في غمرة مشاركاتي نسيت أنني أمام أهم اختراع حققه العقل البشري منذ بدء الخليقة، وبضربة خفيفة من أطراف أصابعي يأتيني من جِنّ النبي سليمان، عليه السلام، آلافٌ ينطقون بشبيك لبيك، عبدك بين يديك، وسأجد قواميس، وموسوعات، وأدوية، وعلاجات ناجعة، وترجمات لكنوز الدنيا، وفنونا، وآدابا، وكتباً صوتية، وقصائد مسموعة للمتنبي وأبي تمام وإمريء القيس، وبحوثًا عن أعماق البحار، وصوراً لبركان آيسلندا وهو ينفجر غيظًا، واستمع إلى السيمفونية الثامنة لبيتهوفن، وأقرأ في قواعد اللغة، وأعيد تنشيط اللغات الأخرى التي أعرفها، وأحجز تذكرة سفر لجزيرة يونانية، وأتابع تقارير لجان حقوق الإنسان، وأشاهد العقيد جالسًا في خيمته، واستمع إلى جمال مبارك في الفيوم وهو يَعِد الشعب المسحوق بالمن والسلوى على يد أحمد عز، وأشاهد الزعماء العرب يتعانقون وأعضاء الحكومة الإسرائيلية يضحكون حتى الثمالة مع بدء وانتهاء أي مؤتمر عربي.
أستطيع أن أدخل على مكتبة الكونجرس الأمريكية، وأبحث في وثائق مغمورة وهامة، ويمكنني قراءة أهم ما جاء في الصحف العربية قبل أن يتم فرشها على الطريق أمام الأكشاك، بل بامكاني مخاطبة الدنيا كلها، صورة وصوتًا، وأعُبّ من المعرفة والثقافة والعلوم ما لم يكن متاحاً لعلماء الأرض قاطبة قبل عشرين عامًا مضت.
لكنني اخترتُ طريقَ الغرور، وجعلتني المنتديات والمواقعُ الساذجة والمشاركات المتخلفة وأصدقاءُ الجهل الإنترنتّي أنتفخ حتى ظننت الورمَ معرفة، وقد آن الوقت الذي ينتشلني فيه المعرفيون والمثقفون والعلماء والخبراء وعلماء النفس بدلا من أن يهبطوا إلىَّ، ويسقطوا معي!
إن شباب الإنترنت لن يقودوا حركة تصحيحية، أو حِراكًا فكريًا، أو تغييرًا اجتماعيًا، أو مواجهات مع المستبدين والطغاة بغير قيادة واعية، وعندما يتنازل الكبار لنا عن هذا الدور فَقُلّ على الوطن السلام، فنحن لازلنا على مقاعد الدراسة والتربية حتى بعد تخرجنا بسنوات، وعلى عقلاء الأمة أن يمدوا إلينا ايديهم ليرفعونا، وإلا مدَدنا نحن أيدينا لاسقاطهم!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 3 يوليو 2010
[email protected]
المصدر:رسالة بالبريد الالكتروني ( http://)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Jul 2010, 07:34 م]ـ
يا سلام سلم عبارة تقال عن الانبهار والإعجاب.
ما شاء الله لا قوة إلا بالله عبارة تقال في نفس المناسبة.
الله الله تكرار يكون مع هز الرأس يشعر بالامتنان و ..... هلم جرا.
أنا أقول سَلِمَ المرسِل والمرسَل إليه والناقل، وإذا كان المرسَل إليه هو ناقله ومصدِّره إلى ملتقانا فالتحية مكررة مرتين دفعة واحدة.
نقد هاديء هادف " مخلاش " ما ترك شيئا ذا بال إلا و ذكره ذكر الماهر به الفاقه أمره.
فلله دره من كاتب ولله درها من ناقلة حاذقة لبيبة أصابت المحز والنياط.
ولعلي أعود بالتعليق على فقراته إن لم يسعد بذلك غيري.
مع تحياتي.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 07:44 م]ـ
شكر الله لك أستاذي الفاضل أبو عمر هذا المرور وهذا التعليق وسأستعير بعض عباراتك لأعبر عن إعجابي بتعليقك فأقول (الله الله)
هذه رسالة وردتني بالبريد من الأخ الفاضل محمد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة طائر الشمال وهو على ما أذكر عراقي يعيش في أوسلو وله كتابات جميلة ومؤثرة وهذا ليس ببعيد عن أهل العراق أهل الثقافة والرقي ومنبع الحضارات والعلم والعلماء.
سأنقل لكم إن شاء الله كل جديده طالما أعجبكم أسلوبه بشرط أن تستمر في الدعاء له ولي.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jul 2010, 07:49 م]ـ
مقال فيه الكثير من الواقعية والحقائق وأكثرها مرة
نعم أصبح التواصل عبر الشبكة بلا حدود ولكن أكثره غير منتج
بل أقول إن له آثارا سلبية خطيرة جدا ربما لن تتكشف بشكل واضح يستدعي المعالجة إلا بعد فوات االأوان
كفانا الله شر أنفسنا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:07 ص]ـ
محمد عبد المجيد هذا علماني قح، إن لم يكن ملحدًا ..
والله أعلم بحاله ..
وقد ذكر هو لي من قبل أنه مصري ..
وكلامه بالمناسبة طعون في أناس معروفين على الشبكة ..
ومن يقرأ كلامه بإمعان يجد فيه رائحة بغض الدين وأهله ..
وهذا ظاهرٌ جدًا في معظم كتاباته ..
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:55 ص]ـ
إسمح لي أخي الفاضل لا دفاعاً عن كاتب المقال ولا عن غيره لكن الذي نناقشه موضوع المقال وأنه وصف لحال كثيرين من مستخدمي الانترنت إلا من رحم ربي وليس مطروحاً على ساحة النقاش فكر الرجل أو صحة إيمانه أو كونه عراق الجنسية أم مصرياً فكلنا من بني البشر. لذا أرجو أن يبقى التعليق ضمن موضوع المقال وإن شئت أن تطرح فكر هذا الرجل أو غيره فيمكن فتح موضوع جديد حتى لا يخرج الحوار عن موضوعه كما أشار المشرف العام في مشاركة مستقلة بعنوان
أخي عضو ملتقى أهل التفسير: أرجوك لا تذهب بحوارنا بعيداً!
بارك الله بك.
¥