تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا حق في ذاته، وتؤجرون به لذاته إن شاء الله، ولكنه أنتج باطلا لما وضع في غير موضعه، وبيانه كالتالي:

الحكمة ضالة المؤمن، فأينما وجدها أخذها، ولو كانت من إبليس اللعين، ولكن - والحال كذلك - لا يتخذ إبليس مرجعا (تستقى) منه الحكمة، وهذا خلافا للاقتراح الخطير الذي أقره الدكتور عدنان، بل وشجعه، وهو أن تتخذ (مادة دراسية) (مستقاة) من القرآن والكتاب المقدس جميعا، ليدرسها في المدرسة الواحدة والدرج الواحد مسلم وغير مسلم, الفارق بيّن جدا هنا، ولا يمكن أبدا إسقاط مفهوم (الحكمة ضالة المؤمن) على موضع التلقي للأخلاقيات والسلوك، وتنشئة المسلمين عليها.

يا شيخ إبراهيم، إن الدكتور عدنان ما عرض الأمر من باب الحكمة ضالة المؤمن؛ بل عرضه من باب أن القرآن والكتاب المقدس يشتركان في المادة، ولا بأس من وضع مادة أخلاقية مستقاة من القرآن والكتاب المقدس يتلقاها أبناء المسلمين. فما لهذا من مفهوم الحكمة؟ إنها قضية مباينة. والدكتور عرضها كأنه يسأل عن القواسم المشتركة بين القرآن والإنجيل، بينما هي قضية تربوية خطيرة، لا يصلح فيها جوابه ظاهر البطلان.

بل تجاوز الدكتور عدنان هذا القدر وأقحم بعض الأحكام، ومنها تحريم الخمر! فأي فساد في القول بعد هذا؟

وما قرره الدكتور عدنان هي مغالطتان؛ إحداهما عقيدية والثانية تربوية:

أما العقيدية: ففي تنفيذ هذا المقترح إزالة للأساس الرئيس عند المؤمن، وهو توحيد جهة التلقي، فلا يتلقى إلا عن الله من خلال القرآن العظيم أو من خلال أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولا يدخل الكتاب المقدس - محرفا كان أو غير محرف ليست قضيتنا - في قضية التلقي بحال، فيزول ذلك الأساس العقيدي، حيث يتلقى المؤمن مادة دراسية مقررة و (مقرّة) عن القرآن والإنجيل.

أما التربوية: ففي الاقتراح إفساد للناشئة الدراسين من المسلمين؛ حيث يفتحون الكتاب الدراسي المقرر و (المقرّ) ليجدوا الآية من القرآن بجوار الآية من الكتاب المقدس، ويصير ذلك معهودا تربويا دراسيا، القرآن والإنجيل، مصدران للأخلاق في دراستنا. فإذا مرت السنون، ووجد كتابا يعتمد على القرآن فقط، قال: وأين الكتاب المقدس؟

وما ذكرته من أنه لا ضير من جمع الأخلاقيات والآداب من مصادر شتى، فهو أمر لك أنت؛ كباحث، فابحث كما تريد في التوراة والكتاب المقدس، ولكن لا تصغ من نتائج بحوثك فيهما مادة تضعها في كتاب وتقدمها لوزارة التربية والتعليم وتقول لهم:

(علموها أبناء المسلمين، إنها قواسم مشتركة من التوارة والكتاب المقدس مع القرآن .. )

هذا باب .. وذاك باب آخر يا أخي الحبيب .. أرجوك أن تتنبه لهذا الخطر، فنشر مثل ذلك بين المسلمين إفساد عظيم.

وأنا مستبشر بعدم انتباهك لموضع الكلام، فهو أدعى لمراجعة الأمر، ويدل على عدم الانتباه للأمر المطروح في البرنامحج قولكم:

فما المانع أن نؤلف قلوب القوم بنقاط الإتفاق؟؟

فالاقتراح ليس في مجال الدعوة وتأليف القلوب، بل هو اقتراح لفض (صراع على مصادر التلقي) بين المسلمين والنصارى، في قطر من الاقطارن فالاقتراح يطرح (الصلح) بوضع مادة مصاغة من القرآن والكتاب المقدس جميعا.

فهي قضية أخرى تماما أرجو أن تراجعها مشكورا.

والله تعالى الموفق.

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 Mar 2010, 07:12 م]ـ

وكذلك فضيلة الشيخ الحبيب والأخ الأكبر عبد الرحمن، أرجو مراجعة حلقة البرنامج والاستماع لها جيدا، وفي خصوص موضع هذه الكارثة استمع بداية من الدقيقة الـ 19 حتى ينتهي من إجابته سؤال المحاور. فالاقرب في إحسان الظن ومعرفتنا بكم أن تكون قد أخطأت فهم المراد أو لم تنتبه إلى ما أجازه الدكتور عدنان.

فأنا لا أتوقع منك أن تقول:

لا غضاضة في أن نصوغ لطلاب المسلمين في المدارس مادة دراسية في الأخلاق والسلوك تعتمد على (القرآن) و (الكتاب المقدس) كمصدرين للمادة.

فهل تقولون بذلك؟

راجع مشكورا لا مأمورا

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Mar 2010, 09:40 م]ـ

الإخوة الأفاضل:

عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أن عمر أتاه فقال:

إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا أفنكتب بعضها؟

فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود و النصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية و لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي

وروي بروايات أشد تحذيرا من ذلك.

أفيستساغ بعد ذلك ما ذكر من جمع بين القرآن الكريم وغيره من الكتب المحرفة.

أرى الاستدراك في محله، ونحن لسنا في مرحلة تاليف قلوب القوم؛ فنحن في مرحلة ضعف شديد، ينبغي لنا فيها المحافظة على الثوابت أولا، ودرء شر الفتن عن أمتنا أولا ثم دعوة الغير بعد ذلك، وتأليف قلبه ..

والله تعالى أعلم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Apr 2010, 05:14 م]ـ

بارك الله فيكم أخي الكريم محمد رشيد على هذا التنبيه الذي في محله فعلاً، وقد أعدتُ سماع المقطع فتبين لي صوابك جزيت خيراً.

ولعلنا نلتمس العذر للدكتور عدنان زرزور أنه جاء كلامه هذا جواباً عابراً لسؤال المذيع على غير تهيئة وتدبر لما قد يترتب على ذلك من أمور لا يقرها هو كما في بقية مؤلفاته في الدفاع عن القرآن والإسلام ضد منتقديه.

وليت مثل هذا الاستدراك يصل للدكتور عدنان ليبين رأيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير