تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا وصرفهم كيفما شاء عزة واقتدارا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله بلغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته فجزاه الله بأفضل ماجزى به نبيا عن أمته اللهم صل وسلم وبارك وأنعم عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد.

عباد الله:

فإن تقوى الله جل وعلا أعظم الوصايا وأجل العطايا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.

عباد الله:

لقد اقترن شهر رمضان بحدثين كريمين مباركين وقعا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم هما يوم بدر يوم الفرقان ويوم فتح مكة يوم علو الشأن.

أيها المؤمنون:

تجلت في هاتين المعركتين أو في هذين الحدثين الجليلين معاني عظيمة ودلائل سامية وعظات بالغة لمن أقلى السمع وهو شهيد.

عباد الله:

لعل من أعظم ذلك وأجله يقين المؤمن بعد أن يتدارس السنة والسيرة العطرة والأيام النضرة وهذين الحدثين على وجه الخصوص أن يعلم أن الأمور إنما تدبر في الملكوت الأعلى وأن الله جل وعلا وحده الفعال لما يريد لا يقع في الكون إلا ماأراده الله خفي ذلك عن البعض أو ظهر ذلك أمر الله جل وعلا وحده ذكر الله جل وعلا مسيرة الركب أي قافلة أبا سفيان وذكر الرب تبارك وتعالى خروج خير الخلق صلى الله عليه وسلم وأصحابه وذكر تبارك وتعالى خروج قريش تستنصر لقافلتها كل ذلك كان بلا أي روية منهم جميعا كل منهم كان يحسب أمرا ووقع آخر قال الله جل وعلا: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} خرج صلى الله عليه وسلم يوم بدر إنما في الأصل يطلب العير وخرجت قريش تنتصر لقافلتها ونجى أبوسفيان بالقافلة لكن الله جل وعلا أخر وقدم في إخبار كل أحد بما وقع حتى يلتقي الفريقان ويلتحم الجيشان ثم يكون يوم الفرقان كما أراد ربنا تبارك وتعالى نصرة لنبيه وإظهارا لدينه وإعلاء لشأن كلمة التوحيد التي بعث الله بها الرسل وأنزل الله جل وعلا من أجلها الكتب.

أيها المؤمنون:

تجلى في هذين الحدثين العظيمين إكرام الله لرسوله صلى الله عليه وسلم إن الصبر مطية وأي مطية أعطاها الله جل وعلا أنبياءه ورسله ولهذا قال الله مخاطبا خير خلقه {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} سجد نبيكم صلى الله عليه وسلم أيام البعثة الأولى عند الكعبة ثم انتدبت قريش رجلا منها يضع على ظهره الشريف وهو أكرم الخلق على الله سلا الجزور فمكث سلا الجزور على ظهره الشريف ماشاء الله له أن يمكث وعبدالله بن مسعود مسلم حاضر لا يستطيع أن ينتصر لنبيه بعث رجل أحدا ورسولا إلى فاطمة ابنته جاءت فاطمة حملت سلا الجزور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر صلى الله عليه وسلم إلى أولئك الذين أتمروا عليه وتهكموا به فدعا عليهم وهو عند الله نبي وأي نبي وكريم وأي كريم قال ابن مسعود وقد شهد الواقعة الأولى فلقد رأيت من دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى يوم بدر في القليب قليب بدر فانظر أيها المؤمن ماهي إلا سنوات ثم انتقم رب الأرض والسماوات لخير من ختم الله به الرسل وأتم الله به النبوات، في أيام البعثة الأولى هم صلى الله عليه وسلم أن يدخل الكعبة فمنعه عثمان بن أبي طلحة سادن الكعبة يومئذ منعه من دخول البيت فقال صلى الله عليه وسلم يا عثمان كيف بك إذا كان المفتاح بيدي أضعه في يد من أشاء فقال عثمان لقد ذلت قريش يومئذ وهانت ثم مضت السنون ومرت الأعوام والله جل وعلا يحفظ نبيه وينصره ويكلؤه حتى دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة يوم الفتح عزيزا وماكان ذليلا قط منيعا محفوظا بحفظ الله جل وعلا له، كبر في نواحيها صلى في البيت ركعتين ولما هم بالخروج أنزل الله جل وعلا عليه وهو عليه السلام عند

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير