تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.

ضمّن الله فيه من الوعيد ما يهزّ القلوب، {وَكَذ?لِكَ أَنزَلْنَـ?هُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ?لْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرً}.

عظَّم الله شأنَه: {لَوْ أَنزَلْنَا هَـ?ذَا ?لْقُرْءانَ عَلَى? جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَـ?شِعًا مُّتَصَدّعًا مّنْ خَشْيَةِ ?للَّهِ}. {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * {نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} .. {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} قال العلماء لكان هذه القرآن .. ضرب به الأمثال أنواعاً وأشكال، {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَـ?ذَا ?لْقُرْءانِ مِن كُلّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* قُرْءانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. يسَّر الله حفظه وفهمَه للذاكرين، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ?لْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} .. ضمّنه الله أحسنَ القصص وأكملها، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ?لْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـ?ذَا ?لْقُرْءانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ?لْغَـ?فِلِينَ}

ضمّنه الله أسبابَ السعادة في الدنيا والآخرة، وبيَّن تبارك وتعالى أن السعادة لمن اتَّبعه وحكّمه وتحاكم إليه، {فَمَنِ ?تَّبَعَ هُدَاىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَيَشْقَى?} .. وبيَّن عاقبةَ المعرضين عنه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ?لْقِيـ?مَةِ أَعْمَى? قَالَ رَبّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى? وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذ?لِكَ أَتَتْكَ ءايَـ?تُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذ?لِكَ ?لْيَوْم َتُنْسَى?}. جعله الله سببًا للهداية، {إِنَّ هَـ?ذَا ?لْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}. وبين فيه كلّ ما يهم المسلم .. {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ?لْكِتَـ?بَ تِبْيَانًا لّكُلّ شَىْء وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى? لِلْمُسْلِمِينَ}. لا تناقضَ في أحكامه، ولا اضطرابَ في أخباره، فأحكامه متّفقة متناسقة، وأخباره يصدّق بعضها بعضًا، {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدّلِ لِكَلِمَـ?تِهِ وَهُوَ ?لسَّمِيعُ ?لْعَلِيمُ} .. يتلوه المؤمنون فتوجَل قلوبُهم وتخشع، وتقشعر جلودهم وتلين: {?للَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ?لْحَدِيثِ كِتَـ?بًا مُّتَشَـ?بِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ?لَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى? ذِكْرِ?للَّهِ ذَلِكَ هُدَى ?للَّهِ يَهْدِى بِهِمَن يَشَاء} .. فاقرأ كتابَ ربك أيها المسلم، اقرأه قراءةَ المتدبِّر المتأمّل المتعقّل، فقد أُمرت بتدبّره: {كِتَـ?بٌ أَنزَلْنَـ?هُ إِلَيْكَ مُبَـ?رَكٌ لّيَدَّبَّرُواْ ءايَـ?تِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو?لألْبَـ?بِ} .. وليس والله شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده، ولا أقرب لنجاته وسعادته من تدبُّر كتاب ربه، وإطالة النظر فيه، وجمع الفكرعلى معاني آياته .. يِتَدبُّر المسلم القرآن فيعيش مع الآخرة حتى كأنَّه فيها، ويغيب عن الدنيا حتى كأنَّه خارجٌ عنها: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ..

عباد الله: استمعوا لهذا العتاب الرباني: يقول الله جل شأنه: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} .. يقول الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه: "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين". .. فما بالُ قلوبنا يا عباد الله! ما هذه القسوة عن تلاوة كلام الله! ماهذه الأقفال التي على القلوب! مواعظٌ تُلقى، وعِبَرٌ تُتلى، ولكنها تدخل من اليمني وتخرج مع اليسرى!! أعاذنا الله وإياكم من القسوة والغفلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير