[سيد قطب والتفسير الموضوعي]
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 May 2010, 01:37 م]ـ
[سيد قطب والتفسير الموضوعي]
يتميز سيد قطب رحمه الله بأسلوبه التصويري في شرحه لظلال القرآن. وقد سمي أصلاً تفسيره بالظلال بسبب هذا النهج التصويري الذي استخدمه رحمه الله فالظلال هو عبارة عن صوره مطابقة للشيء. هذا الكلام يقودنا الى موضوع التفسير الموضوعي حيث أن الصورة المكتملة للتفسير الموضوعي لا تتأتى إلا من خلال الصورة الوصفية لوحدة النص والتي أبدع سيد بطريقة سردها لجميع سور القرآن. فهو من أوئل المتأخرين الذين انتهجوا نهج التفسير الموضوعي بالإعتماد على الصورة التكميلية للمقطع القرآني الواحد. فقد كان يتناول اولاً الفكرة الرئيسية الموضوعية التي تختص بها السورة بشكل عام ثم يقسم السورة الى وحدات فيعطي عنواناً خاصاً لكل مقطع الى أن يكمل جميع المشاهد التصويرية للسورة بطريقة متناسقة لا تتخفى على المتذوقين. .
والناظر الى تفسير الظلال يجد أن كلمة تصور وتصوير والمناهج الموضوعية تتكرر كثيراً في كتابه حتى لا تكاد سورة تخلو من هذه المصطلحات وغيرها التي تشير الى التفسير الموضوعي وما يشابهه من عناوين.
فمثلاً في سورة المائدة يتحدث سيد رحمه الله عن المراجعة الموضوعية لهذه السورة فيقول: فتصور معي الموقف حينما كانت اليهود في قوتها - في ذلك الوقت الذي نزلت فيه الآيات الخاصة بهم - قوة ونفوذ وعمل في المدينة، وفي الصف المسلم مما اقتضى هذه الحملة لكشف موقفهم وإبطال كيدهم. فهو يتحدث عن كم من الآيات ليعالج موقف اليهود في حالة معينة.
في سياق سورة (الأنعام) يقول رحمه الله: ونحن نبين منهج هذه السورة الموضوعي وهي تتناول قضية العقيدة بجملتها، في مواجهة مناسبة جزئية تتعلق بأمر التشريع والحاكمية. وهي المناسبة التي لا نقول: إنها اقتضت ذلك الحشد المجتمع المتدفق من التقريرات والتأثيرات في سياق السورة كلها. والتحليل الموضوعي الذي في سياق السورة في تماسكه وفي تدافعه وفي تدفقه يوقع في القلب أن هذه السورة نهر يتدفق، أو سيل يتدفع، بلا حواجز ولا فواصل.
لاحظوا ودققوا في كلامه فهو يحاول أن يعالج سورة بأكملها ويحاول أن يعطي لها عنواناً واحداً.
ويتحدث رحمه الله عن سورة الكهف فيقول:
أما المحور الموضوعي للسورة الذي ترتبط به موضوعاتها، ويدور حوله سياقها، فهو تصحيح العقيدة وتصحيح منهج النظر والفكر. وتصحيح القيم بميزان هذه العقيدة.
ويقول أيضاً عن سورة الطارق رحمه الله: وبين المشاهد الكونية والحقائق الموضوعية في السورة تناسق مطلق دقيق ملحوظ يتضح من استعراض السورة في سياقها القرآني الجميل ..
«وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ؟ النَّجْمُ الثَّاقِبُ. إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» ..
من خلال ذلك يتبين بشكل واضح نهج سيد قطب الذي يقترب كثيراً الى منهج التفسير الموضوعي مما يدل أن سيد لم يغفل هذا النوع الحديث من التفسير.
ولقد كنت أظن أن الدكتور عبد الرحمن الشهري سيتطرق لسيد ومنهجه في التفسير الموضوعي في حلقة الأمس وخاصة أنه تحدث بنوع من الإسهاب عن هذا الوضوع. ولا أدري هل تعمد الدكتور إن لا يخوض بذلك أم لا.
لقد تابعت حلقة الأمس باهتمام بالغ ولاحظت تلك الابتسامة اللطيفة التي لم تغادر حلقة ذلك البرنامج الشيّق.
بارك الله بفضيلة الشيخ ونفع به الإسلام وأهله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 02:39 م]ـ
ولقد كنت أظن أن الدكتور عبد الرحمن الشهري سيتطرق لسيد ومنهجه في التفسير الموضوعي في حلقة الأمس وخاصة أنه تحدث بنوع من الإسهاب عن هذا الوضوع. ولا أدري هل تعمد الدكتور إن لا يخوض بذلك أم لا.
لقد تابعت حلقة الأمس باهتمام بالغ ولاحظت تلك الابتسامة اللطيفة التي لم تغادر حلقة ذلك البرنامج الشيّق.
بارك الله بفضيلة الشيخ ونفع به الإسلام وأهله.
جزاكم الله خيراً أخي تيسير وبارك فيكم.
لعلك تقصد حلقة برنامج مداد في قناة دليل، ولم يكن هناك مناسبة لذكر ما تفضلتم به، حيث مر الحديث عن التفسير الموضوعي عرضاً عند ذكري لصدور موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي صدرت عن جامعة الشارقة فحسب، وإلا فجهود سيد قطب لا تنكر كما تفضلتم جزاكم الله خيراً، فلو كان الحديث خاصاً بالتفسير الموضوعي ونشأته والجهود حوله لما لي أن أتجاوز جهود سيد قطب في ظلاله.
وأشكرك على تواضعك بمتابعة مثل تلك الحلقة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 12:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي تيسير وبارك فيكم.
لعلك تقصد حلقة برنامج مداد في قناة دليل، ولم يكن هناك مناسبة لذكر ما تفضلتم به، حيث مر الحديث عن التفسير الموضوعي عرضاً عند ذكري لصدور موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي صدرت عن جامعة الشارقة فحسب، وإلا فجهود سيد قطب لا تنكر كما تفضلتم جزاكم الله خيراً، فلو كان الحديث خاصاً بالتفسير الموضوعي ونشأته والجهود حوله لما لي أن أتجاوز جهود سيد قطب في ظلاله.
وأشكرك على تواضعك بمتابعة مثل تلك الحلقة.
بارك الله تعالى بجهدكم. وسدد على طريق الخير هداكم. ونفع بكم الإسلام وأهله.