أسأل الله أن يفهمنا كتابه وأن يرزقنا العمل به
رجاء:
أرجوا من مشايخنا الشيخ الشهري والشيخ مساعد وغيرهم أن يرشدوني هل هذا الفهم صحيح أم لا؟
ونريد أن يفتح المجال لدراسة هذه الأمثال من خلال منتدانا المبارك.
وجزاكم الله خيرا
ـ[هبة المنان]ــــــــ[20 May 2010, 02:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
سبحان من جعل أمثال القرآن عبراً لمن تدبرها، وأمره هدىً لمن استبصرها ..
وللأمثال أهمية وتكمن في اتخاذ العبرة والعظة منها، وقد ورد في القرآن الكريم من الأمثال لكل أمر يجب على المؤمنين تجنبه، وأخذ العبرة منه بالنظر لما حدث لغيرهم من الأمم السابقة، ويقول الشيخ عز الدين بن عبد السلام: " إنما ضرب الله الأمثال في القرآن، تذكيراً ووعظاً، فما اشتمل منها على تفاوت في ثواب، أو على إحباط عمل، أو على مدح أوذم أو نحوه، فإنه يدل على الأحكام،ويقول الله - تعالى شأنه - " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ".
قال ابن القيم: " المثل هو تشبيه شيء بشي في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين من الآخر، واعتبار أحدهما بالآخر ".
أسلوب المثل يقوم على أربعة أركان هي:
1 - أداة التشبيه وهي ثلاثة أنواع:
* أسماء: وهي مثل، وشبه، وشبيه ونحوها.
* أفعال: مثل يشبه، ويماثل.
* حروف: وهي الكاف.
2 - المشبه: هو الأمر المعنوي المراد تقريبه لذهن السامع أو القاريء.
3 - المشبه به: هو الأمر المعنوي أوالحسي الذي يؤتى به لتقريب الصورة إلى الذهن.
4 - وجه الشبه: ويراد به المعنى المشترك بين طرفي التشبيه، المشبه والمشبه به.
فينبغي للقاريء بعد أن تتضح له هذه الصورة البيانية أن يلاحظ أمور حتى يحقق المصلحة من إيراد المثل في كتاب الله:
أولاً: ماهو هذا المعنى الجليل العظيم الذي من أجله سيق هذا المعنى.
ثانياً: تأمل السياق، لأن القرآن مرتبط بعضه ببعض، ومن شدة ارتباطه كأنه كلمة واحدة متسقة المعاني، منتظمة المباني.
ثالثاً: مراعاة مفردات المثل لتظهر بلاغة القرآن.
رابعاً: البحث عن المعنى المراد تصويره، من خلال التفسير.
وختاماً: هذا باب ٌ عظيم، قال فيه تعالى: " وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون " أي: ومايفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون فيه.
وعن عمرو بن مرة قال: " مامررت بآية من كتاب الله عز وجل لاأعرفها إلا أحزنني، لأني سمعت الله تعالى يقول: " وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون "
جعلنا الله منهم ..