تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[" فأصبح في المدينة خائفا يترقب "]

ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[26 Apr 2010, 06:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين"

تصف هذه الآية حال موسى- عليه السلام- بعدما قتل رجلا من عدوه.

و المتأمل للآية الكريمة يدرك دقة التعبير القرآني و الإبداع في ألفاظه يقول الله تعالى:

"خائفا يترقب" "خائفا" خبر"أصبح"منصوب

وهي صفة مشبهة صيغت من الفعل الثلاثي

اللازم "خاف" للدلالة على الثبوت والملازمة

أما"يترقب" فعل مضارع وفاعله مستتر والجملة في

محل نصب خبر" أصبح "فجاء الخبر الأول صفة مشبهة و الثاني جملة فعلية.

فما سر التباين بين الخبرين في صيغتهما؟

لان الخبر الأول " خائفا" هي صفة مشبهة

تدل على الثبوت فالخوف ثابت في نفس موسى- عليه السلام - ملازم له في تلك المدينة التي

قتل فيه رجلا فالخوف مكانه النفس فهو ثابت فيها و ملازم لها لأنه أمر معنوي و تتصف فيه النفس قال الله تعالى " فأوجس في نفسه خيفة موسى"

ولذلك جاءت "خائفا" صفة لتتناسب مع وصف حال موسى- عليه السلام-

فالخوف ثابت وملازم لنفس موسى- عليه السلام-و الصفة تدل على هذا الثبوت.

أما " يترقب " فهي جملة فعلية تدل على الحدوث و التجدد

والترقب يكون إما بالعين وإما بالسمع أي: ان المترقب لعدوه يترقبه بعينيه ليحذر منه أو بسماع أخباره ليحذر منه كذلك

فالترقب غير ملازم للنفس فهو أمر حسي فموسى -عليه السلام - كان يترقب عدوه عندما تكون الحاجة لذلك فالترقب أمر متجدد الحدوث

لذلك جاء التعبير القرآني بالجملة الفعلية "يترقب" لتناسب دلالة هذه الجملة الدالة على الحدوث والتجدد مع وصف حال موسى- عليه السلام-الذي كان يترقب عدوه عندما تكون الحاجة لذلك.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Apr 2010, 09:34 م]ـ

أحسنت يا أخي على ذلك التوضيح. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف توفق بين خوفه عليه السلام وترقبه وبين قوله تعالى (إني لا يخاف لدي المرسلون)؟؟.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Apr 2010, 12:04 ص]ـ

شتان بين الخوفين!!

ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[27 Apr 2010, 12:27 ص]ـ

السلام عليكم، وبارك الله بالجميع، أشكر صاحب الموضوع على هذه الفائدة الرائعة.

أما الخوف الذي شعر به موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم هو خوف طبيعي لا ينافي العصمة التي للأنبياء، وهذا كان منه عليه السلام قبل البعثة. والله أعلم

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Apr 2010, 01:58 ص]ـ

جزاكم الله الخير جميعا.

ثم ما يلفت الأنتباه أن أكثر من ارتبط به الخوف حتى عد مصاحبا له، هو موسى عليه السلام، ربما لأنه أكثر من ورد اسمه من الأنبياء عليم اتم السلام، ويبقى السؤال: ما السر في ذلك، رغم تعرض الكثير منهم لجبابرة وطغاة؟!

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Apr 2010, 06:55 ص]ـ

قوله تعالى: وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون * إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم *

الخوف المذموم هو الخوف الذي فيه دلالة ضعف عقدي كأن يهرب من معركة أو من واجب دعوي أو من طاغوت. أما اذا كان الخوف متولداً من الحرص على دعوة الله تعالى ورسالته فهو خوف محمود. كذلك فإن الخوف عند الظلم خوف فطري أيضاً لاحظ الآية فيها استثناء عجيب وهو الخوف عند الظلم فهذا خوف طبيعي. (إلا من ظلم) نفسه أي من الرسل، فإنه يخاف، فكان من اولئك الانبياء الذين خافوا آدم، ويونس وسليمان، وأخوة يوسف، وموسى بقتله النفس، عليهم السلام،) ثم بدل حسنا بعد سوء (أي يعنى فمن بدل إحساناً بعد إساءته) فإني غفور رحيم).

الخوف المذموم لا يمكن أن يقع فيه الانبياء. أما الخوف الفطري فلا مذمّة به ولا بأس. والله تعالى أعلم.

ـ[أبو المنذر]ــــــــ[27 Apr 2010, 09:58 ص]ـ

بارك الله فيكم،، وما البلاغة في تكرار أن في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)} "

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Apr 2010, 02:01 م]ـ

أنْ» تَطَّرِدُ زيادتُها في موضعين، أحدُهما: بعد «لَمَّا» كقول الله تعالى (فلَمَّا أَنْ أَرَادَ). والثاني قبل «لو» مسبوقةً بقَسَمٍ كقولِ الشاعر:

فَأُقْسِمُ أَنْ لو التَقَيْنَا وأنتُمُ ... لكان لنا يومٌ مِنْ الشَّرِّ مُظْلِمُ.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2010, 06:54 م]ـ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تيسير الغول http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101061#post101061)

أحسنت يا أخي على ذلك التوضيح. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف توفق بين خوفه عليه السلام وترقبه وبين قوله تعالى (إني لا يخاف لدي المرسلون)؟؟.

أخي الفاضل تيسير ليس بين الآيتين تعارض

لأن قوله تعالى (إني لا يخاف لدي المرسلون) هو معنى قوله تعالى (يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ) من الآية (31) سورة القصص

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير