تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى هذا يمكن أن يقال أن كفار قريش لما تربصوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ورد عليهم صلوات ربي وسلامه عليه بالتهديد وحصل ما حصل يوم بدر تبين بذلك الحدث صدق النبي صلى الله عليه وسلم في الرسالة وبهذا – وبغيره- ثبتت رسالته لتحقق ما توعد به ومادام أن الرسالة ثبتت فلابد من مرسل ولا يقدر على ذلك إلا الله جل وعلا وبهذا تثبت الربوبية والله أعلم.

ومن الآيات المشابهة لهذه الآية في المعنى

قوله تعالى (فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بني إسرائيل * قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين * وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين * قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين * ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين * وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل * قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون * قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين * قال أولو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين)

جعل موسى عليه السلام مجئيه بالمعجزة دلالة على ربوبية الله على خلقه، وهذا ظاهر.

وأيضا قوله تعالى (أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون* فليأتوا بحديث من مثله إن كانوا صادقين)

تحداهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يأتوا بمثله، ولو اجتمعوا أنسهم وجنهم لم يأتوا بمثله، فهم بذلك إما أن يؤمنوا به ويهتدوا لأن الحق معه والبرهان بيّن وواضح ودال على صدقه ورسالته وأن هذا القرآن لا يأتي من البشر فمن المؤكد أن الله جل وعلا أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزة الخارقة ولا يكاد أحد من عقلاءهم ينكر ذلك، وإما أن يصدوا عن ذلك عنادا و اتباعا للهوى.

فثبتت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالمعجزة و الربوبية تثبت تضمناً، والله أعلم.

الحاصل: أن الآيات التي يأتي بها الرسل عليهم السلام تدل على وجود الله تعالى، وقال ابن القيم في ذلك (وهذه الطريق – يقصد طريق إثبات الربوبية بواسطة دلالة معجزات الأنبياء – من أقوى الطرق و أصحها و أدلها على الصانع وصفاته وأفعاله).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير