تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اعجاز بياني وعلمي]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Apr 2010, 01:46 م]ـ

قول الله تعالى:

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) سورة الأنعام (38)

إن المتأمل في الآية يرى وصفين وقف عندها المفسرون بحثا عن الفائدة من ذكرهما:

الأول: قوله " في الأرض"

الثاني: قوله " بجناحيه"

وهذان الوصفان ضروريان في الآية لتؤدي الآية غرضها البياني المؤثر في النفس، وما كانت الآية لتؤدي الغرض بدونهما.

إنه التصوير القرآني البديعي الذي لا يقف بالنفس البشرية عند النص المكتوب بل ينقلها إلى تلك المشاهد الحية المتحركة على اختلاف أشكالها وألوانها في البيئات المختلفة على وجه الأرض وفي جو السماء.

وتأملوا الآية بدون هذين الوصفين: " وما من دابة ... ولا طائر إلا أمم أمثالكم" إنها جملة باردة ليس فيها حياة ولا حركة، ليس فيها تصوير ولا خيال يحرك النفس ويشوقها ويدفعها للتفكر والتأمل، وانظروا إلى قول الله تعالى عن الطير:

(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) سورة النحل (79)

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) النور (41)

(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) سورة الملك (19)

تأملوا قوله:

"فِي جَوِّ السَّمَاءِ" وقوله " صَافَّاتٍ" وقوله " فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ" إنها تعطى الآية معاني زائدة مقصودة وتصوير حي رائع وتأثير في النفس ما كان له أن يكون لو لا وجوده.

ثم إن في قوله " يطير بجناحية " إشارة علمية إعجازية ـ وهذه أعلم مقدما أن هناك من سيعترض علي فيها ولكن لا يمنع ذلك من أقول ما ظهر لي في الآية.

أقول لو جاءت الآية بدون كلمة "جناحيه" لربما جاء معترض في هذا الزمن وقال: هذه السماء مملوءة بالطائرات لا تطير بجناحيها، وإنما هي تطير بقوة دفع المحركات فهل هي أمم أمثالنا؟

ثم إن هناك إشارة أخرى إلى أن الجناحين في الغالب ضرورة في الطيران.

هذا والله أعلى وأعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[ Amara] ــــــــ[22 Apr 2010, 02:42 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما

أخي الفاضل أبو سعد الغامدي

ثم إن في قوله " يطير بجناحية " إشارة علمية إعجازية ـ وهذه أعلم مقدما أن هناك من سيعترض علي فيها ولكن لا يمنع ذلك من أقول ما ظهر لي في الآية.

أقول لو جاءت الآية بدون كلمة "جناحيه" لربما جاء معترض في هذا الزمن وقال: هذه السماء مملوءة بالطائرات لا تطير بجناحيها، وإنما هي تطير بقوة دفع المحركات فهل هي أمم أمثالنا؟

ثم إن هناك إشارة أخرى إلى أن الجناحين في الغالب ضرورة في الطيران.

هذا والله أعلى وأعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

لو ساءلنا الآية الكريمة ما كان يسبقنا الغرب في صناعة الطائرات؟

لو ساءلنا الآية هل كل ذو جناحين يطير؟ لكنا ظفرنا بالإجابة.

ما سر الطيران بجناحين؟ لكنا ظفرنا بالإجابة.

هل أن من لا جناح له يطير؟ لكنا ظفرنا بالإجابة.

فكلمة بجناحين ضرورية جدا لإظهار كل هذا ..

و لك أن تسأل عن القبض في قوله تعالى "و يقبضن"

و لك أن تسأل عن سر قوله تعالى " ما يمسكهن إلا الله" حين قال تعالى: "ألم يرو إلى الطير مسخرات في جو السماء" و سر قوله تعالى: " ما يمسكهن إلا الرحمن "؟ لما قال "ألم يرو إلى الطير فوقهم صافات و يقبضن"

و لك أن تسأل عن معنى قوله: " جو السماء" و عن معنى قوله " فوقهم"

و لك أن تسأل عن قوله "في جو السماء" لماذا لم يقل " في السماء" و لماذا قال في آخر الآية الأولى: "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون " و قال في الثانية: " إنه بكل شيء عليم" و ما ارتباط عليم بذلك؟ و ما ارتباط الآية بالأول، و ما ارتباط كل شيء بما سبقه؟ و ما ارتباط ذلك بالإيمان؟

و لماذا بدأ الآيتين بقوله تعالى: " ألم يروا "؟

و بدأ الثالثة بقوله تعالى: " ألم تر"؟

جزاكم الله خيرا

يغفر الله لي و لكم

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Apr 2010, 02:48 م]ـ

أخي عمارة بارك الله فيك

على هذا الوجه الذي ذكرت وعن طريق طرح السؤال يُثوّر القرآن وتستخرج كنوزه.

وفقك الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير