[من علماء المدينة في التفسير (1)]
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[21 May 2010, 11:59 م]ـ
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2953.imgcache
[من علماء المدينة في التفسير (1)]
الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي
هو الإمام محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر بن محمد بن أحمد الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه وهذا الرجل أصله من بلاد شنقيط وموريتانيا كبلد يسكنها عرب وعجم يخدمون العرب واللغة العربية لكلا الفريقين وفيها قبائل بعضها انشغل بالإغارة على عادة القبائل والتنافس بينها والتنازع، وبعضها انشغل بالتجارة مع طلب العلم، ومن القبائل التي في موريتانيا التي انشغل أبنائها بطلب العلم الجكنيون الذين منهم الشيخ وأصولهم من حمير من اليمن.
هذا الرجل رحمة الله تعالى عليه: ولد هناك ثم حفظ القرآن بعد أن عاش يتيما وعهدت به أُمة وعنيت به عناية عظيمة.
فائدة:وهي رسالة للآباء والأمهات أول من يغرس طلب العلم في الأبناء الآباء والأمهات بالتشجيع.
فلمّا حفظ القرآن رحمه الله فرحت به أُمة فرحا شديدا ثم بعثته يأخذ بعض الفنون فهو يقول رحمه الله تعالى زودتني بمتاعين أو مركبين: مركب فيه كتبي ومركب فيه زادي ومتاعي، وجعلت معه خادما معه بقرات وأرسلته إلى القرى والمدن التي فيها العلماء آنذاك في شنقيط فحصل على علم جمّ فرحت به أمة و أخواله وكان له خال عالم يُعلمه.
والإنسان أحيانا يبغض من يحسن إليه دون أن يشعر لأن أي إنسان يمر بمراحل زمنية فالشيخ رحمه الله ذات يوم مرض خاله فارتاح قليلا من عناء الطلب فمر على خاله وهو مريض فأضحى يقول متى يموت حتى ارتاح من الطلب ثم برئ الخال وأكمل المهمة، وأخذ العلم عن غيره.
أعظم ما عني به الشيخ: أن الله وفقه لأن يعرف قدر القرآن فكانت عنايته التامة بكلام الله جل وعلا.
ومن أراد الله به خيرا جعله يفقه كلام ربه تبارك وتعالى إذ أن أعظم مقصود من العلم، العلم بالله جل وعلا ولا يمكن أن يعرف الله إلا بكتابه إذ لا أ حد أعلم من الله ولا أحد أعلم بالله من الله.فالسبيل الأول الذي كل سبيل مندرج فيه هو معرفة آيآت الكتاب حتى يدلك على الملك الغلاب جل جلاله.
فعُني الشيخ رحمه الله برجز كان لعلاّمة شنقيطي اسمه العلامة محمد يعرف بالبحر هذا الرجز ذكر فيه العالم ذلك منظومة في قضية الآيات المتشابهة في القرآن رسماً أو تلاوة لفظا أو تلاوة التي يتكرر أكثر من مرة فعُني بها وهو شاب فلما أكملها مالم يتعرض له العالم دوّنه الشيخ وتبع العالم البحر على نفس منواله وزاد عليها رحمة الله تعالى عليه. فمثلا قال الله جل وعلا في سورة سبأ (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ) [سبأ: 54] فكلمة أشياع تكررت في سوره القمر (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) [القمر: 51] في سورة القمر جاءت بضمير المخاطب (أشْيَاعَكُمْ) وجاءت منصوبة لأنها مفعول لأهلك، وفي سورة سبأ جاءت للغيبة (كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم) وجاءت مجرورة لأنها مسبوقة بالباء فالشيخ رحمه الله زيادة على تلك المنظومة التي عني بها قال رحمه الله:
في سورة القمر خاطب وانصبَ وجُرهُ وغيبنهُ في سورة سبأ
أي أن هذا الفظ في سورة القمر خاطب به وانصبه وفي سورة سبأ اجعله على ضمير الغيب وجرة كما هو صريح القرآن.المقصود بدأت العناية بالقرآن، ثم منّ الله عليه بعلم التفسير، ثم قرر أن يقدم إلى الحجاز حاجاً.
وإذا أراد الله بأحد خيراً أعطاه فوق ما يؤمل بلقيس خرجت من اليمن إلى بلاد فلسطين تبحث عن كيف تحافظ على مُلكها تطمئن سليمان أنها لا تنازعه فردّها الله وقد أسلمت أعطاها الله فوق ما تؤمل، وبعدها الكليم موسى عليه السلام ذهب يبحث عن جذوة من النار فعاد وهو كليم الواحد القهار فالله جل وعلا ذو منة وفضل على عباده.
¥