تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-بل لقد انبرى بعض مثقفي -عفوا بعض الجاهلين - عصرنا الى القول أن السنة قد تجووزت وأن أمامنا القرآن وهو صحيح كما تقولون والسنة قد دخلها الدخن من عليل وسقيم، فلنترك السنة ولنرجع الى القرآن فقط؟.

وهي دعوى حذر منها رسول الله من ظهورها، ومن بروز من ينكر السنة ووجودها ودورها فقال: " ألا أني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حدود فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ". [66] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn66)

ألا فليعلم كل منكر لسنة صحيحة أن إنكارها هو إنكار للدين، وانه يجب أن يتوب قبل فوات الأوان.

أليس ربنا هو القائل: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".ماذا نفعل بهذه الآية هل خطاب القرآن هو أيضا تجووز؟ أم أن الآية لا تخاطب إلا أصحاب العصر الأول من الاسلام.؟.

أليس ربنا هو القائل: " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ". (النساء:80.).

أليس ربنا هو القائل: " وأطيعوا الرسول واحذروا .. ". (المائدة:92).

أليست الطاعة هنا ملزمة، فإن كانت كذلك فماذا نطيع؟ وماذا بقي لنا منه ومن كلامه؟.

أليست هي سنته التي حفظها سبحانه بما سخر لها من علماء جهابذة رحلوا من أجلها وتعبوا ونصبوا ليأتي سفهاء عصرنا فيقولون ليس لنا بها حاجة.؟.

ألا فلننتبه الى الحرب الجديدة التي تضرب المسلمين في أصولهم وعقيدتهم، ولنحذر ما يراد لنا ولشبيبتنا ولأبنائنا من تخدير عقولهم وتفتيت أفكارهم وتشويه معلوماتهم.

خامسا: الآثار السلبية لعدم الاتباع:

إن مشكلة وآفة عدم الاتباع لا يتوقف دورها وأثرها السلبي على الفرد بل ينتقل الى الأمة، وعدم الاتباع يعني إحداث تغيير فيما أمرنا بفعله واتباعه والاقتداء به، فمن الآثار السلبية التي قررها النبي صلى الله عليه وسلم بسبب عدم الاتباع وخلق الابتداع ما يصيب الأمة في دنياها وما يصيبها في أخراها:

أ: الاثار الدنيوية:

- قال صلى الله عليه وسلم: " لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته مالم تحدثوا أعمالا تنزعه منكم، فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحي القضيب ". [67] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn67) وقال (صلى الله عليه وسلم): " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة الى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ". [68] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn68).

ولعل واقعنا غير خاف على أحد بأن الحديثين قد تحققا في أمتنا، وأن العدو قد التحانا، وأن الغثائية قد نخرت كياننا، والسبب واضح هو التخلي عن الاتباع، الذي فيه حياتنا وسعادتنا

فهل من سبيل الى رجوع قريب من أجل التمسك بسنة النبي العدنان، والعيش بها ولها ومن أجلها الى أن ياتينا اليقين.؟.

ب: الآثار الأخروية:

أخرج مسلم عن ابي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) "… .. ألا ليذاذن رجال عن حوضي كما يذاذ البعير الضال، أناديهم ألا هلم، فيقال: لأنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا (بعدا) سحقا." .. [69] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn69) وفي رواية: " إنكم اليوم على دين وإني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا بعدي القهقرى " [70] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn70)

- وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح، ويجاء بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أي رب فيقال ما زالوا بعدك مرتدين على أعقابهم ". [71] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn71)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير