تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القسِّيس ولغة القرآن

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2010, 07:55 م]ـ

هذه مقالة بعنوان:

القسِّيس ولغة القرآن

كتبها الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي وفقه الله في زاويته (دفق قلم) بجريدة الجزيرة السعودية في عددها الصادر يوم السبت 20/ 3/1431هـ الموافق 06 - 03 - 2010.

الداعية الإسلامي (يوسف استيس) القسِّيس (سكيب) سابقاً، يؤكد في سرده لقصة إسلامه على شعوره العميق بقيمة خاصة للغة القرآن الكريم مع أنه لا يعرف العربية وذلك حينما استمع من تاجرٍ مصري إلى سورة الإخلاص، حيث تفاعل معها، وشعر بأن حروفها وكلماتها تخاطب قلبه قبل أنْ يعرف معانيها.

يقول: لما تطرقنا أنا وقسيس آخر كاثوليكي مع التاجر المصري المسلم لمسألة التثليث، وقرأنا ما في نسخ الإنجيل الموجودة معنا في تلك الجلسة من نصوص خاصة بهذه المسألة شعرنا بالحرج من هذا المعتقد؛ لأن كل نصراني عاقل، لاسيما القساوسة لا يستريحون في أعماق نفوسهم إلى مسألة الآلهة الثلاثة في إلهٍ واحدٍ، ولقد كنت أدعو إلى النصرانية وأنا مهزوز الثقة في مسألة التثليث، وكذلك كل قسِّيس نصراني لا يمكن أن يتخلَّص من هذا الإحساس.

لقد شعرت وأنا أقرأ نص التثليث للتاجر المصري بأنه في أعماقه يسخر من هذا النص ومن هذه الفكرة المشوَّشة التي تقول بالإله الواحد والآلهة الثلاثة في وقت واحد، ولم أستطع أن أذكر له بعض الأمثلة المضحكة التي علَّمنا إيَّاها أساتذتنا في هذا المجال مثل قولهم: إنها تشبه البيضة الواحدة لها قشرة خارجية ولها بياض ولها صفار، أو أنها تشبه البطيخ له قشرة وله لُبٌّ أحمرٌ، وله بذور سوداء، وكيف أذكر هذه الأمثلة وهي غير مقبولةٍ عندنا نحن القساوسة؟

قلنا للتاجر المصري (محمد): وأنتم أيها المسلمون ماذا تعتقدون في الرَّبِّ، فقال باللغة العربية التي لم نكن نعرف منها كلمة واحدة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ)، ثم أخذ يترجم لنا معانيها، وكان صوته حين تلاها بالعربية مؤثراً جداً استطاع أنْ يدخل إلى قلبي بصورة عجيبة، وإني ما أزال إلى الآن أسمع صدى صوته وهو يتلوها يرنُّ في أذني، وما أزال أتذكَّره.

لقد أكَّد (يوسف استيس) الأثر العميق الذي حدث في قلبه من خلال جمال وتناسق اللغة العربية، وهو أثرٌ كبيرٌ كان له دوره في فتح أبواب قلبه للمعاني التي شرحها له التاجر المصري.

يقول: أما معاني سورة الإخلاص، فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منها إطلاقاً، وقد كانت مفاجأة كبيرة لي ولصديقي القسيس ولوالدي وزوجتي، لأننا شعرنا أن تاجراً مسلماً لم يكن متخصصاً في علوم الدين ولم يكن موظَّفاً في الدعوة يعيش حالةً جميلةً من الوضوح والاستقرار لا نعيشها نحن القساوسة المتخصصون في الدعوة إلى الدين النصراني.

يقول يوسف: فوجئت بالقسيس الكاثوليكي المتعصب يطلب من (محمد) أن يصطحبه معه ليرى صلاة المسلمين في المسجد، فأخذه معه إلى المركز الإسلامي، وحينما رجعا سألنا القسيس: أيّ أنواع الموسيقى يستخدمها المسلمون في صلاتهم، فقال: ولا واحدة، فقلنا متعجبين: يعبدون ربهم، ويصلُّون بدون موسيقى، وهنا كانت المفاجأة، حيث قال القسيس الكاثوليكي: نعم، يصلون بدون موسيقى، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأعلن إسلامه.

يقول يوسف. فسألته: هل أنت مقتنع؟ وأنا أتحرَّق في داخلي لأنني كنت أتمنَّى أن أسبقه إلى الإسلام.

ثم أسلم والدي، وأسلمت أنا وزوجتي - ولله الحمد.

لغة عظيمة ترتبط بالمعاني الراقية، والبلاغة العالية، يا أهلها الكرام، عليكم السلام.

المصدر: جريدة الجزيرة ( http://www.al-jazirah.com/415241/ln8.htm) .

ـ[امجد الراوي]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:57 م]ـ

هذه مقالة بعنوان:

القسِّيس [ color=#FF0000] ولغة القرآن

كتبها الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي المصدر: جريدة الجزيرة ( http://www.al-jazirah.com/415241/ln8.htm) .

استاذي الكريم عبد الرحمن الشهري المحترم؛

السلام عليكم ورحمة الله،

ترددت كثيرا قبل ان اكتب اليك هذا التعليق، واخيرا رايت انه لابد لي ورايت فيه خيرا ... فكان،

لقد اعجبني هذا الموضوع اشد الاعجاب وحمدت الله كثيرا لقوة برهان القرءان، والذي ينبغي ان نكون اهله واهلا لحمله،

ولكن للاسف اثارني عنوان الموضوع ايما اثارة، ولا اظن فيك الا خيرا ولا اظنك الا ان تتقبل سؤالي ونقدي برحابة صدر - حيث انك ناقل للخبر، المتفق الضمني - فسؤالي يحمل في طياته كلا من غاية السؤال الاستفهامي بمعية الاعتراض والاستنكار،

" لغة القرءان ": اصطلاح يتقبله ولا يمتعض منه الاكثرون او لا يرون فيه باسا، يحمل في طياته - كحال اي اصطلاح - مفهوم ومضامين وفكرة تتدخل في عمق تناولنا لكتاب الله وهو ليس اصطلاح هامشي او بعيدا عن قراءة القرءان، ومن هذا المنطلق ياتي التدقيق ونقد هذا الاصطلاح وما يؤدي اليه من مفهوم، وما يسلخه من مفاهيم احق منه من مفردات القرءان الكريم الذاتية، فلا ينبغي استعمال - ومن غير تدقيق - مصطلحات من غير تعريف ومنشأ وصدقية وهوية كونها تتدخل في صلب التعامل مع كتاب الله، كما ان هنالك البديل من كتاب الله فلماذا الاعراض وبغية البدائل؟

لذلك ارجو القاء مزيدا من الضوء على هذا المفهوم: فما هي: " لغة القرءان "؟ وما منشؤها وهل يتقبلها " لسان قومه " ام يمجها؟ وهل يصدق عليه القرءان ويجد له فيه موقعا واهلا داخل منظومته العربية والبيانية والفكرية،

مع اطيب التحايا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير