تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اقتران جواب الشرط بالفاء]

ـ[أبو باسل]ــــــــ[25 - 10 - 2004, 08:07 م]ـ

لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا

بيت مشهور

لماذا لم يقترن جواب الشرط (ما اخترت غيركم) بالفاء

رغم أنه جملة مصدرة بالحرف (ما)؟

وذلك إن يلق المنية يلقها حميدا، وإن يستغن يوما فأجدر

ولماذا اقترن جواب الشرط (فأجدر) بالفاء؟

أرجو التكرم بالإجابة

ـ[الأمل الجديد]ــــــــ[26 - 10 - 2004, 12:52 ص]ـ

لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا

لو حرف امتناع لوجود (أداة شرط غير جازمة)

إذا كان جوابها مثبتا يقترن باللام (لوكنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير)

ويتجرد من اللام إذا كان منفيا ومن ذلك البيت السابق

مع تقديري

أختكم

الأمل

ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[26 - 10 - 2004, 02:13 ص]ـ

اخي: أبو باسل

أُحب فقط أن أٌعقّب تعْقيب بسيط وإضافي على ما سبق

وهو أنّ الأدوات التي تجزم فعلين تنقسم إلى قسمين:

أدوات جازمة [إن / من / مهما / متى / ما .... ]

أدوات غير جازمة [لو / إذا / ... ]

ودخول الفاء على جواب الشرط يكون في حالة إذا ما كانت هذه الأداة جازمة فقط

أما الأدوات الغير جازمة فلا تدخل الفاء على جوابها

وأيضا هناك مواضع معينة ذكرها النحاة لاقتران الفاء بالجواب يمكنك مراجعتها في كتب النحو.

فائدة بسيطة:

ما سبب اقتران الفاء بالجواب؟

تقترن الفاء بالجواب لفائدة الربط

ربط ماذا؟

ربط الجملتين بعضهما ببعض، وبالمثال يتضح المقال:

قال الله تعالى (وإن يمسسك الله بخير فهو على كل شي قدير)

فـ (يمسسك الله بخير) جملة فعلية

و (فهو على كل شيء قدير) جملة اسمية

فلزِم الاتيان برابط يربط بين الجملتين فجيء بالفاء للربط

هذا ما أحببتُ بيانه وجزاكم الله خيرا ..

ـ[حازم]ــــــــ[26 - 10 - 2004, 01:39 م]ـ

الأستاذ الفاضل / " أبو باسل "

تحية تليق بعُلُوِّ مكانك، وروائع اختيارك

قد أجادت وأحسنت الأستاذة المتألِّقة " الأمل الجديد " بإجابتها التي تدلُّ على سعة اطلاعها، زادها الله علمًا وتوفيقًا.

وأشكر الأستاذ الفاضل " معلم لغة عربية " على تعقيبه الرائع، ومعلوماته القيِّمة، التي أفادنا بها، زاده الله علمًا وتوفيقًا.

ولعلَّ المشاركين يأذنون لي بإضافة كلمات يسيرة، استكمالاً لموضوع البحث.

يقولون: تأتي " لو " على عدَّة أوجه، منها أنها تفيد الشرطية.

وفسَّرها " سيبويه " بأنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.

وفسَّرها غيرُه بأنها حرف امتناع لامتناع، وهذه العبارة الأخيرة هي المشهورة، والأولى الأصحّ.

من أقسام اللام غير العاملة: لام الجواب، وتقع في عدَّة مواضع، منها جواب " لو "، وجواب " لولا ".

وهي رابطة للجواب لا محل لها من الإعراب.

وجواب " لو ":

إما ماضٍ معنًى، نحو: " لو لم يخف اللهَ لم يعصه ".

أو وضعًا، وهو:

إما مثبت، فاقترانه باللام أكثر من تركها، نحو قوله تعالى: {لو نشاءُ لَجعلناهُ حُطامًا} الواقعة 65

ومن القليل، نحو قوله تعالى: {لو نشاءُ جعلناهُ أُجاجًا} الواقعة 70

وإما منفي، فالأمر بالعكس، فالكثير نحو قوله تعالى: {ولو شاءَ ربُّكَ ما فَعلوهُ} الأنعام 112

ولم يرد الجواب المنفي في القرآن العظيم إلاَّ مجرَّدًا من اللام.

لذلك ذهب بعض العلماء إلى أنَّ اقترانه باللام شاذّ.

فيما رأى الآخرون أنَّ من القليل مجيء اللام في جوابه، كقول الشاعر (من الوافر):

ولو نُعطَى الخيارَ لَما افترقنا & ولكنْ لا خِيارَ مع الليالي

بقي النظر في البيتين المشار إليهما في هذا البحث:

لو كان قلبي معي ما اخترتُ غيرَكُمُ & ولا رضيتُ سِواكم في الهوَى بدلا

البيت (من البسيط)

وعدم اقترانه باللام لكون الجواب منفيًّا.

فَذَلِكَ إنْ يَلْقَ المَنِيَّةَ يَلْقَها & حَميدًا، وإنْ يَسْتَغْنِ يَومًا فأَجدِرِ

(البيت من الطويل)

وقد وقعت الفاء في جواب شرط " إنْ " الجازمة، لكون جملة الجواب إنشائية.

فالفاء جاءت على مقتضى القواعد.

ولكن ما الذي خالف في هذا البيت؟

يقول ابن هشامٍ في " أوضح المسالك "

(يجوزُ حذفُ المُتَعَجَّبِ في مثل " أحْسِنْ بِه " إنْ كان مَعْطُوفًا على آخَرَ مَذكُورٍ مَعَه، مثلُ ذلكَ المَحْذُوف، نحو قوله تعالى: {أسْمعْ بِهمْ وأبْصِرْ} سورة مريم 38، أي " بِهم "، أما قولُ عُرْوة بنِ الوَرْد:

فَذَلِكَ إنْ يَلْقَ المَنِيَّةَ يَلْقَها & حَمِيدًا وإنْ يَسْتَغْنِ يَوماً فأَجدِرِ

أي " فأجْدِرْ به " فشاذٌ

الشاهد فيه قوله: " فأجْدِر "، حيث حذف المتعجب منه مع حرف الجرِّ، من غير أن تكون صيغة التعجب المحذوف معمولُها معطوفة على أخرى معها معمولها المشابه للمحذوف، نحو قول الشاعر:

أعْزِز بنا وأكفِ إن دُعينا & يومًا إلى نُصرةِ من يَلينا

والله أعلم

وللجميع خالص تحياتي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير