موسم آخر، وقد تقدمتْ إلى الأمام وتجاوزت بعض ما تعاني منه أو بعض ما يكاد يقضي على كثير من حيويتها، فقد انتشرت بين أفراد الأمة أمراض اجتماعية وفكرية خبيثة ملحدة، لا يكاد في تلك الجلبة والفوضى يسمع داع لمجيب، وبعد ذلك وفوقه الشيطان، وإلى النار، ومن ورائهم دول الكفر تسعى إلى تقطيع جسد الأمة التي ظنت يوماً أنها ماتت حين قطعت جسد الخلافة الإسلامية في إسلامبول، أبعث شوقي في هذه الليلة وأهدي تحياتي خفية للأهل هناك، وشوقاً آخر لكل أخ وحبيب قام يدعو الله ويدعو إليه، وأملاً في لقاء قريب هنا أو هناك، اللهم ارض عنا واهدنا واغفر لنا في ليلة عرفة.
أحداث العام
الأحد 28 كانون الأول 1975م = 25 ذو الحجة 1395هـ
كثر الحديث في هذه الأيام في الصحف والإذاعات عن أحداث العام باقتراب نهايته، منذ فترة طويلة لم أجد هذه الفرصة لأكتب هذه السطور، وقد مرت أحداث جسام يشيب لها الشباب، وكنت مشغولاً في أمور أهم بالنسبة لي في هذه الفترة من غيرها، لكن مع انتهاء ورقات هذه المفكرة لا بد من أن أملأ الصفحات الأخيرة، لكن شيئاً واحداً لا أجد سواه يلح في أن يجري على شباة القلم، ذلك هو هذه الهواية التي أخذ الناس يمارسونها في العالم أجمع: إنها هواية القتل، والقتل بلا رحمة لبني البشر، هناك مناطق كثيرة جرى فيها قتل جماعات وأفراد، إلا أن مكاناً واحداً كان يشد أنظار الناس في المنطقة ويشد أنظار المسلمين أيضاً، إنه القتل في لبنان الذي ظل مستمراً منذ شهر نيسان الماضي حرب ضروس ضد المسلمين يأججها حزب الكتائب الماروني المسيحي، ورغم الأسماء التي تطلق على الحرب الدائرة في بيروت ومدن لبنان فإنه ليس لها إلا اسم واحد يعبر عن حقيقتها وهو (الصليبية)، من جديد تحاول أن تسيطر على ساحل البحر، اليهود سيطروا على فلسطين والمسيحيون يسيطرون في الشمال على لبنان، ولا يدرى ما وراء لبنان، الكل يمد المسيحيين، أما المسلمون فنصيب رجالهم القتل ونصيب نسائهم الإهانة وهتك العرض، أما آن للمسلمين أن ينتبهوا من السبات العميق والغفلة القاتلة، ويلجؤوا إلى الله، ويخلصوا النية له، ويقاتلوا في سبيله لا في سبيل طواغيت مصطنعة، وسمعنا أخيراً أن القتل قد أخذ يلاحق الأبرياء قريباً من دارنا، والله خير حافظاً.
مجموع ما كتبتُ من بطاقات البحث
31 كانون الأول 1975م = 28 ذو الحجة 1395هـ
2000 بطاقة جلبتها من العراق
960 عملتها في مصر
640 مرة أخرى في مصر
960 مرة أخرى في مصر
4560 المجموع لغاية يوم 20/ 8/1975
320 إضافة جديدة
4880 مجموع البطاقات التي استخدمتها في جمع مادة البحث
يوميات سنة 1976
الشوق إلى الأيام الجميلة
الخميس1 كانون الثاني 1976م = 29 ذو الحجة 1395هـ
كان شعوري بمرور الزمن في الأشهر الأخيرة قد أصبح غير واضح , تمر الأيام والليالي من غير أن أجد ساعة أقف فيها خالياً أتأمل دوران عجلة الزمن التي يتصورها الناس مقياساً لتقدم الحياة , تشرق الشمس وتظل مشرقة وتغيب وتظل غائبة لكن أهل الأرض يقتسمون ذلك , وقد جعل الله ذلك آية: تتابع الليل والنهار، ولنعلم عدد السنين والحساب , مرت أيام طويلة لكنها مرت ولا أجد آثار مرورها إلا في أوراق أنجزت كتابتها خلال تلك الفترة , وقد وقفت فجأة عند نهاية عام كامل، ولم أجد فرصة للحساب والمراجعة، لكن الذي تذكرته هو بداية العمل الذي كانت بدايته في الشهر الحادي عشر من سنة 1974 عند تسجيل الموضوع، والمشاعر القلقلة في تلك الأيام الأولى، ولكن مضت الأيام وأنا مشغول بجمع المادة، مضت عشرة شهور ثم بدأت أكتب في 25/ 8/1975، وأنا اليوم عند مرحلة متقدمة في البحث , ولا أجد مع هذا التيسير الذي هيأه الله إلا أن أحمد الله كثيراً وأدعوه أن يحفظني من الوقوع في الخطأ، وأن يعينني في المضي إلى آخر الشوط، وأن يجعل ذلك مما يرضاه ويقربنا إلى رضاه , ومع بداية العام الجديد الهجري والشمسي خفق القلب خفقات ثقيلة وئيدة، ونطقت النفس متسائلة بحزن , لماذا؟ فأجاب القلب إنها الذكرى والشوق إلى الأيام الجميلة , سنة وشهران مضت ولا أرى ولا أسمع منهم إلا حروفاً جامدة على الورق , أما حرارة القرب وقبلات الوالدة التي طرزتها على عنقي يوم الفراق فمحروم منها , رؤية الأهل والأحبة , اللهم عَجِّلْ لقاءً ترضاه لنا في
¥