تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-وروى ابن ماجه عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع، فما تعهد إلينا، فقال: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجد وإياكم والأمور المحدثات فإن كل بدعة ضلالة .. ". [61] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn61)

وقال سهل بن عبد الله: " عليكم بالاقتداء بالأثر والسنة، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي (صلى الله عليه وسلم) والاقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا منه وتبرأوا منه وأذلوه وأهانوه ". [62] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn62)

فكيف هو حال الأمة اليوم أيها الأحبة؟

أليس لكل منا سبيل يدعو إليه ويسير فيه؟.

ألم تختلط على شبابنا وأبنائنا السبل، فتاهوا وسط هذه الألغام من المناهج والسبل والادعاءات والتشويهات؟ فلم يعد أحد يعلم أين الحقيقة وأين الصواب؟.

ألم نتبع أخلاق الجاهلية ونبتعد عن أخلاق الاسلام، ورسالة محمد التي قال فيها: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

فكيف هي أخلاقنا؟.

-لنعلم أن الانسان من خلق الله، وهو لعظمته قد يتخلق بأخلاق الملائكه، ولدونيته قد يتخلق بجميع أخلاق الكائنات:

-فمن أخلاق الخلق التي يتخلق بها إن لم يتبع: " كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمروذ، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان، وهوى بلعام وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد بن المغيرة، وجهل أبي جهل ". وكلها أخلاق حذر النبي صلى الله منها.

-ومن أخلاق الحيوان التي ينغمس فيها إن لم يتبع: " حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع ". [63] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn63).

إنها أخلاق فاسدة وخطيرة، خاصة إن اجتمعت كلها في النفس، فبالتأكيد أنها ستصبح من النفوس التي لن يساومها أحد ولن تكون ممن اشتراها الله عز وجل.

وكيف حالنا مع سنته؟.

-المطلوب أن نتبع سنة الحبيب وما جاء على يديه من تشريعات، لكن ماذا جرى في زمننا؟ ماذا أصاب السنة؟ كيف حالنا معها وحالها معنا؟.

لقد ضحى الأوائل من أجل السنة فرحلوا من أجلها ودونوها ونفوا عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فما الذي قمنا به في عصرنا تجاهها؟.

ألم يقل النبي الأمين: " من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها .. ". [64] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn64).

وقال: " إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا، فطوبى للغرباء، الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي ". [65] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn65)

فكم أحيينا من سنة أميتت بعد القرون الفريدة، بل ماذا نقرأ من سنة المصطفى؟ وماذا نعرف منها ونحفظ؟ وما الذي فعلناه ضد من يشتم الموحى إليه بها؟ وكيف واجهنا الأقلام التي انبرت قديما وحديثا للطعن فيها وفيما صح منها؟.ألم تتكالب قديما وحديثا ألسنة وأقلام للطعن في الصحابي الجليل أبي هريرة، وفي صحبته؟، ألم يتم الطعن في الامام البخاري وفي إمامته ألم يسب الحبيب محمد والنبي الأمين في الصحف، لحد تسميته بالارهابي.

نعم، لن ننف وجود غيرة عند أفراد من أمتنا واجهت هذه السيوف بسيوف أمضى منها وأسكتت المتخرصين وذبت عن حياض النبي الأمين وسنته الغراء والأئمة المجاهدين ولكن هل ما قدم كان كافيا أو ما زال ينقصه الشيء الكثير؟.

إننا لا نشك في أن ما يلزمنا من عمل تجاه ما يجب أن نتبع من سنة نبينا الشيء الكثير، وأن عمل الأفراد في مثل هذا الباب لا يكفي، بل تلزمه المؤسسات والمجموعات التي تخدم هذا الميدان وتنصر سنة الحبيب العدنان، وتحافظ بذلك على النور الذي يريد أعداء الاسلام إطفاءه ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره من كره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير