تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-بل إنها كالماء الذي يطفئ دخان النار وسوادها ويغسل أثرها من بين جوانح الانسان، لهذا قال (صلى الله عليه وسلم): " إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة يا بني آدم قوموا الى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11) وهو ما شرحه ابن مسعود: " تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا تكتب عليكم حتى تستيقظوا ". [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn12)

وأكد ذلك حديثه صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه". [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn13)

ولا يقتصر أمر الصلاة على الأجر والثواب، بل تعد الصلاة من العبادات المغيرة والمسهمة في إصلاح أحوال الانسان؛ إن طُُرق بابها كما يلزم، فكثير من الناس يصلون، ولكنهم يرتكبون الفواحش والكبائر، وهذا لا يعني أبدا أن صلاتهم باطلة، أو لا صلاة له كما يروي بعضهم فيما لا أصل له، ولكن استمراره في الصلاة، سيوصله الى الخير طال الزمن أم قصر، حيث روي عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ان فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، قال: انه سينهاه ما يقول " [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn14)

هذه هي الصلاة، وهذه مكانتها وفضلها وما يلزمنا معرفته من حقها.

فكيف إذن يمكن للمسلم الاستفادة من يومه غاية الاستفادة، ويحصد الحسنات تلو الحسنات من خلال شعيرة الصلاة؟.

وكيف يمكنه إنجاز وجني أكبر الربح وأكبر الجزاء؟.

بل كيف يمكنه التزود منها كما كان يتزود القدوة الكبرى والأسوة المثلى لهذه الأمة؟.

وما هو الزاد الذي يحققه المسلم بهذا التمثل والاتباع؟.

أسئلة كثيرة، لكنها قليلة أمام ما سيحصل عليه المسلم من أجر وثواب إن اطلع وفهم وتمثل الجواب. .

إذ لا يخفى على عاقل أريب، أو متأمل في نصوص الوحيين وألقى النظر أو السمع وهو شهيد؛ أن صلاة المسلم في يومه، تهبه كنوزا من الصعب إهمالها أو الاستغناء عنها، ما أجدر بالمؤمن الكيس الفطن الانتباه إليها لجعلها من أعماله الدائمة، دون تفريط أو فتور، واستحضار قياسات الدنيا ومقارباتها، لفهم أبعاد أي عمل يتم الاقدام عليه، وما سيتم جنيه من ورائه؛ من مثل: لو علم المسلم أنه لو ذهب الى عمله كل يوم وهو يعلم أنه سيجني مائة قطعة ذهبية، كل عشرين منها متعلقة بعمل ما، فهل يا ترى سيفرط في واحدة من هذه الأعمال؟ أم أنه سيحافظ عليها، ويبذل الغالي والنفيس من أجل إتمامها وإتقانها.؟.

هذا ما نود الاشارة إليه وتنبيه المسلم لأهميته وعظيم جزاء الرحمان عليه.

ولفهم الموضوع جيدا، وحسن تمثل صلاة رسول الله في يومه، لا يسعنا إلا استقراء وصاياه وإرشاداته للمسلمين، سواء بدعوته للفعل أم بقيامه به، أم بتقريره له.

ولا يسعنا أيضا إلا أن نبين أن الصلاة التي نتحدث عنها، تبتدئ من الليل وتنتهي بالليل، أي: بانتهاء اليوم كله بضيائه وظلامه، ولن نمر على صلاة إلا بعد ذكر عظيم أجرها وخصالها وما يهبه الله لفاعلها.

ثانيا: خير الزاد في عمل يوم من الصلاة:

إن أول عمل أوصى به حبيب الله محمد بن عبد الله عليه أزكى الصلاة والتسليم أمته -ليبتدئ يومهم في أحسن حال ونشاط وراحة بال - ما يلي:

1 - القيام للصلاة لحل عقد الشيطان:

- حيث روى أبو هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn15)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير