تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالسعي في خراب المساجد يكون بالعمل على خرابها وذلك بالصد عنها كما تبين الآيات القرآنية،

يقول تعالى:

{وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ?للَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ?لْمَسْجِدِ ?لْحَرَامِ وَمَا كَانُو?اْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ?لْمُتَّقُونَ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34]،

وقال تعالى:

{هُمُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ?لْمَسْجِدِ ?لْحَرَامِ وَ?لْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ?للَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [الفتح:25]

ثانيا - الخراب ضد العمران كما جاء في لسان العرب، وفي الأحاديث النبوية ما يؤكد ذلك وسنقتصر على ثلاثة أحاديث:

1 - [أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر، فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).]

2 - [قال ابن مسعود هذا القرآن مأدبة الله فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل فإن أصغر البيوت من الخير الذي ليس فيه من كتاب الله شيء وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء كخراب البيت الذي لا عامر له وإن الشيطان يخرج من البيت يسمع فيه سورة البقرة]

3 - [إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب]

ثالثا - الفعل خرب وخرّب، الزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المبنى: فالفعل خرّب: بزيادة التضعيف يؤكد على المبالغة في الفعل كما يؤكد على التكثير. وهذه المبالغة ذكرها المفسرون كما جاءت في السيرة النبوية حيث كان الرجل من اليهود لما تحملوا للرحيل يهدم بيته عن نجاف بابه وما استحسن من خشبه فيضعه على ظهر بعيره فيأخذه وينقب الجدار ويهدم السقف حسداً للمسلمين أن يسكنوها بعدهم لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمرهم أن يخلوا له عن البلد ولهم ما حملت إبلهم.

كما أن الخراب ليس هو الهدم لأن الهدم مصرح به في الآية 40 من سورة الحج، ولا ترادف في القرآن الكريم، فكل كلمة تؤدي معنى خاصا:

يقول الله تعالى:

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج 40

قال ابن عاشور في تفسيره:

"والهدم: تقويض البناء وتسقيطه.

وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر {لهُدِمت} بتخفيف الدال. وقرأه الباقون بتشديد الدال للمبالغة في الهدم، أي لهدّمت هدْماً ناشئاً عن غيظ بحيث لا يبقون لها أثراً."

الخلاصة:

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ... }

وأيّ امرئ أشدّ تعدّياً وجراءة على الله وخلافاً لأمره مِن امرئ منع مساجد الله أن يعبد الله فيها؟ والمساجد هنا هي أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين ويمثلها المسجد الحرام الذي سعى المشركون بكل ما أوتوا من قوة في سبيل خرابه وذلك بالصد عنه: بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستحوذوا عليه بأصنامهم وأندادهم وشركهم.

والله أعلم

ـ[محمد العواضي]ــــــــ[03 Jun 2010, 05:38 م]ـ

قد قمت بقراءة تفسير ابن كثير ولله الحمد وبقي علي فيه من سورة غافر وأثناء القراءة قمت بحصر المسائل والترجيحات التي خالف فيها ابن كثير انب جرير وقد زادت على سبيعن مسألة ولعلي انشط في تنزيلها هنا إن شاء الله

ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[03 Jun 2010, 11:51 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي محمد العواضي، ولعلنا نستفيد من قراءاتكم التي نرجو الله أن تكون في ميزان حسناتكم

مع تحياتي وتقديري

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير