[بيت للفرزدق]
ـ[الطالب]ــــــــ[30 - 08 - 2004, 06:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ما تقولون في بيت الفرزدق:-
وَلَجّ بكَ الهِجْرَانُ، حَتى كَأنّما ... تَرَى المَوْتَ في البيتِ الذي كنتَ تَيلفُ
اذ ان المقرر عند ائمة العربية ان الهمزة الساكنة تخفف -على جوازٍ- بالقلب الى حرف يجانس حركة ما قبلها فمثلاً يقال في ((رأس)) راس وفي ((لؤم)) لوم وفي ((بئر)) بير، واذا اجرينا القياس لزم ان يصبح التخفيف في ((تألف)) تالف ولكن الشاعر قلبها ياءً ((تيلف)).لماذا؟
وقد يقال ان بني تميم يكسرون حرف المضارعة لذلك جاز عندهم القلب ياءً بناءً على المجانسة مع حركة ما قبلها.
بيد ان هذا غير متحقق أيضاً فالتاء مثبتة بالفتح في النسخة التي لدي من الديوان فهل هناك خطأ مطبعي أم حل آخر؟
مع فائق الشكر
ـ[حازم]ــــــــ[31 - 08 - 2004, 05:28 م]ـ
أخي العزيز / الطالب
بدايةً أرحِّب بك أجمل ترحيب في منتدى الفصيح
أما بالنسبة لبيت الفرزدق:
عرفت بأعشاش وماكدت تعرف & وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
ولجَّ بك الهجران حتى كأنما & ترى الموت في البيت الذي كنت تألف
فقد ذكره ياقوت الحموي في " معجم البلدان "، عند الكلام عن: " أعشاش "، مواضع في بلاد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة، والهضبة الواسعة شرقي مرخ وجنوب السبلة تسمى (أم العشاعيش)، وكلا الموضعين من منازل بني تميم.
وقد ورد البيت بتحقيق الهمز، وإن أردتَ أن تعرف إذا كان لإبدالها ياءً وجهٌ في اللغة أم لا، فأقول – وبالله التوفيق:
ذكر أبو الفتح ابن جني في " سرّ صناعة الإعراب ":
(اعلم أن كل همزة سكنت وانكسر ما قبلها وأردت تخفيفها قلبتها ياء خالصة، تقول في: ذئب ذيب، وفي بئر بير، وفي مئرة ميرة)
ثم قال: وقد أبدلوا الهمزة ياء لغير علة إلا طلبا للتخفيف، وذلك قولهم في: قرأت قريت، وفي بدأت بديت، وفي توضأت توضيت، وفي ساءلت سايلت، وفي أخطأت أخطيت.
أما بالنسبة موضوع السؤال (تألف)، فقد ذكر أبو البقاء العكبري في " التبيان " عند الكلام عن قوله تعالى: ((إن تكونوا تألَمون فإنهم يألَمون كما تألَمون)) في سورة النساء، آية 104:
قال: ويقرأ " تيلمون " بكسر التاء وقلب الهمزة ياء، وهي لغة.
وعليها تُخَرَّج كلمة " تألف " في بيت الفرزدق،
وأما بالنسبة لضبط الكتاب، فيعتمد على تحقيقه ومراجعته، وعادة الرجوع إلى النسخ المحققة هو المعتمَد.
والله أعلم.
ولك أجمل تحياتي
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[02 - 09 - 2004, 08:04 م]ـ
الأخ الطالب: أهلاً بك معنا.
الأستاذ الكريم: حازم
لك كل قدر، وهي إشادة بإجابة.
أرى أن هذا - إن صحت روايته - على لغة من يكسر حرف المضارعة، كما قالوا: أنت تِعلم. وقد قرئ: (فبذلك فلْتِفرحوا). ومثل قول الفرزدق ما يستشهدون به من قول الشاعر:
قُلْتُ لبوَّابٍ لدَيْهِ دارُها ** تِيذَنْ فإِنِّي حَمْؤُهَا وجارُها
والحمء لغة في الحمو. والفعل أصله: لتأذنْ، ويجوز في الشعر طرح لام الأمر وكسر حرف المضارعة.
ـ[حازم]ــــــــ[03 - 09 - 2004, 09:35 ص]ـ
أستاذي الأمجد / خالد
أتشرَّف بالتعقيب بعد مشاركتكم الرائعة، قائلاً:
بارك الله في علمكم الراسخ، ونفع بكم
فقد ازدادت المشاركة متانة، وازدانت بهجة وإشراقًا بمروركم، وبما أتحفتمونا به من هذه المعلومات القيمة، بعد أن كانت إجابتي المتواضعة ضعيفة هزيلة لا تكاد تعتمد على ساقيها.
ولك ولأخي " الطالب " عاطر التحايا