تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سيد رحمه الله وعقيدة وحدة الوجود]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 May 2010, 05:04 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

كثر الحديث واللغط حول كلام سيد قطب رحمه الله تعالى حينما تناول سورة الإخلاص في ظلاله، وأُتهم الرجلُ على أنه يتبنى عقيدة وحدة الوجود بسبب كلامه حول السورة، مع أن الرجل رحمه الله تعالى قد بين رأيه ومعتقده حيال العقيدة الفاسدة وحدة الوجود في أول تفسيره من سورة البقرة حيث قال رحمه الله تعالى:

"والنظرية الإسلامية: أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شيء. . ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة: «وحدة الوجود» على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح - أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة - أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده. . أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس. . والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر: وحدة صدوره عن الإرادة الواحدة الخالقة، ووحدة ناموسه الذي يسير به، ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه في عبادة وخشوع:

{بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون}. ."

ومع هذا يصر البعض أن كلامه عن سورة الإخلاص فيه تقرير لعقيدة وحدة الوجود الباطلة، والمتأمل في كلامه يرى أن سيدا رحمه الله بريء من هذه الفرية براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

وقبل أن نقف مع كلام سيد رحمه الله ونبين أن كلامه ليس فيه تقرير لتلك العقيدة الباطلة تعالوا نتعرف على حقيقة تلك العقيدة الفاسدة التي اتهم سيد رحمه الله بتقريرها.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في جامع الرسائل:

"اعلم أن حقيقة قول هؤلاء أن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، ولهذا من سماهم حلولية أو قال هم قائلون بالحلول رأوه محجوباً عن معرفة قولهم خارجاً عن الدخول إلى باطن أمرهم، لأن من قال أن الله يحل في المخلوقات فقد قال بأن المحل غير الحال، وهذا تثنية عندهم وإثبات لموجودين (أحدهما) وجود الحق الحال (والثاني) وجود المخلوق المحل وهم لا يقرون بإثبات وجودين البتة."

وهذه الذي لخصه لنا بن تيمة رحمه الله تعالى هو نفس مذهب بن عربي شيخ القائلين بذلك المذهب الفاسد إذ "يقوم مذهب ابن عربي في وحدة الوجود على أساس أن الوجود كله- بما فيه ومن فيه- واحد هو الله، وأن ما يوجد في الكون من مخلوقات فوجودها خيال أو وهم أو ظل بالنسبة لوجود الله. فالوجود عند ابن عربي كله واحد هو الله، والكثرة التي تشهدها الحواس إنما هي مجرد صور ومظاهر ومجال تتجلى فيها الصفات الإلهية. وليس هناك فرق حقيقي بين الوحدة والكثرة، أو بين الحق والخلق إلا من حيث الاعتبار والجهة أو النسب والإضافات أو الأسماء والصفات. فالحقيقة الوجودية واحدة في ذاتها متكثرة بصفاتها وأسمائها، فالله حق في ذاته، خلق من حيث صفاته، وصفاته عين ذات، فالخلق عين الحق، والحق هو الخلق. فالله- تعالى وتقدس- عند ابن عربي هو الواحد والكثرة، وهو القديم والحديث: وهو الباطن والظاهر، وهو العبد وهو الرب." انظر كتاب " محبة الرسول بين الاتباع والابتداع لعبد الرءوف محمد عثمان

وإذا تبينت لنا بهذا حقيقة هذه العقيدة الفاسدة، تعالوا ننظر في كلام سيد رحمه الله تعالى هل هو فعلا يقرر هذه العقيدة الفاسدة أم أنه على النقيض منها تماما؟

يقول سيد رحمه الله تعالى:

" {قل هو الله أحد}. . وهو لفظ أدق من لفظ «واحد» لأنه يضيف إلى معنى «واحد» أن لا شي ء غيره معه. وأن ليس كمثله شيء."

وأعتقد أن كلامه هذا لا غبار عليه.

ثم يقول:

"إنها أحدية الوجود"

وهذا كلام صحيح فإن وجود الله تعالى ليس كوجود غيره فهو واجب الوجود تبارك وتعالى، يقول الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى في مذكرة التوحيد:

"المسألة الثالثة

في إثبات وجوب الوجود لله -سبحانه وتعالى-

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير