تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتِلاوة القرآن لا تُكَلِّفُ شيئاً، يعني بالتَّجربة من جَلَسْ بعد صلاة الصبح إلى أنْ تَنْتَشِر الشَّمس قَرَأَ القرآن في سَبِع، يعني في كُل جُمعة يختم القرآن، ما تُكلِّف شيء، المسألة تحتاج إلى ساعة؛ لكن مع ذلك تحتاج إلى هِمَّة، أمَّا من يقول إذا جاء الصِّيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصُّبح إن شاء الله! وإذا جاء الشِّتاء قال والله براد إذا دفينا شوي جلسنا! الفجر برد بالشِّتاء معروف؛ لكنْ إذا قال مثل هذا لن يَصْنَعَ شيئاً!!

ومعروف أنَّ النَّاس ما ينامون بالليل، ويجلسُون بعد صلاة الصُّبح؛ لأنَّهُم اعتادُوا هذا، وطَّنُوا أنفُسهم على هذا، وجعل هذا جُزءاً من حياتِهِ، كغداهُ وعشاهُ، كَأَكْلِهِ وشُرْبِهِ، ما يُفرِّط في هذا، وإذا جَلَسْ إلى أنْ تَنْتَشِرَ الشَّمس يَقْرَأْ السُّبُع بدُونِ أيِّ مَشَقَّة، سُبْع القرآن، وتكُون هذه القراءة لتعاهُد القرآن، والنَّظر في عهد الله -جلَّ وعلا- في هذا الكتاب، وأيضاً من أجل اغتنام الأجر المُرَتَّب على الحُرُوفْ أقلّ الأحوال، ويكُون لهُ ساعة أيضاً من يومِهِ قِراءة تَدَبُّر يقرأ فيها ولو يسير ويُراجع عليهِ ما يُشْكِل من التَّفاسير الموثُوقة، وبهذا يكُون من أهلِ القرآن الذِّينَ هم أهلُ الله وخَاصَّتُهُ؛ لكنْ المُشْكِل التَّسويف! هذا الإشكال، والله إذا دفينا إذا بردنا، ما ينفع يا أخي! ينتهي العُمر وأنت ما دفيت! أبد، أو الآن والله انشغلنا جاءنا ما يشغلنا نجعل نصيب النَّهار إلى الليل، ثم جاء اللَّيل والله جاءنا ضيف جاءنا كذا والله الأخوان مجتمعين في استراحة، ما يُجْدِي هذا! هذا ما يمشي!

فإذا اقْتَطَعَ الإنْسَان مِنْ وَقْتِهِ جُزْءاً لا يُفَرِّطْ فيهِ مهما بَلَغَتْ المُسَاوَمَة، مهما بَلَغَتْ المُغريات؛ حِينئذٍ يستطيع أنْ يَقْرَأ القرآن بالرَّاحة في كل سبع، وقد جاء الأمر بذلك في حديث عبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تَزِدْ)) نعم، لا يزيد على سبع؛ لأنَّهُ مُطالب بواجِباتٍ أُخرى؛ لكن الذِّي عِنْدَهُ من الفراغ أكثر، وارتِبَاطَاتُهُ العَامَّة أقلّ، مثل هذا لو قَرَأَ القرآن في ثلاث ما كَلَّفَهُ شيء! يزيد ساعةٍ بعد صلاة العصر، ويقرأ القُرآن في ثلاث! أبد، والدِّنيا ملحُوقٍ عليها ترى ما فاته شيء! والرِّزق المقسُوم بيجي، وليت النَّاس ما ينشغلُون إلا بما ينفعُهُم! يعني من اليسير أنْ يجلس الإنسان بعد صلاة العشاء يسُولف إلى أذان الفجر! سهل مع الإخوان ومع الأقران ومع الأحباب يمشي سهل؛ لكنْ تقول له اجلس وهو ما تعوَّد يقرأ، ما يصبر!

والمسألة تحتاج إلى أنَّ الإنسانْ يُرِيَ الله -جلَّ وعلا- منهُ شيئاً في حال الرَّخاء ويَتَعرَّف عليهِ في حال الرَّخاء؛ بحيث إذا أصابَهُ شِدَّة أو مَأْزَق أو جَاءَهُ ضَائقة أو شيء؛ يَعْرِفُهُ الله -جلَّ وعلا- ((تعرَّف على الله في الرَّخاء؛ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّة)) ثُم جرَّبت كثير من الأخوان ومن الخِيار ومن طُلاَّب العلم يَهْجُرُون بُلْدَانَهُم وأهليهم إلى الأماكن المُقدَّسَة في الأوقات الفاضِلَة منْ أجلِ أنْ يَتَفَرَّغ للعِبادة؛ ثُمَّ إذا فَتَحَ المُصحف عجز يقرأ، يعني مع الجِهاد يقرأ جُزء بين صلاة العصر وهو وجالس ما طلع من المسجد الحرام إلى أذان المغرب يالله يقرأ جُزء، يقرى ويتلفَّت! ويناظر عسى الله يجيب أحد! إن جاب أحد و لاَّ هو قام يدوِّر! لأنَّهُ ما تَعَوَّدْ، صَعب، وبالرَّاحة بعض النَّاس ما يُغيِّر جلستُهُ، يقرأ عشرة وهو مرتاح! لأنَّهُ تَعَوَّدْ، والمَسْأَلَة مَسْأَلَة تَعَوُّدْ.

4 - دواء وعلاج لأمراض القلوب والأبدان:

قال صلى الله عليه وسلم ((وقد تركتُ فيكم ما لم تَضلُّوا بعدهُ إنْ اعْتَصَمْتُم به كتاب الله)) ترك النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- كتاب الله، وهو مصُون، محفُوظ من التَّحريف والتَّغيير والزِّيادة والنُّقصان {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحِجر:9]، فهو كما تركهُ إلى أنْ يُرفع في آخر الزَّمان، والاعتصامُ بِهِ هو المخرج من الفِتَن، وهو حلٌّ للمُشكلات والمُعْضِلات، وهو دواءٌ وعِلاج لأمراض القلوب والأبدان، فمن تمسَّك بكتاب الله واعتصم بِهِ لنْ يضِل في الدُّنيا ولا في الآخرة، ولا يشقى في الآخرة، والكلام عن القُرآن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير