الثاني: أن يكون حفظك للمقدار أحسن من حفظك في المرة الأولى, ويُعرف ذلك بأن تجعل لنفسك كشفاً تسجّل فيه المقدار اليومي، وتجعل أمامه عدة خانات فارغة، ومع كل تسميعٍ تسجّل في إحدى الخانات عدد الأخطاء والشكوك، وبذلك ينضبط معك الأمر. ولا بد من التركيز أثناء المراجعة على الأخطاء التي تمّ تدوينها في المصحف؛ لئلا تتكرّر مرة أخرى.
6 - وهكذا يجرى له اختبارٌ بعد الانتهاء من المرة الثانية, والمرة الثالثة، حتى يتجاوز الاختبار بمعدلٍ لا يقل عن (96 %) حتى لو تطلّب ذلك تكرار المجموعة عشر مراتٍ, لكن مع مراعاة الشرطين السّابقين: أن تكون كل مرةٍ أفضل من سابقتها، وأطول في مقدار المراجعة اليومية.
7 - بعد الانتهاء من المجموعة الأولى ينتقل إلى المجموعة الثانية وبنفس الطريقة, لكن بزيادة أمرٍ مهمٍ، ألا وهو: تخصيص يوم كل أسبوعٍ تقريباً لمراجعة المجموعة الأولى. وذلك سهلٌ ميسورٌ لمن ضبط ما سبق. وهكذا إذا انتقل إلى المجموعة الثالثة والرابعة حتى الانتهاء من المصحف.
8 - بعد الانتهاء من المجموعة الثالثة يتوقف لمراجعة المجموعتين الأولى والثانية، ولمدةٍ تتراوح من أسبوعٍ إلى أسبوعين. وهكذا بعد الانتهاء من المجموعة الخامسة يتوقف لمراجعة جميع ما سبق.
تنبيه: يمكن استعمال هذا البرنامج لمن يحفظ عدة أجزاء من القرآن، ولو لم يختم حفظ القرآن كاملاً، بحيث يقسّم مجموع حفظه إلى مجموعاتٍ متساويةٍ، على حسب مقدار ضبطه للحفظ، ويستمرّ في بقية الخطوات كما هي.
فمثلاً: من يحفظ خمسة عشر جزءاً من القرآن (نصف القرآن)، فله أن يقسّمها إلى ثلاث مجموعاتٍ، في كل مجموعةٍ خمسة أجزاء، إذا كان حفظه لا بأس به. وله أن يقسّمها إلى خمس مجموعاتٍ، لكل مجموعةٍ ثلاثة أجزاء، إذا كان ضعيف الحفظ. وعلى هذا فَقِس.
من فوائد هذه الطريقة:
1 - فائدة نفسيّة: وذلك في فكرة تقسيم القرآن إلى مجموعات، وضبط كل مجموعةٍ على حدة؛ لأنك لو جعلت نصب عينيك هدفاً قريب المنال نسبيًّا فإنه يهون عليك، وتتشجع للانتهاء منه، وتحس بالفرحة والاطمئنان عند تحقيقه. بخلاف ما إذا جعلت هدفك ضبط القرآن كاملاً، فإن النفس تتثاقل وتحسّ بصعوبة الهدف المنشود.
2 - الهدف من هذه الطريقة: ليس المقصود الضبط المؤقت، الذي يتفلّت بمجرد انقطاعٍ مؤقتٍ لا يتجاوز شهرًا، فإن هذا لا يسمى ضبطاً، وإنما هو حفظٌ مؤقتٌ لاجتياز اختبارٍ معينٍ، أو تجاوز مرحلةٍ ما. بل المقصود ضبطاً يبقى سنوات، فقد يستمرّ الشخص بعد هذا سنواتٍ طِوال بمراجعةٍ يسيرةٍ، والقرآن راسخٌ في صدره رسوخ الجبال. وهذا أمرٌ مجرّبٌ. والحمد لله.
3 - إذا طرأ طارئٌ على الطالب، ولم يتمكن من مواصلة البرنامج فترةً محددةً, فإن هذه الطريقة تجعل حفظه لا يتفلت بسرعةٍ؛ لأنه يكرر المجموعة الواحدة مراتٍ متعددةً متتاليةً.
4 - هذه الطريقة تتلافى المشكلة الكبرى التي تواجه من يريد ضبط حفظه للقرآن وهي: أنه لا يكاد ينتهي من مراجعة آخر القرآن إلا وقد نسي الأجزاء الأولى منه؛ لكن هذه الطريقة تتلافى ذلك بالربط الدائم بين الجديد والقديم بما يحقق رسوخ المحفوظ بإذن الله.
مدة البرنامج:
تختلف المدة على حسب مدى جودة الحفظ السابق، وعلى حسب المقدار اليومي، وعلى حسب الجدية والمواظبة في تطبيق البرنامج، لكن المدة التقريبية للبرنامج تتراوح ما بين (ستة أشهر إلى سنة).
وفي الختام أسأل الله أن ينفع بهذه الطريقة معلّمي القرآن، ومتعلّميه، وأن لا يحرمني الأجر، وأن يجمعنا جميعًا في جنّات النّعيم. إنه سميعٌ مجيبٌ. والله تعالى أعلى وأعلم، وأجلّ وأحكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Apr 2010, 06:57 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ورفع قدرك
ولا تنسى إخوانك من دعوة صالحة بظهر الغيب
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[18 Apr 2010, 12:34 ص]ـ
بارك الله بك ...
ـ[سحاب]ــــــــ[18 Apr 2010, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا. ولو قمنا باتباع هذه الطريقة
لكان الأمر سهلا بإذن الله بعد
إخلاص النية لله تعالى وحده