تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه الأمة عندها حساسية من النجاسة. الرسول r مرّ بقبرين فقال: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول. تأمل كم هذه الأمة حساسة من النجاسة ولذلك (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة) الذي كلما وقعت عليه نجاسة أو أحدث تطهر أو الذي هو طاهر تماماً. يقول r: " عامة عذاب القبر من البول فاستنزهوا من البول". هذه أمة زاكية. يقول r: " إن الملائكة لا تقرب الجُنُب حتى يتوضأ" الملائكة لها مزاج، الملائكة حرس (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ (11) الرعد) (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) الطارق) هذا الحافظ له مزاج إذا رأى صورة خرج، إذا رأى كلباً في بيتك ليس لك حاجة فيه من صيد أو حراسة خرج، إذا أجنبت خرج فعلى الأقل توضأ من الجنابة قبل أن تنام إلى أن تغتسل. وبالاضافة إلى أن الوضوء والغسل عبادة فقد اكتشف العلماء أسراراً عليمة في أهمية الغسل من الجنابة وفي الوضوء ويقولون أنه يزيل التلبّد وينشط الجسم لأن الإنفعال الناتج خلال عملية الجماع يحدث في الجسم والجلد خللاً يزيله الماء فهو منعش ومطهر ومنشّط. يقول r " لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جُنُب". هناك عبادات عظيمة من كرم الله عز وجل لم نتثقف في مدى أهميتها، الجميع يتوضأون لكن هذا الوضوء مغبون لأن الناس لم يتعلموا ما معنى الوضوء.

الماء الدافق: (خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) الطارق) الخصيتين تنتجان 300 مليون حيمن والذي يلقح واحد فقط. هذا الحيمن ينبغي أن يصل إلى البويضة خلال عشرين دقيقة والمسافة من بداية الجماع إلى البويضة تساوي نسبياً 100 كيلومتر فإذا مرت عشرون دقيقة فأكثر فلا يكون هناك تلقيح. خلق الله تعالى الماء الدافق لكي ينطلق بقوة ليصل الحيمن إلى البويضة بعشرين دقيقة ولهذا الإنسان كبير السن ولم يعد الماء دافقاً عنده فلا يصل الحيمن لذا لا يعود هناك حمل.

حديث آخر يدل على قدسية الوضوء "عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا توضأ العبد المسلم (أو المؤمن) فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) حتى يخرج نقياً من الذنوب ولا يغترنّ أحد". إذا كنت صالحاً وقد يخطئ الصالح، أنت تصوم وتصلي وقد تخطئ هذه الذنوب اليومية تخرج بالوضوء إذا إعتدت الوضوء. لهذا إسباغ الوضوء فيه يختصم في الدرجات "قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط". والمهم أنه لا وضوء لمن لا يسمّي. شرط هذا الفضل العظيم في الوضوء أن ذنوبك تتناثر مع الماء أن تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم لأني أشاهد كثيراً من الناس لا يسمّون. وأحسِن الوضوء ومن إحسانه أن تبدأ بالتسمية فكل أمر ذي بال لا يبدأ ببسم الله فهو أقطع. هكذا الماء وصفاته وتكلمنا عن نزر قصير من هذه النعمة العظيمة، كل الدنيا لا تساوي شربة ماء إذا عطشت في الصحراء وأنت تملك الدنيا كلها تقول أعطني شربة ماء وخذوا كل مالي. الطاووس لما دخل على الخليفة قال له الخليفة عظني، فقال ماذا تفعل إذا عطشت في الصحراء قال أدفع نصف ملكي لأحصل على شربة ماء، فقال الطاووس وماذا تفعل إذا حُبس الماء في بطنك؟ قال الخليفة أفديه بنصف ملكي فقال لا يساوي ملك لا يساوي شربة ماء.

لما حقت الكلمة على الأمم السابقة كفرعون وغيره كانت عقوبتهم الماء. إذا أكرم الله تعالى عبداً أكرمه بالغيث وإذا عذبه عذبه بالمطر فالماء هو أداة العقاب والرحمة.

ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[02 Jun 2010, 09:50 ص]ـ

يقال مطر في الخير، وأمطر في العذاب.

قال الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن:

" مطر: المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر، وواد مطير. أي: ممطور، يقال: مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، قال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ?لْمُنذَرِينَ} [الشعراء:173]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَ?نْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ?لْمُجْرِمِينَ} [الأعراف:84]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً} [الحجر:74]، {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ?لسَّمَآءِ} [الأنفال:32]، ومطر، تمطر: ذهب في الأرض ذهاب المطر، وفرس متمطر. أي: سريع كالمطر، والمستمطر: طالب المطر والمكان الظاهر للمطر، ويعبر به عن طالب الخير، قال الشاعر:

فواد خطاء وواد مطر".

بارك الله فيك أخ محمد كالو وجزاك خيرا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير