تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لذا تنطفئ كل تلك المعارف، وتغدو ظلاماً دامساً؛ اذ ينصبغ كل ما يرِد اليه بصبغة نفسه المظلمة القاتمة، حتى لو وردت حكمةٌ محضة باهرة فإنها تلبس في نفسه لبوس العبث المطلق؛ لأن لون (أنا) في هذه الحالة هو الشرك وتعطيل الخالق من صفاته الجليلة وإنكار وجوده تعالى. بل لو امتلأ الكون كله بآيات ساطعات ومصابيح هدىً فإن النقطة المظلمة الموجودة في (أنا) تكسف جميع تلك الانوار القادمة، وتحجبها عن الظهور.

ولقد فصّلنا القول في (الكلمة الحادية عشرة) عن الماهية الانسانية و (الأنانية) التي فيها من حيث المعنى الحرفي. وأثبتنا هناك إثباتاً قاطعاً كيف أنها ميزان حساس للكون، ومقياس صائب دقيق، وفهرس شامل محيط، وخريطة كاملة، ومرآة جامعة، وتقويم جامع. فمن شاء فليراجع تلك الرسالة.

إلى هنا نختم المقدمة، مكتفين بما في تلك الرسالة من تفصيل.

فيا أخي القارئ، اذا استوعبت هذه المقدمة، فهيا لندخل معاً إلى الحقيقة نفسها.

إن في تاريخ البشرية ـ منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام الى الوقت الحاضرـ تيارين عظيمين وسلسلتين للأفكار، يجريان عبر الازمنة والعصور، كأنهما شجرتان ضخمتان أرسلتا أغصانَهما وفروعَهما في كل صوب، وفي كل طبقة من طبقات الانسانية.

إحداهما: سلسلة النبوة والدين

والأخرى: سلسلة الفلسفة والحكمة

فمتى كانت هاتان السلسلتان متحدتين وممتزجتين، أي في أي وقت أو عصر إستجارت الفلسفة بالدين وانقادت اليه وأصبحت في طاعته، انتعشت الانسانية بالسعادة وعاشت حياة اجتماعية هنيئة.

ومتى ما انفرجت الشقة بينهما وافترقتا، احتشد النور والخير كله حول سلسلة النبوة والدين، وتجمعت الشرور والضلالات كلها حول سلسلة الفلسفة.

والآن لنجد منشأ كلٍ من تلكما السلسلتين وأساسهما:

فإن سلسلة الفلسفة التي عصت الدين، اتخذت صورة شجرة زقوم خبيثة تنشر ظلمات الشرك وتنثر الضلالة حولها. حتى إنها

سلّمت الى يد عقول البشر، في غصن القوة العقلية، ثمرات الدهريين والماديين والطبيعيين ..

وألقت على رأس البشرية، في غصن القوة الغضبية، ثمرات النماريد والفراعنة والشدادين (1) ..

وربّت، في غصن القوة الشهوية البهيمية، ثمرات الآلهة والأصنام ومدّعي الالوهية.

وبجانب هذه الشجرة الخبيثة، شجرة زقوم، نشأت شجرةُ طوبى العبودية لله، تلك هي سلسلة النبوة، فأثمرت ثمرات يانعة طيبة في بستان الكرة الأرضية، ومدّتها إلى البشرية،

فتدلّت قطوفاً دانية من غصن القوة العقلية: أنبياءٌ ومرسلون وصديقون وأولياء صالحون ..

كما أثمرت في غصن القوة الدافعة: حكاماً عادلين وملوكاً طاهرين طهر الملائكة ..

وأثمرت في غصن القوة الجاذبة: كرماء وأسخياء ذوي مروءة وشهامة في حسن سيرة وجمال صورة ذات عفة وبراءة ..

.............

" دققوا بالله عليكم معي .. خلوصي! "

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 Apr 2010, 02:40 م]ـ

أخي الكريم: خلوصي.

هذا الكلام خطير عقديا، وهو أمشاج من الفلسفة القديمة التي تبنتها الصوفية فيما بعد، ثم هضمتها البابية والبهائية فصارت "كيموسا" غير متماسك، وخاصة فيما يتعلق بتعين الحقيقة الإلهية، ومسألة الصفات ...

ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Apr 2010, 04:49 م]ـ

سيدي الفاضل الحبيب الحسني صلى الله و سلم على جدك و رحم الله والديك ..

اعتقد أن في حكمك تعميماً و بعداً عن حقيقة فكر الأستاذ النورسي .. و ربما كان للخلفية المشوّهة للصوفية عموماً أثرٌ في ذلك .. و لا ألومكم!

و بذاك أدعوكم لدراسة متأنية لرسائل النور .. مستصحباً كتابات د. فريد الأنصاري الخبير بها .. و أهمها كتابه:

مفاتح النور

نحو معجم شامل للمصطلحات المفتاحية لكليّات رسائل النور

و الذي ألّفه استجابة لطلب أ. د. الشاهد البوشيخي مدير معهد الدراسات المصطلحية بفاس ..

على أنني قد سبقتك http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif إلى مقال للأنصاري رحمه الله فجعلته لكم هدية استقلالاً في ملتقى الانتصار للقرآن!

تفضّلوا سيدي:

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19298

و لكم أن تعتبروا هذه الأخرى لكم كذلك هدية تَبَعاً http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif :

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18304

و قد يصحّ تبَعاً ما لا يصحّ استقلالاً http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ..

و بارك الله فيكم سيدي و في غيرتكم.

محب السادة: خلوصي.

ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Apr 2010, 05:05 م]ـ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو تيماء http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=100983#post100983)

قال وين أذنك ياجحا؟ قال: هيك!

طب ليه تدوخنا وهي قصيرة ...

يا صاحبي العزيز:

ليه تستعجل الحكم؟ و الله الموضوع مو قصير؟!

لو بتعرف أنو إلو علاقة تقريباً بكل فتحة من فتحات القرآن .. يعني تقريباً كل صفحة أو صفحتين تقريباً!!

إن هذا الأمر إخواني و أساتذتي الكرام له علاقة وثيقة .. لا بل هو أساس كل المصائب على وجه الأرض .. و لا بد من شرحه باستفاضة و تحليل ...

و إن أذن المولى جل جلاله أضع لكم كتاباً مخطوطاً لأخيكم الصغير خلوصي عن هذا المفهوم و يمثل أحد أهم المواضيع في التفسير الموضوعي للكتاب العزيز!؟!

غير أني لما رأيت رسائل النور أعرضت عما خططته سواء في هذا الموضوع أو غيره مما يدخل في الإعجاز النفسي!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير