ـ[سلطان الدين]ــــــــ[11 - 07 - 2004, 07:20 ص]ـ
يرفع للخلل الذي وقع في الرفع
ـ[سلطان الدين]ــــــــ[19 - 07 - 2004, 09:57 م]ـ
بين يدي الطبقات:
قبل أن ينشأ علم النحو , كانت اللغة العربية لغة القرآن والعرب الأقحاح الذين لم يفسد لسانهم , ولم تتغير قرائحم بلسان وقرائح الأعاجم , فلم يكن هناك (نحوٌ) و لا (صرف) ولا أي علم من علوم اللغة ولسان العرب , إنما كان هناك فصاحة لسان , وإعراب سليقي للكلام غير متكلف , على حد قولهم:
ولست بنحْويٍ يلوك لسانه ولكن سليقيٌ أقول فأعرب
ولا يعني ذلك عدم إهتمام العرب الأوائل باللغة , ولكن كان جلُّ اهتمامهم لبراعة اللفظ , وبكارة المعنى , وجزالة الكلام , ومن أجل ذلك أنشأوا الأسواق , ليلتقي أهل الفصاحة والبراعة , فتتلاقح أمزجتهم الفكرية , فتنتج قوالب شعرية , ساحرة للسامع , ومطربة للمنصت , ومن هذه الأسواق , (عكاظ) بين نخلة والطائف , ومجنَّة بمر الظهران , وذو المجاز خلف عرفة.
وما زالت هذه اللغة محتفظةٌ بتماسكها , وقوتها حتى جاء عصر صدر الإسلام , واتسعت رقعة الفتوح الإسلامية , ودخل كثير من أهل الأرض الإسلام من فرس ورومان وأحباش وبربر وترك وأقباط ونبط وغيرهم ممن اختلط بالعرب , وعاملوهم , وخالطوهم , بل وتزوجوا منهم واتخذوا منهم سراري وإماء وخدم , ما جعل اللسان العربي يختلط بغيره ويفسد بذلك!!
مما حدا بأهل العلم من الصحابة والتابعين يشددون في إنكار اللحن , وبدأ القلق يدب في نفوسهم , فهذا عمر يأمر بتعلم اللغة فيقول: «تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة».
وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن ...
فمازال الأمر على هذا حتى وضع أصول النحو , وقوانين العربية أبو الأسود الدؤلي , وهو رجلٌ من اهل البصرة , ومن خيار التابعين , ممن رأى عمر بن الخطاب , كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً , وسيأتي مزيد كلام عليه.
وقد اختلف فيمن أمره بذلك , فقيل عمر!! وهذا ضعيف.
وقيل علي بن أبي طالب , وهذا أصح من الذي قبله , على ضعفٍ فيه أيضاً.
كما نقل أن أول من تكلم في أصول النحو هو أمير المؤمنيين علي بن أبي طالب ذكر أشياء في تقسيم الكلمة , وأعطى ذلك لأبي الأسود فبنى عليه.
كما حكيت في سبب ذلك أخبار.
وأصح ماورد في ذلك , قول الإمام عاصم بن أبي النجود: أول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلي , جاء إلى زياد في البصرة , فقال: إن أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم , تغيرت ألسنتهم , أفتأذن لي أن أضع للعرب , كلاماً يعرفون أو يقيمون به كلامهم , قال: لا, فجاء رجل إلى زياد , فقال: أصلح الله الأمير , توفي أبانا وترك بنوناً!! فقال زياد: توفي أبانا وترك بنوناً!! ادع لي أبا الأسود , فقال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم.