تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وانظر –ووالله الذي لاإله إلا هو يجلس أحدهم يقول لو أن أحدا أخذ مني ولو مليما بغير خاطري لقطعت رقبته , فتأتي الذبابة وتسرق من طعامه وشرابه ولا يستطيع أن يفعل لها شيئا , وهكذا كانت الأصنام , كانوا يقومون بطلائها بالزعفران وما شابه ذلك , الله يقول لهم " لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له , وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه " كانت الذبابة تقف على الإله المزعوم تسرق منه ومن طعامه ومما قدم له من قرابين , وهو عاجز عن أن يأخذ من الذبابة ما أخذته منه , لدرجة أن هؤلاء الحمقى والمغفلين كانوا يقولون لنصنع شيئا يعصم طعام الآلهة من الذباب , والآلهة ألا تستطيع أن تعصم طعامها " ضعف الطالب والمطلوب "

ولذلك فإن الإنسان إذا جلس ليتفكر في أقل مصنوعات الله لرأى

عجبا.

فالحديث عن الذبابة التي هي خلق من خلق الله وصنعة من مصنوعاته يطول ويطول.

وقد كتب العلماء في الذباب كثيرا , وسبحان الله هذه الذبابة التي جاء ذكرها في القرآن والسنة , إن في أمرها لعجبا.

وسأختم مقالتي هذه بأمرين:

الأمر الأول: إن أحد الملوك تعلم من حكيم بسبب ذبابة , كيف هذا؟

جلس الملك ليتحدث مع وزيره ليقول له: أرى أن الرجال ينصرفون من حولي وأريد أن أجمعهم فماذا أفعل؟ فقال الوزير: اجمع كثيرا من المال ثم بالمال اشترِ الرجال , تستطيع بالمال أن تجدهم وقت ما تريد , قال: وما دليلك على ما تقول؟ قال: سأبين لك , فأصدر الوزير أمرا بأن يحضروا له وعاءا به عسلا , فأحضروا له الوعاء , فلما وضع الوعاء بين يدي الملك بدأ الذباب يتهاوى على الإناء فقال له كثير من الرجال كالذباب , الذباب يجمعه العسل , والرجال يجمعهم المال , جلس الملك يفكر في هذا الكلام وكاد أن يقنع به إلى أن دخل عليه أحد جلسائه الحكماء , فلما دخل عليه قال له: لقد حزبني أمر وقررت شيئا , قال ما هو؟ قال: أرى أن الرجال ينصرفون عني وقد قررت أن أجمع المال حتى أجمع الرجال , قال وكيف علمت هذا؟ قال: أحضرنا وعاءا به عسلا فتهاوى عليه الذباب , وكذلك يتهاوى الرجال على المال , فقال الحكيم: ياأيها الملك إن الرجال الذين يكونون كالذباب لا يأتون إليك في الوقت الذي تريده و فقد يأتونك في وقت ويتخلون عنك في وقت آخر , قال: وما دليلك على هذا؟ فقال: انتظر حتى يأتي المساء وسأبين لك , فلما دخل المساء أحضر هذا الحكيم وعاء العسل وقال للملك: انظر هل تهاوى عليه ذباب-فما جاءت ولو ذبابة واحدة لأن الذباب بليل يختفي- قال وهكذا الرجال الذين هم كالذباب يأتونك في وقت ويتخلون عنك في وقت آخر , إذا أردت أن تشتري الرجال فاشترِ الرجال بالعدل والحب يأتوك في كل وقت , وتجدهم في كل حين.

فانظر يا رعاك الله ,لقد أخذ هذا الرجل الحكمة عن طريق الذباب كيف يأتي وكيف لا يأتي.

وإن هناك أناس كالذباب يأتون بالمال , ولكن لا يأتون في كل وقت وإنما يأتون في الوقت الذي يعلمون فيه أن إتيانهم لن يعرضهم لخسارة , فإذا كانت هناك خسارة أو ما يريب يتخلون عمن التفوا حوله.

الأمر الثاني: ما تأويل الرؤيا التي يراها الشخص وفيها الذباب وماذا تعني؟ يقول علماء الرؤى والتأويل إذا رأيت الذباب في منامك فتأويلها أن هناك عدو ضعيف ولكنه لحوح لا يهدأ , ويحوم حولك , وهكذا الذباب , فكن على حذر من هذا العدو الضعيف اللحوح.

في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم عطيه

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[01 Aug 2010, 06:36 م]ـ

مقالة جميلة حريّة بالقرآة. بارك الله بكاتبها.

ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:16 م]ـ

لدي التفاتة لماذا سمي الذباب ذبابا؟

لانه كلما ذب (طرد) آب (عاد) كلما ذب آب.

فسمي بالذباب.

ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:38 م]ـ

لدي التفاتة لماذا سمي الذباب ذبابا؟

لانه كلما ذب (طرد) آب (عاد) كلما ذب آب.

فسمي بالذباب.

الله الله

لافتة جميلة بارك الله فيك أستاذنا مثنى الزيدي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير