تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَـ?هِدِينَ عَلَى? أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُوْلَـ?ئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَـ?لُهُمْ وَفِى ?لنَّارِ هُمْ خَـ?لِدُونَ * إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـ?جِدَ ?للَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءاتَى? ?لزَّكَو?ةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ?للَّهَ فَعَسَى? أُوْلَـ?ئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ?لْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 17 ـ 18]

وقال تعالى:

{هُمُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ?لْمَسْجِدِ ?لْحَرَامِ وَ?لْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ?للَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [الفتح:25]

فقال تعالى:

{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـ?جِدَ ?للَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءاتَى? ?لزَّكَو?ةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ?للَّهَ} [التوبة: 18]،

فإذا كان من هو كذلك مطروداً منها، مصدوداً عنها، فأي خراب لها أعظم من ذلك؟ وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط، إنما عمارتها بذكر الله فيها، وإقامة شرعه فيها، ورفعها عن الدنس والشرك.]

ملاحظة:

هناك عامل إضافي داعم للقول الثاني وذلك من تفسيرالإمام الطبري للآية 2 من سورة الحشر حيث يقول:

[وقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بأيْدِيهِمْ وأيْدِي المُؤْمِنِينَ} يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} بني النضير من اليهود، وأنهم يخربون مساكنهم، وذلك أنهم كانوا ينظرون إلى الخشبة فيما ذُكر في منازلهم مما يستحسنونه، أو العمود أو الباب، فينزعون ذلك منها بأيديهم وأيدي المؤمنين.]

[واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والمدينة والعراق سوى أبي عمرو: {يُخْرِبُونَ} بتخفيف الراء، بمعنى يخرجون منها ويتركونها معطلة خراباً، وكان أبو عمرو يقرأ ذلك «يخرّبون» بالتشديد في الراء بمعنى يهدّمون بيوتهم. وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي والحسن البصري أنهما كانا يقرآن ذلك نحو قراءة أبي عمرو. وكان أبو عمرو فيما ذكر عنه يزعم أنه إنما اختار التشديد في الراء لما ذكرت من أن الإخراب: إنما هو ترك ذلك خراباً بغير ساكن، وإن بني النضير لم يتركوا منازلهم، فيرتحلواعنها، ولكنهم خربوها بالنقض والهدم، وذلك لا يكون فيما قال إلا بالتشديد.

وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالتخفيف لإجماع الحجة من القراء عليه وقد كان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يقول التخريب والإخراب بمعنى واحد وانما ذلك في اختلاف اللفظ لا اختلاف في المعنى]

مجمل القول أن هناك قراءتين: الأولى بالتخفيف والثانية بالتشديد، وأن الجمع بينهما يعطينا: معنيين:

الأول: الإخراب: وهو المنازل خرابا بغير ساكن

الثاني: التخريب: وهو النقض والهدم

زيادة على ذلك أن لا ترادف في القرآن الكريم، فالزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المعنى.

مما سبق يتبين أن الإخراب ليس هو التخريب وهذا يدعم القول السابق: {وَسَعَى? فِى خَرَابِهَآ} قال: إذ قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة. وليس تخريب بيت المقدس كما جاء في القول الأول.

والله أعلم

ـ[ياسين مبشيش]ــــــــ[27 May 2010, 01:47 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم شكر الله لكم على هذا الموضوع القيم، وأرجو إفادتي بتوضيح لكلامكم الأخير "ذلك أن لا ترادف في القرآن الكريم، فالزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المعنى."فيما يخص قضية الترادف في القرآن، وجزاكم الله خيرا.

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[27 May 2010, 07:55 ص]ـ

أحسن الله إليكم وهذه مشاركتي لكم في التفكير في القضية، ونبدأ على اسم الله باقتباس كلام ابن جرير كاملا

[

القول في تأويل قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير