*وعن حذيفة قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فصليت معه الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم تبعته وهو يريد يدخل بعض حجره فقام وأنا خلفه كأنه يكلم أحدا قال ثم قال: من هذا؟، قلت: حذيفة، قال: أتدري من كان معي؟. قلت: لا، قال: فإن جبريل جاء يبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، قال فقال حذيفة: فاستغفر لي ولأمي، قال: غفر الله لك يا حذيفة ولأمك ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)
ولم تكتف شريعة الرحمان بطلب الاستغفار من الانسان للحصول على مغفرة الديان، بل أعطته إمكانية الحصول على هذه المنحة، بطلبها ممن يلتمس فيهم الخير والصلاح، ومن الأمثلة المبينة لذلك ما يلي:
*روى عمر بن الخطاب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لصحابته الكرام: " إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره وكان به بياض، فمروه فليستغفر لكم ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5)
- كما أخرج الطبراني عن أبي ذر قال: مر فتى على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال عمر: نعم الفتى، فتبعه أبو ذر فقال: يا فتى استغفر لي. فقال: أستغفر لك وأنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: استغفر لي، قال: ألا تخبرني قال: إنك مررت على عمر فقال نعم الفتى، وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يقول إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6)
كما أخبر (صلى الله عليه وسلم) أن فعل الاستغفار مبثوت في كون رب العالمين، حيث إن كل خلائق الله تستغفر للمومنين، وخص من ذلك صاحب العلم، حيث روى أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر" [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7). وفي رواية أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)
- بل ومنهم ملائكة رب العالمين، حيث روى علي بن أبي طالب عن النبي (صلى الله عليه وسلم):" ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي" [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9).
- وأخرج الطبراني في الكبير عن عبد الله بن المخارق عن أبيه مخارق بن سليم أن عبد الله كان يقول:" إذا حدثتكم بحديث أتيتكم بتصديق ذلك من كتاب الله، إن العبد المسلم إذا قال: الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله، قبض عليهن ملك فجعلهن تحت جناحه ثم صعد بهن، فلا يمر على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن تعالى، ثم قرأ عبد الله: " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10)
* كما جعل سبحانه استغفار المؤمنين للمؤمن من الأفعال المحققة للشفاعة، حيث روى ابن عباس عن النبي الأمين أنه قال:" ما من أربعين من مؤمن يستغفرون لمؤمن إلا شفعهم الله فيه ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11)
* وبين أن أثر هذا الفعل كما يناله الأحياء ينتقل أثره إلى الأموات، حيث حث (صلى الله عليه وسلم) على الاستغفار للأموات بعد دفنهم، فقال صلى الله عليه وسلم كما روى عنه عثمان رضي الله عنه:" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل " [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn12).
- وفي رواية أبي هريرة قال: نعى لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه فقال استغفروا لأخيكم ". [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn13)
- لقد تربى السلف الصالح على هذا الخلق وصار ديدنهم مع بعضهم، يستغفرون للمخطئ كما يستغفرون للمصلح، أو لمن أسدى إليهم معروفا.
¥