[تعاهد القرآن الكريم لكل المسلمين .. الشيخ عبدالعزيز الطريفي]
ـ[عبدالرحمن الحمد]ــــــــ[02 May 2010, 07:26 م]ـ
الأمر بتعاهد القرآن لكل المسلمين
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها".متفق عليه.
قال عبد العزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله في شرحه لهذا الحديث من كتاب المحرر لابن عبد الهادي، ورقم الحديث 1233 ص 661 - 662، وكان ليلة الثلاثاء 14/ 4/1431هـ بجامع عبد الله بن مسعود في حي الغدير بالرياض:
تعاهدوا القرآن؛ لتكونوا من أهل حداثة العهد به، من القراءة والاستذكار لما فات من محفوظه ومعناه.
جاء في القرآن والسنة منزلة أهل القرآن.
وجاء بيان حال من ترك القرآن ونسيه أو تناساه، وفيه جملة من أحاديث الوعيد –سيأتي الكلام عنها-.
التعاهد لمن كان على معرفة به من: أبواب الحفظ، أو المعاني.
ومن لم يكن على معرفة به فعليه المبادرة إلى ذلك؛ ليكون على قرب من رحمة الله، فقد وصف الله القرآن بأنه رحمة فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس/59].وفضل الله الإسلام ورحمته القرآن؛ لما جعل فيه من الحجة والبيان، وهو محفوظ إلى قيام الساعة، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر/9]. فهو محفوظ من العبث والتحريف ونحو ذلك.
والقرآن من الله بدأ وإليه يعود، فهو كلام الله على الحقيقة، ويعود إليه آخر الزمان إذا رفع من الصدور والسطور.
والأمر بتعاهد القرآن منصرف إلى: الوجوب، أو الاستحسان بحسب العارض، وقد شكا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه هجران قومه فقال: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان/30].
والهجران على نوعين:
الأول: هجران المعاني، وعدم معرفتها، أو السماع بها وعدم الحرص عليها وعلى فهمها، وكذا عدم فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يبين العام من الخاص والمجمل من المبين ونحو ذلك.
والثاني: هجران حروفه، والتقصير في قراءته.
وقد جعل الله لقارئ القرآن من المنزلة ما يحتوي على النوعين.
وأعظمهما النوع الأول؛ بدليل وصفه بأنه نسي آيات الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)} [طه124 - 126].
وحكم النوع الأول: محرم باتفاق العلماء، على حسب المهجور، فإن كان من أصول الدين، أو من فروعه ...
فإذا عرف ما وجب عليه ثم تركه فقد ارتكب محرما، وإن كان نسيه حقيقة تعمداً؛ لأن نسيانه بسبب الإهمال، وهذا عند عامة السلف.
وحكم النوع الثاني: هجران الحروف بعدم قراءة القرآن، جاء في السنة تحديده بشهر وفي رواية أربعين يوماً.
ففي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما:"اقرأه في شهر ... "ثم ذكر سبع، ولا تزد على ذلك، وفي رواية في ثلاث ولا تزد على ذلك.
ويؤخذ منه كراهة قراءته في أقل من ثلاث، كما جاء عن ابن مسعود:"من ختم القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز".
وبعض العلماء يستثني ما كان في الأزمنة والأماكن الفاضلة، ويحمل عليه ما جاء عن السلف كما قرأ عثمان القرآن في ليلة، وكذا عن تميم الداري، وأبي بن كعب أنه قرأه في ليلتين، وروي عن سعيد بن جبير وأبي الأسود، وعطاء بن السائب.
جاء في بعضها تقييد بالأزمنة والأمكنة الفاضلة، وأحيانا اللفظ مطلق.
مثال الأول المقيد: ما جاء عن عثمان:"أنه ختم في ركعة واحدة عند البيت".
ومثال المطلق: ما جاء ذكر ختمه للقرآن في ليلة في قصة حصاره ومقتله، لما قيل: كيف تقتلون رجلا يقرأ القرآن في ركعة؟!.
وعن إبراهيم النخعي: أن ابن مسعود ختم في أقل من ثلاث، رواه غير واحد، وهذا فيه إشارة إلى مسائل منها:
¥