن هنا؟ لكن هناك عناصر مشتركة لقصص من اسلموا، وإحداها هي أن " العائد للإسلام " يجد نفسه في مثل تلك اللحظات خر ساجداً على ركبتيه , وعندما يتذكر ما حدث يقول إنّهم تضرعوا لله بصدق لأول مرة في حياتهم.

أدهشتني هذه القواسم المشتركة فدوّنت بعض القصص الهامة:

أولها , حسب رأيي, هي أن أغلب " العائدين للإسلام " الذين مرّوا بهذه اللحظات من الابتلاءات والذعر , تضرّعوا لله مباشرة بدون وسيط وبيقين. حتى أولئك الذين قضوا حياتهم معتقدين بالتثليث (الأب والابن والروح القدس) عندما يواجهون فاجعة على سبيل المثال يجأرون لله بطريقة غريزية ولا إرادية بدون الالتفات أو حتى التفكير في عناصر الثالوث المقترحة.

لأسرد لكم قصة كمثل لهذا. استضاف منصّر إنجيلي على قناة التلفزيون امرأة لسرد قصة عودتها للنصرانية كمولودة جديدة , والتي يدور محورها حول تعرض سفينة لعاصفة هوجاء في البحر دمرّتها وكانت هي الناجية الوحيدة من ذلك الموقف الرهيب. قالت هذه السيدة أن الأيام والليالي التي قضتها تصارع فيها العوامل القاسية من أجل البقاء في عرض المحيط , كلمها الله , هداها (وجهها) الله , حماها الله ,الخ. هل فهمت القصة؟

استغرقت هذه السيدة 5 إلى 10 دقائق تقص قصتها التي كانت فعلا مثيرة وآسرة , لكنها قالت خلال قصتها أن الله فعل هذا وفعل ذاك , وأنها ابتهلت لله , ولله وحده راجية رحمته. لكن عندما أنقذتها سفينة مرّت قرب الحادث , وصفت اللحظات التي وطأت فيها قدميها ظهر السفينة , رفعت اكف الضراعة نحو السماء وصرخت " شكراً أيها اليسوع ".

الدرس المستفاد بين طيّات القصة يكمن في الإخلاص والصدق. فعندما يواجه الناس ظروفاً ضاغطة وحالات ذعر فإنهم يدعون الله مباشرة على الفطرة. لكن عندما يتخيلوا أنهم في مأمن وسالمين فغالباً ما يعودون إلى معتقداتهم القديمة التي تعتبر عديد منها إن لم تكن (أغلبها) مضللة.

نعرف جميعنا أن كثيرا من النصارى يعدلون عيسى بالله , أمّا بالنسبة لأولئك الذين يجادلون هذه النقطة فإني اقترح عليهم قراءة كتابي حول هذا الموضوع والذي يحمل عنوان " الوصية الأولى والأخيرة " (أمانا للنشر). أمّا بالنسبة للآخرين فإني أود أن أسترسل قائلاً أن السؤال الحقيقي هنا هو "من الناجي حقاً؟ "

قصص عديدة يسردها الذين تحوّلوا إلى دين آخر , وكلهم يقولون أن إله هذا الدين أو ذلك الدين قد أنجى الشخص المعني , وكلهم يدّعي أنهم وقفوا على الحقيقة بناءً على معجزة نجاتهم. وحيث أنه لا إله إلا إله واحد ,وبالتالي دين واحد وحقيقة مطلقة , لذا فإن حقيقة الأمر تقول إن هناك فرقة على الحق وكل الفرق الأخرى تعيش في ضلال , وأن المعجزات الشخصية التي عاشوها قد زادتهم غيّاً في كفرهم بدلاً من كشف غطاء الحقيقة لهم. اقرأ قول الله في القرآن الكريم في سورة الرعد الآية 27:

(قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) من الآية (27)

وأيضاً في سورة النساء الآية 175 يقول عز وعلا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير