تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله

/

تعالى عنه أنه كان يخدم رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم من باب المكافئ يا ربيعة سلني حاجتك قال يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قال هو ذاك يارسول الله فقال له عليه الصلاة والسلام فأعني على نفسك بكثرة السجود والمقصود من هذين الشاهدين أن المؤمن ينبغي عليه أن يكون ذا نظرة أخروية يفكر ويؤمل فيما عند الله أما متاع الدنيا فإن حدث بلا جهد ولا مشقة فلا حرج ولا ظير ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء أما أن يكون الدين هو الضريبة لنيل المتاع الدنيوي فلا وألف لا لأن الدنيا ستفنى وما عند الله أيها المؤمنون خير وأبقى وقد تواتر عن سلف الأمة ما يدل على أنهم كانوا ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله جل وعلا فقد جاء رجل إلى عبيدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أخو عبدالله بن عباس وكان من أشد الناس سخاء فأعطاه ألف دينار واعتذر إليه على أنها قليلة فسمع به رجل آخر فقدم المدينة وكان عبيدالله جالسا وهذا السائل مايدري أن هذا هو عبيدالله فسأله فأعطاه ألفي دينار واعتذر إليه فقال له الرجل إن كنت أنت عبيدالله بن عباس فأنت اليوم خير منك أمس وإن لم تكن أنت عبيدالله بن عباس فوالله إنك لخير منه ولم يكن عبيدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما ينشد من هذا الرجل مدحا ولا ذما ولكننا سقنا هذا الأثر للدلالة على أي نفس كانت لديهم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ورحمهم وغفر لهم وألحقنا بهم في الصالحين في قضية إعطاء أهل المسكنة والفقراء.

أيها المؤمنون كذلك من أحوال المسلمين في رمضان: ذكر ربهم تبارك وتعالى ولا ريب أن ذكر الله أنس السرائر وحياة الضمائر وأقوى الذخائر على الإطلاق يقول جل جلاله {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وإن الإنسان لا يلهج بذكر أحد إلا إذا بلغت محبته في القلب محبة عظيمة فمن كان يحب الله حبا يليق بجلال الله جل وعلا وعظمته ولا يقدم على حب الله حب أحد كان طبعيا وبدهيا أن يلهج لسانه بذكره ولكن المغرقين في الشهوات والعاكفين أمام شاشات التلفاز والمستمعين إلى ما حرم الله هؤلاء غالبا

/

ليس في قلوبهم إلا ما يبتغيه الشيطان ويريده أصحاب الفجور ويرتضيه أهل الهوى فلذلك من البدهي أن

يقل على ألسنتهم ذكر الله تبارك وتعالى فالذي ينبغي أن يحرص عليه المؤمن في المقام الأول أن يجنب نفسه المواطن والمنازل والأماكن التي تلهي عن الله لأنها إن ألهت عن الله ألهت عن ذكره وينبغي عليه أن يحرص على أن يرتاد الأماكن التي فيها إيحاء لذكر الله كالمساجد والصلوات وحلقات العلم ومواطن المحاضرات والجلساء الصالحين فإن تلك المواطن مما تعين المرء على ذكر ربه.

أما كيف يذكر المؤمن ربه؟

فإن قراءة القرآن ذكر والصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم ذكر وتهليل الله وتسبيحه وحمده والثناء عليه ودعاءه نوع من الذكر وأعظم الذكر على الإطلاق قول لا إله إلا الله لما في صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه:" أن موسى سأل ربه قال يارب قل لي كلمة أدعوك وأذكرك بها فأوحى الله إليه ياموسى قل لا إله إلا الله قال يارب كل عبادك يقولون هذا فأوحى الله إليه ياموسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله" كما أنه صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أحب الكلام إلى الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" وجاء في فضل سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم ما جاء من الفضل وهذا أمر مشتهر ظاهر بين منتشر بين الناس ولكن كما قلنا في الأول ينقص الناس العزيمة والأوبة والبذل لذكر الله تبارك وتعالى ولهج هذا اللسان بذكره فقد أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه بقوله " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تبارك وتعالى "

ينبغي أن نقول في خاتمة محاضرتنا هذه:

أن في شهر رمضان تجدد كثير من المسؤوليات تجدد مسؤولية الأب المسلم مع أبناءه في أن يدلهم على الخير ويحثهم على مواطن الرشاد ولا يكن هم الرجل المؤمن أن يتخلص من أبناءه بحجة أنه يريد أن

/

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير