[بشرى عظيمة وفوائد عزيزة.]
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 Apr 2010, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
كنت أستمع لدرس ماتع يلقيه الشيخ محمد حسان حفظه الله تعالى، وكان يتحدث عن مكانة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وفي خضم الحديث تحدث عن فضل أبو بكر ودلل على ذلك بما ذكره أهل التفسير عند تفسيرهم لآيات معينة، وهذا ما لخصة الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله فقال:
" قد قيل أيضاً: إن المراد بقوله: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى الذى يُؤْتِي مَالَهُ يتزكى} [الليل: 17 - 18]، إلى آخر السورة. نازل في أبي بكر رضي الله عنه، ولما كان يعتق ضعفة المسلمين، فأنزل الله الآيات إلى قوله: {وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تجزى إِلاَّ ابتغآء وَجْهِ رَبِّهِ الأعلى} [الليل: 19 - 20]، وابتغاء وجهة رب هو بعينه، وصدق بالحسنى أي لوجه الله يرجو الثواب من الله.
وكما تقدم، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وإن صورة السبب قطيعة الدخول. فهذه بشرى عظيمة للصديق رضي الله عنه، ولسوف يرضى في غاية من التأكيد من الله تعالى ...
تنبيه
في قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يرضى} [الليل: 21]، وذكر ابن كثير إجماع المفسرين أنها في أبي بكر رضي الله عنه أعلى منازل البشرى، لأن هذا الوصف بعينه، قيل للرسول صلى الله عليه وسلم قطعاً في السورة بعدها، سورة الضحى {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى} [الضحى: 4 - 5]، فهو وعد مشترك للصديق وللرسول صلى الله عليه وسلم، إلاَّ أنه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أسند العطاء فيه لله تعالى بصفة الربوبية {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ} [الضحى: 5} كما ذكر فيه العطاء، مما يدل على غيره صلى الله عليه وسلم، وهو معلوم بالضرورة، من أنه صلى الله عليه وسلم له عطاءات لا يشاركه فيها أحد، على ما سيأتي إن شاء الله. "أهـ
وورد في تفسير ابن كثير كلاما عجيبا في تفسير سورة الضحى ذكرني بموضع كتبته واستنتاج سطرته وهو:
"وقوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} أي: في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته، وفيما أعدَّه له من الكرامة، ومن جملته نهر الكوثر الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، وطينه [من] مسك أذفر كما سيأتي.
وقال الإمام أبو عمر الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال: عرض على رسول الله ما هو مفتوح على أمته من بعده كنزا كنزا، فسر بذلك، فأنزل الله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} فأعطاه في الجنة ألف ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم. رواه ابن جرير من طريقه، وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس: ومثلُ هذا ما يقال إلا عن توقيف." أهـ
فظهر من خلال ذلك أمور وفوائد عديدة، ومنها أننا إذا كنا مع الله كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله فإن الله تعالى سيكون معنا بإذن الله تعالى وسينعم علينا بشتى النعم، وفي ذلك إشارة إلى بركة البكور، وهذا يظهر من قوله تعالى " والضحى "
هذا والله أعلم وأحكم،
وهنا أنقل المشاركة السابقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
روى البخاري بإسناده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا." [اتفق عليه الشيخان]
قال ابن حجر:
" وَقَوْل أَبِي هُرَيْرَة " وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا " بِوَزْنِ تَفْتَعِلُونَهَا - مِنْ النَّثْل بِالنُّونِ وَالْمُثَلَّثَة - أَيْ تَسْتَخْرِجُونَهَا، تَقُول نَثَلْت الْبِئْر إِذَا اِسْتَخْرَجْت تُرَابهَا. "
قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
" الْمُرَاد بِخَزَائِن الْأَرْض مَا فُتِحَ عَلَى الْأُمَّة مِنْ الْغَنَائِم مِنْ ذَخَائِر كِسْرَى وَقَيْصَر وَغَيْرهمَا، وَيَحْتَمِل مَعَادِن الْأَرْض الَّتِي فِيهَا الذَّهَب وَالْفِضَّة، قَالَ غَيْره: بَلْ يُحْمَل عَلَى أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ. "
وأميل يا اخوة لقول من قال:
" بل أعم من ذلك "
وأظن أن هذا الحديث يدلنا على أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ستعطى نعم كلما ذهبت نعمة أتت أختها، وذلك كلما جُدد الدين في عروقها ورجعت إليه، متدبرا صروف الزمان ومتصفحا تاريخ أمة رزقت خير الأديان.
والله أعلم وأحكم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/index.php
¥