تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا أنا باسط يدي أريد فكرة واحدة عليها طابع صاحبها وتاريخ عصرنا وروح مجتمعنا، وطبيعة بيئتنا، وأنا كفيل بأن أعلن توبتي أمام الناس أجمعين، وأنفض عن سجادة قلبي غبار الجمود المزعوم لأعود أكثر تحرراً وديمقراطية، وإلاّ فدعوا لنا ديننا لكم الويل وانغمسوا في أكفان الأموات، واتركوا شيخنا عبد الرحمن البراك يعمل في الحياة عمل الإسلام في تطهير القلوب من أدرانها، والعقول من شبهاتها، والصدور من أضغانها، والمجتمعات من أمراضها ..

هذا الشيخ العلم؛ رجل زكيّ نقيّ خفيّ، رفعه علمه الراسخ، وعبادته المخبتة، ونفسه الراضية، وزهده الصادق؛ عن أن يضع رجله حيث يضع الكثيرون جباههم! إنه من جيل أكثر ما فيهم؛ المعاني النبيلة، والروح السامية، فهم لذلك لا يقعون من الحياة إلاّ موقع النسيم العليل في الليلة الحالمة؛ يرشقون الدنيا بنفحات تتنفس منها نعيم الآخرة .. !

أيها القرّاء الكرام وقلمي يتطوّح بين الأسطر وينفذ إلى آخرها أقول لكم ولنفسي ما قال الله لنبيه: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) هذه الآية التي تأخذ بمجامع القلوب، وتهزها هزاً قوياً يساقط رطبها ويلفتها إلى عزتها ومكامن القوة فيها، ويوقظ سراج العقل في ظلمات الطريق الطويلة الملتوية الشائكة المليئة بالآفات والأشواق والآهات. هذه الآية ختام مطابق لبدء كان النصر عنوانه ( .. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) ينمّ عن تناسق عجيب واطّراد مكثف يفتح الذهن على آفاق من المعرفة تقود إلى التمكين والنصر في النفس والواقع والحياة، وإن مفتاح ذلك كله؛ الصبر، إنه وسيلة عباد الله الطاهرين المتقين في هذه الحياة المضطربة المعقدة، والصبر نتاج الثقة بموعود الله الذي لا يتخلف وإن امتد به الزمن، وتطاولت عليه الأحقاب، وضجّت من تهاديه القلوب .. والصبر يولد الثبات الصارم الذي لا يتزعزع، ولا يلين، ولا يتراخى، ولا يلتفت إلى وسوسات الموسوسين، ولا نفثات الشياطين، ولا تخرّصات المتهوكين ويمد الروح بالقوة؛ تؤدي بها الواجبات وتستعلن بها على الوجود الممانع، ومهما طوّحت الأوهام في بيداء الحياة، وتوارت الأماني وراء الغمام؛ فإن في سطوة الصبر ما يفجّ الظلام، وينشر الضوء.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Jul 2010, 02:22 م]ـ

إن العلماء يثبتون الملك ويرسخون دعائمه بالبيعة العاقدة، والمناصحة الرحيمة، والتربية النبوية، والأخذ على أيدي السفهاء وكف شرة العابثين، والتغليظ على المناوئين، وفي تاريخ الدولة القريب ما يعضد هذا القول، ويأخذ بحجزه .. فإذا وجدنا من يطعن فيهم ويسفه آراءهم وينتقص فتاويهم ويعبث بكرامتهم ويمتهن علمهم ويسخر بذواتهم؛ فلا بد أن يكون أحد ثلاثة رجال: إما رجل يريد الحق، ولكنه ضلّ الطريق بسبب تربيته الشاذّة، وطريقة تفكيره الغربية، وانفصاله النكد عن المجتمع .. وإما رجل أحمق غفل يتبع كل ناعق ليست له إرادة يرتفع بها عن وهدة العبودية، ولا يملك شجاعة ينفك بها عن قدر القطيع! وهذان الصنفان يكادان أن يكونا في عداد القارظين! وإما رجل خبيث الطوية، فاسد التصور، منهار الأخلاق، كاره للدين، عابث بالمقدسات، دسيسة تنتظر قدرها، مبغض لطريقة الحكم؛ يتخذ المبادئ الزائفة التي ينادي بها من حرية ومساواة وعدل وشفافية ووطنية وتنمية وتسامح؛ غطاء يخفي به وجهه القبيح؛ ليتمكن من إفساد قلوب الناس على علمائهم، ونغرها على حكامهم، حتى إذا تمّ لهم الأمر، وقاربت الأمور نهايتها طالبوا بالحكم الرشيد وتداول السلطة وفق ما تمليه المنظومة الغربية وحسب ما كان متفقاً عليه ... !

الأستاذ أبو عبد الرحمن المدني حفظه الله تعالى

بما انكم قد استسغتم هذا المقال. فإن ذلك يعني أن ما فيه من مقالة يتناغم مع ما تحمله من فكر ورأي. وعلى ذلك فإن أي انتقاد يكون فيه أو رأي أو نقااش حوله لا بد أنك ستتحمل أعباء الرد عليه. وهذا لعمري ثقيل عليك. إذ كيف يصح أن تكون ممن يتصدون لما تلفظ السنة الغير والله تعالى يقول ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.

والله يا أخي لولا أنني أتفهم معنى الحكمة التي انطلق منها هذا المقال وحسن الظن بمن كتبه ولماذا كتبه وإلى أي شيء يريد أن يصل لعاتبتك حول ما يدور في جنباته عتاب المستنكر. وإني أسأل الله أن تمر الأمور على خير.

إذا كانت يا أخي سياسة فقه الواقع المخزي الذي تعيشه أمة العرب تجعلنا نغض الطرف أحياناً عن ما تكتبه صرير بعض الأقلام فإن ذلك لا يعني أن نعمم كلامهم الذي نعذرهم فيه على استحياء ونقبله منهم قبول المستعطي.

ويا حبذا أنك تفهمني دون أن أصرح أكثر ويا حبذا وعلى سبيل المثال فقط تتسائل معي: من هو البعيد من أمتنا عن ما تخططه المنظومة الغربية لنبايعه ونقبل قدميه ونعطيه العهد والميثاق؟؟؟. وبارك الله بك يا طويل العمر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير