[نصراني يسأل عن الإسراء!؟]
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[26 Apr 2010, 05:49 م]ـ
مشايخنا الإجلاء ...
إخواننا الفضلاء ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد الغربيين من النصارى يسأل عن أمرٍ محددٍ في قصة الإسراء والمعراج.
وسؤاله: لماذا أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالذات؟
أي: لماذا لم يعرج به إلى السماء من مكة مباشرة, أو من مكان آخر غير المسجد الأقصى؟
لماذا حدد المسجد الأقصى؟
من لديه علم بهذا فليتصدق به علينا فـ (إن الله يجزي المتصدقين).
فقد وجدت في -بعض- كتب التفسير بعض الإجابات لهذا التساؤل-أرفقتها في هذه المشاركة-لكن ما زلت أبحث عن إجابة مباشرة مختصرة تصلح أن تترجم إلى لغات أخرى.
وإليكم ما دونه المفسرون:
جاء في تفسير ابن كثير -رحمه الله تعالى- هذا القول: " (إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى) وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء , معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل؛ ولهذا جمعوا له هنالك كلهم، فَأمّهم في مَحِلّتهم , ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين".
وهذا ما قاله العلامة الشنقيطي-رحمه الله تعالى- في الأضواء:"
وَقَدْ كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَعْرُجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ جَوْفِ مَكَّةَ، وَمِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَلَكِنْ لِيُرِيَهُ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ: كَعَلَامَاتِ الطَّرِيقِ ; لِتَكُونَ دَلِيلًا لَهُ عَلَى قُرَيْشٍ فِي إِخْبَارِهِ بِالْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ، وَتَقْدِيمِ جِبْرِيلَ لَهُ الْأَقْدَاحَ الثَّلَاثَةَ: بِالْمَاءِ، وَاللَّبَنِ، وَالْخَمْرِ، وَاخْتِيَارِهِ اللَّبَنَ رَمْزًا لِلْفِطْرَةِ. وَاجْتِمَاعِ الْأَنْبِيَاءِ لَهُ وَالصَّلَاةِ بِهِمْ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، بَيْنَمَا رَآهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ أُرِيَهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ".
وإليكم ماذكره الطاهر بن عاشور:"
أن الله مكنه من حرمي النبوة والشريعة، فالمسجد الأقصى لم يكن معمورا حين نزول هذه السورة وإنما عمرت كنائس حوله، وأن بني إسرائيل لم يحفظوا حرمة المسجد الأقصى، فكان إفسادهم سببا في تسلط أعدائهم عليهم وخراب المسجد الأقصى. وفي ذلك رمز إلى أن إعادة المسجد الأقصى ستكون على يد أمة هذا الرسول الذي أنكروا رسالته".
وهذا من التفسير الوسيط لسيد طنطاوي -رحمه الله-:"
قال بعض العلماء: وقد قيل فى خصائص المسجد الأقصى: أنه متعبد الأنبياء السابقين، ومسرى خاتم النبيين، ومعراجه إلى السموات العلا. . وأولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، لا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه ".
وهذا القول الأخير أجد أنه قرب لي كثيرا من الأمور ...
مثلاً: هل نستطيع أن نقول أن من الأسباب لاختيار الأقصى مكاناً لمسرى سيد ولد آدم -عليه أفضل الصلاة والتسليم- أنه كان قبلة للمسلمين آنذاك, يتجهون إليها بأبدانهم, وإلى السماء يتجهون بقلوبهم!!؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[30 Apr 2010, 06:29 م]ـ
و إضافةً إلى ما تقدَّم ذِكْره من أقوال الأئمة و العلماء - في تعليل الإسراء بالنبي صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس - يُحْتَمَل أيضاً أن يُقال فيه:
1 - إن َّ ذلك الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هو مَسيرٌ لخاتم الأنبياء و المرسلين مِن أول مسجدٍ وُضِعَ في الأرض - و هو المسجد الحرام - إلى ثاني مسجدٍ وُضع فيها – و هو المسجد الأقصى – للإشارة و البشارة بعودتهما معاً إلى حالهما الأَول في بدء الخليقة و الشريعة؛ كدَاريَّ عبادة لشريعة عامة واحدة، هي شريعة الإسلام.
قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم - محمداً صلى الله عليه و سلم -: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ]. {سبأ:28}
و قال تعال: [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ]. {آل عمران:96}
قال عليٌّ رضي الله عنه: كان قبل البيت بيوت كثيرة، والمعنى أنه أول بيت وضع للعبادة.
¥