تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن، اسمحوا لي بالتركيز فقط على أحد الجوانب المتعلقة بالموضوع:

1 - بداية: من الضروري أن ندرك أن هذا الملتقى (وأي ملتقى حواري) لا يمكن أن يجمع المتخصصين فقط، أو أصحاب "الإنتاج العلمي"، وإنما يحتاج أيضا للقراء والسائلين والمحاورين، المبتدئين منهم والمتقدمين. ولا يمكن لأي ملتقى أن يرتقي بمادته ونشاطه إلا من خلال هذا التفاعل.

2 - كون الملتقى متخصصا في الدراسات القرآنية والتفسير، لا يمنع من فتح حوارات جانبية، قد تتفاوت في صلتها بالتخصص. فالعلاقة بين الأعضاء ليست فقط علاقة علمية بحتة، وإنما يحتاج الأعضاء للتواصل والتعارف، واكتشاف بعض الجوانب الأخرى من شخصيات كل واحد منهم، كي تنمو العلاقات الإنسانية بينهم وتسري "الحياة" بينهم من خلال الملتقى. ولولا ذلك لفترت الهمم عن متابعة الأحاديث والحوارات.

3 - في اعتقادي أن المشرفين والأعضاء المميزين لهم مهمتان أساسيتان:

الأولى: مهمة علمية تتمثل في طرح المواضيع والتساؤلات العلمية التي تثير حواراتٍ جادةٍ وذات أثر علمي "حقيقي" و"عملي"، وتوجيه الاهتمام لما قد يكون مفيدا.

الثانية: مهمة تربوية، تتمثل في تكريس ثقافة الحوار العلمي والأخوي، وممارسة آداب الحوار والاختلاف بصفة عملية، لأن من واجب أهل الاختصاص والأعضاء المميزين تحقيق القدوة للآخرين.

وأرى أن الملتقى فقد في السنتين الأخيرتين بعض البريق في هاتين المهمتين، للأسباب التالية:

- عزوف كثير من الأعضاء عن الحوار وطرح الإشكاليات العلمية "الإيجابية"

- حصول عدد من الحوارات غير الموفقة حول بعض القضايا الخلافية، أدت لإثارة بعض الحساسيات. والخطأ لم يكن في طرح هذه القضايا في حد ذاته، وإنما في أسلوب الطرح وأسلوب الردود.

- اكتفاء عدد من الكتّاب ذوي القدرة على إثارة القضايا العلمية بطرح مواضيع لا تثير الحوار، وإنما تحقق لهم المدح والشكر. وهذا في اعتقادي لا يؤدي لإنشاء "حراك علمي". وأذكر هنا قولة جميلة لأحد الأساتذة الجامعيين الغربيين، أرجو أن تتأمّلوها، مفادها أن: "الأفكار التي تدفع الفكر الإنساني إلى الأمام? ?ليست الأفكار الصحيحة أو المخطئة، وإنما ?وإنما التي تأتي نصف صحيحة ونصف مخطئة? ( Half-right ideas)، ? لأنها تثير جدلا علميا أكبر، وتحث على التفكير والبحث والمقارنة والنقد. وتلك هي غاية البحث العلمي".

أما عن عملية التدخل في الحوارات غير الموفقة، فأعتقد أنه يجدر بكم إعادة النظر في التعامل معها. ومثال ذلك:

- مواضيع الخلاف العقائدي التي طرحها أخونا "نزار بن علي" عدة مرات

- والمواضيع التي طرحها منذ فترة عضو يسمى (أبو حسان) على ما أذكر.

وقد اضطر الأخير للانسحاب، ويبدو أن المشرفين أوقفوا كذلك نزار عن المشاركة.

مثل هذه المواضيع المثيرة (وأيضا تلك التي تطرح بعض المقالات من وجهة نظر شيعية) لا يفيد منعها، سواء كان ذلك بحجة أن الملتقى يتبع "منهج أهل السنة والجماعة" كما تم التنبيه عليه مؤخرا في سياسة الملتقى، أو بحجة أن العضو استعمل أسلوبا حادا .. والملتقى يخسر كثيرا بمنع مثل هؤلاء وكبت المواضيع الخلافية أكثر مما يستفيد. وخصوصا عندما يأتي "التدخل الفكري" الحاسم من أحد المشرفين، حين لا يتمالك نفسه فيتدخل منتصرا لقناعته الفكرية أو معتقده الشخصي، عوض أن يتولى مهمة إبقاء الحوار في إطاره العلمي، ومنع خروجه لإطار التجريح والاستفزازات المتبادلة. وقد كان هذا واضحا جدا في المثالين المذكورين.

أكتفي بهذا القدر، وقد أعود لاستكمال بعض المسائل الأخرى.

أخي الفاضل الأستاذ محمد بن جماعة. السلام عليكم

أشكرك جزيل الشكر على هذا الجانب الذي تفضلت به وطرحته. وقد آثرت أن أكتب بعض ما في ذهني من ملاحظات وكان ما تفضلتم به من أحدها ولكنكم ولله الحمد كتبتم مالم أكن أستطيع أن أعبر عنه. فقد أفاض الله تعالى عليكم سيل البلاغة وحسن الطرح مالم يصل بي الى أدنى الدرجات. فبارك الله بك وجزاك ربي الجنة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير