تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولو سلّمنا – جدلا وفرضًا – أنّه تُوجد بعض فائدة للإنجليزيّة؛ فما جدوى دراسة الفرنسيّة أو الألمانيّة؟ لماذا يبتهج البعض ويكاد يطير فرحًا عندما ينطق ابنه كلمة غير عربيّة؟ هل هذه اللغات هى التى ستفتح له أسرار الواقع وآفاق المستقبل؟

إنّ مدارس اللغات تبيع لك الوهم ...

هل دراسة الرياضيّات والكيمياء والفيزياء وغيرها باللغات أفضل عِلميًا وعمليًّا؟ بالطبع لا .. لأن المادّة العلميّة واحدة .. المعادلات واحدة، هم أخذوا عُلومنا قديمًا وترجموها للغاتهم وتقدّموا وأنتجوا ورفضوا التبعيّة لنا.

لم يقولوا وقتئذ: إذا كنّا نريد أن نتقدم كالعرب فعلينا أن نتعلّم لغتهم حتّى نتقدّم ونتحضّر ونرتقى ونُصَنِّعَ.

الرازىّ (864 – 923م) من أكبر وأشهر أطباء الدنيا، هو مسلم وعربىّ له 230 مُؤَلَّفًا فى العلوم المختلفة – مع التحفّظ على جانبه الفلسفىّ – له كتاب (الحاوى فى الطبّ) هو من أشهر كُتُبِ الطبّ، وقد طُبِعَتْ مؤلفاته عشرات المرّات، ودُرِّسَتْ فى كلّ المدارس الطِبِّيَّةِ فى الشرق والغرب، وقد أطلقت جامعة بريستون الأمريكيّة اسمه على أكبر أجنحتها، ونحوها جامعة باريس، ولُقِّبَ فى الغرب بأمير الأطباء، تقول المستشرقة الألمانيّة (زيجريد هونكه): (قبل 600 سنة من الآن كان لكلّيّة الطبّ الباريسيّة أصغر مكتبة فى العالم، فلا تحتوى إلا على مُؤَلَّفٍ واحد؛ وهذا المؤلّف كان لعربىّ كبير هو الرازى)

وجابر بن حيّان (ت 815م) يتفق العلماء على أنّه أبو الكيمياء حيث ترك موسوعة علميّة ضخمة، وهو أوّل من استحضر حامض الكبريتيك وكربونات البوتاسيوم والصوديوم والصودا الكاوية وماء الذهب وغيرذلك.

وأيضًا الخوارزمىّ هو أوّل من أطلق على (الجبر) هذا الاسم، وأيضًا ابن الياسمين

(1204م) عالم الرياضيّات والهندسة.

وأفادت اللاتينيّة من بصريّات ابن الهيثم، وكذلك ابن النفيس الطبيب، وابن زهر الطبيب، والبيرونىّ عالم الفيزياء الفذّ و ... وغيرهم كثير كثير.

وأوّل ما ينبغى للمرءِ أن يشغل به نفسَه؛ إصلاحُ نفسِه، وإصلاحُ بيتِه (وأنذر عشيرتك الأقربين) (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة) (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) أخرجه البخارىّ (2278) ومسلم (1829) عن ابن عمر مرفوعًا.

يجب عليك أن تُراجع مواقفك نحو تلك المدارس.

يا أيّها المُربّى الفاضل / حَصِّنْ أبوابَ قلعتِك ... بيتِك؛ بالدين.

ودع عنك ماسواه، نحن فى زمان أصبح فيه كلّ شىء قابل للشكّ؛ ثمّ للنقاش؛ ثمّ للهدم،الأخلاق ... الدين ... بل الله عزّ وجلّ وتعالى وتسامى.

وما كانت الأجيال السابقة – منذ نزل آدم عليه السلام إلى الأرض – إلى ما قبل هذا العصر تعتبره مُسَلَّمَاتٍ؛ هو الآن محلّ نظر، بل محلّ ريبة.

اعتبرت الخليقة – قاطبة – وفى كلّ بقعة من الأرض كافّة؛ نكاح الرجل للرجل شُذوذًا، وقلبًا للفطرة السويّة، ومرضًا نفسيًّا عُضالا، ولمّا استشرى هذا الداء وعزّ الدواء فى قوم لوط عليه السلام كان علاجهم ... إهلاك قريتهم بما فيها ومن فيها.

أما الآن فيرفضون جَعْلَ ذلك جريمة أخلاقيّة، بل يرفضون حتّى التسمية (شُذوذًا) ويقولون: (مِثْلِيَّةٌ)!! فكيف تردّ وبماذا تردّ أخى الحبيب؟

يقولون لا دين فى السياسة، لا دين فى الفنّ، لا دين فى الأدب، لا دين فى الدين، ليكتب الأديب ما يشاء ... يسبّ القدر، يسبّ الدين، يسبّ الله، ولا يُعاقب؛ بل يُكَرَّمُ لأنّه عَبَّرَ عن رأيه بِحُرِّيَّةٍ وديمقراطيّة ولِيبْرَالِيَّةٍ فى اشتراكيّة، ولم يخش لومة لائم من البُرجوازيّة والرجعيّة والتعبويّة!!!

هم الفئة المُثقّفة التنويريّة ... هم صفوة المجتمع وقادة الفكر وربّما الكفر.

هذه المرأة التى صرخوا بضياع حقّها ليل نهار (وأنّها المظلومة المقهورة المهضومة رغم أنّها مثل الرجل فى كلّ شىء فى كلّ شىء)

وكذبوا .. كم رئيسة فى دول الغرب؟ كم وزيرة؟ كم عالمة؟

كم مُخترِعة فى علوم الطبّ والفضاء والعلوم النوويّة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير