تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الثامنة)]

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[05 Mar 2010, 03:00 م]ـ

موافقة أولية

على دراسة كتاب شمس العلوم

السبت 17 آب 1974م = 28 رجب 1394هـ

ذهبت إلى مكتبة جامعة القاهرة في وقت مبكر , وقرأت صفحات في الجزء المطبوع من كتاب شمس العلوم، وحاولت أن أطلع على ترجمة للمؤلف في بعض الكتب، وقبيل الظهر ذهبت إلى الكلية وبعد وقوف عند الباب طويل، سُمِحَ لي بالدخول إذ إن الدخول إلى الكلية هذه الأيام من أصعب الأمور لأن عمل لجان الامتحان على أشده , وقد سنحت لي فرصة للالتقاء بالدكتور بشر عميد الكلية ورئيس قسم علم اللغة، وحدثته عن رغبتي في اختيار موضوع قبل سفري وعرضت عليه الخطوط العريضة لفكرة دراسة كتاب شمس العلوم، وظهر أنه لا يعلم عنه شيئاً وبعد أخذ ورد اقتنع مبدئياً بجدوى دراسة الموضوع، وبعد قليل حضر إلى المكان الدكتور عبد الصبور شاهين واطلع على الموضوع فرآه مقبولاً هو الآخر , فكان ذلك موافقة مبدئية على الموضوع، فخرجت من الكلية وأنا راض بما تم الوصول إليه بعد أن سلمت على الدكتور أمين السيد وأساتذة قسم علم اللغة , وعصر هذا اليوم حاولت العثور على نسخة من الجزء المطبوع من الكتاب في مكتبات القاهرة، ولكني لم أهتد إلى شيء من ذلك، ويبدو أني لن أعثر على نسخة يمكن أن أقتنيها لأن الكتاب مطبوع في ليدن منذ سنة 1951م , إذ لم أعثر إلا على نسخة منه في مكتبة جامعة القاهرة، أما في مكتبات بيع الكتب فلا يعرفه أحد.

الليلة الأخيرة قبل السفر

الأحد 18 آب 1974م = 29 رجب 1394هـ

لعل هذا اليوم – بعون الله ومشيئته – يكون آخر أيامي في القاهرة بعد هذه المرحلة الأولى من مراحل الدراسة، إذ علي أن أهيئ نفسي للسفر، فذهبت في الصباح إلى معهد المخطوطات لاختيار نسخة من كتاب شمس العلوم يمكن أن اعتمد عليها في قراءة نص الكتاب , وقد نظرت في عدة نسخ مصورة من الكتاب وكان أوضحها نسخة الأسكوريال، وهي تتكون من قسمين في أربعة أرباع، وقد طلبت تصويرها على ميكروفلم على أن أطبعها على الورق الأبيض في العراق إن شاء الله , وإن كان الموضوع لم يتم بعد اعتماده، ولكنه قد قُبِلَ مبدئياً , فأحاول أن أستفيد من وجودي في العراق، إن شاء الله، وطلبت أن يقوم معهد المخطوطات بإرسال الفلم بعد تمام تصويره إلى العراق، كان ذلك في الصباح، وفي المساء كان علي أن أرتب لوازمي وأكون حاضراً للسفر يوم غد إن شاء الله، وعند الغروب خرجت مع الأخ خليل في نزهة قريبة، وصلينا المغرب في الزمالك، وكأنها كانت وقفة الوداع، وفي الليل زارنا بعض الإخوة والأصدقاء، وآمل إن شاء الله أن أكون الليلة القادمة قد التقيت بالأهل، وفرحت بهم وفرحوا بي.

السفر إلى العراق

الاثنين 19 آب 1974م = 1 شعبان 1394هـ

كنت صباح هذا اليوم بانتظار وقت الظهيرة , كنت أشعر بين الحين والحين كلما خطرت ذكرى الأهل، أشعر أن قلبي يثقل وضرباته تسرع، ذلك فعل الذكريات , وحين أَزِفَ وقت الرحيل كان الأخ خليل معي عندما ذهبت إلى المطار حيث ودعني عند مدخل المسافرين، ومضيت أنتظر وزن الحقائب الثلاث كان هناك ازدحام على مكتب الطائرة العراقية، فقد بدأ العراقيون المصطافون بالعودة، وكذلك هناك بعض المصريين الذين يعملون في العراق هذه السنة، كانت أجرة الوزن الزائد عشرين جنيهاً، وحدث هنا ما ختمت به انطباعي عن هذا البلد , عندما وصلت الحقائب إلى مفتش الكمرك استحثني الحمال أن أدفع شيئاً إلى المفتش حتى لا يفتح الحقائب، ومد هو يده ولم يكن مني إلا أن دفعت أربعين قرشاً ورُفِعَتِ الحقائب من غير أن ينظر بما فيها ... تأمل! وحدث أن كان معي بقية من الجنيهات المصرية (30 جنيهاً) فأردت أن أحولها إلى عملة حرة، وكان هناك أكثر من فرع للبنوك المصرية في المطار، فامتنع أكثرهم وحرمني ذلك من فرصة شراء بعض الحاجات من السوق الحرة، ولما قاربت الساعة الثالثة بعد الظهر خرج المسافرون إلى الطائرة، كانت الطائرة هذه المرة ضخمة من نوع البوينك , قيل إنها مؤجرة للخطوط الجوية العراقية، سبحان الله الذي ييسر إقلاعها واندفاعها في السماء، كان فيها 280 راكباً , وأقلعت، وكنت أتطلع عبر النافذة إلى بلاد مصر وأقول هل سأعود؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير