تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عضدتي باب الكعبة {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فقال صلى الله عليه وسلم بعدما خرج أين عثمان بن طلحة؟ قال أنا هنا يارسول الله فأعطاه النبي مفتاح الكعبة كما أخبر به في الأول وقال خذوها يابني شيبة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم فهي إلى اليوم فيهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقد صدق الله وهو أصدق القائلين: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)} وصدق الله وهو أصدق القائلين {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}

أبعد هذا يتوكل على غير الله؟ أبعد هذا يلجأ إلى غير الله؟ أبعد هذا يؤمن أحدا أن ينصره أحد غير الله؟ قال العز بن عبد السلام رحمة الله تعالى عليه:"والله لن يصلوا إلى شيء بغير الله فكيف يوصل إلى الله بغير الله"اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته.

عباد الله:

تجلى في هاتين المعركتين العظيمتين محبة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لنبيهم صلوات الله وسلامه عليه آمنوا بأن الله واحد لا شريك معه وهو الذي بعثه. فأحبوا نبيهم ونصروه وعزروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أناجيلهم في صدورهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

الله يعلم ماقلبت سيرتهم ... يوما وأخطأ دع العين مجراه

في تلك الغزوة وفي غيرها من كل محفل وموطن أثبتوا محبتهم ونصرتهم لرسول الله تجلى ذلك فيهم أفرادا وجماعات فعلى مستوى الجماعة هو ظاهر في كل غزوة وموطن وسرية وعلى مستوى الأفراد في يوم بدر وقف صلى الله عليه وسلم يُقَوِم صفوف الجيش قبل المعركة فإذا بسوّاد بن غزية رضي الله عنه وأرضاه بارز في الصف فطعنه صلى الله عليه وسلم بقدح كان معه في بطنه وقال له استوي ياسوّاد أي ارجع إلى الصف قال يارسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالعدل والحق فاقدني فكشف صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال له استقد أي خذ حقك فأقبل سواد على بطن رسول الله يعانقه ويقبله فتعجب صلى الله عليه وسلم قال:"ماحملك على هذا ياسوّاد قال يارسول الله قد حضر ماترى أي من قرب الموت ودنو الأجل فهذه ساحة معارك قد حضر ماترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك إنه أنموذج لتلك المحبة التي كانت في قلوبهم رضي الله عنهم وأرضاهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد تجلت في الأنصار على وجه الخصوص الذين قال الله جل وعلا عنهم {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} كان الصديق رضي الله عنه إذا ذكر الأنصار

وموقفهم ومناقبهم يقول لا أجد بيننا وبين هذا الحي من الأنصار إلا كما قال الأول:

أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ... تلاقي الذي يلقون منا لملت

فرضي الله عنهم وأرضاهم وجمعنا بهم في جنات النعيم مع رسولنا صلى الله عليه وسلم.

عباد الله:

إن وعد الله حق لا محالة وما الدنيا إلا زهرة حائلة ونعمة زائلة وكانت قريش عندما بُعث نبينا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق يحذرهم يوم المعاد ويوم البعث والنشور وحشر العباد وهم يهزؤون به ويسخرون به قال له العاص بن وائل وقد حمل رفات عظم أتزعم يا محمد أن ربك يحي هذا بعد موته قال صلى الله عليه وسلم نعم ويدخلك النار ثم كان ماكان من قتلى بدر فوضعهم صلى الله عليه وسلم أي قتلى المشركين في بئر مهجورة تعرف بالقليب ثم وقف صلى الله عليه وسلم يناديهم يا أبا الحكم بن هشام يا شيبة بن ربيعة ياعتبة يناديهم بأسمائهم هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال له عمر رضي الله عنه يانبي الله أتخاطب أقواما قد جيفوا قال: ياعمر ما أنت بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا يتذكر المؤمن هذا الموقف في الدنيا ويعلم أن هناك في الآخرة يوم يقال له عياذا بالله يوم اللعنة يفصل فيه بين أهل الإيمان وأهل الكفر يفصل فيه بين أهل الجنة وأهل النار يفصل فيه مابين من يعملون الصالحات ويعملون

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير