تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أسرار العربية]

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[18 - 08 - 2004, 02:54 م]ـ

من أسرار اللغة العربية

الفاعل

إن قال قائل: ما الفاعل؟

قيل: كل اسم ذكرته بعد فعل، وأسندت ذلك الفعل إليه؛ نحو: " قام زيد، وذهب عمرو ".

فإن قيل: فلمَ كان إعرابه الرفع؟

قيل: فرقا بينه وبين المفعول.

فإن قيل: فهلا عكسوا وكان الفرق واقعا؟

قيل لخمسة أوجه:

الوجه الأول: وهو أن الفعل لا يكون له إلا فاعل واحد، ويكون له مفعولات كثيرة؛ فمنه ما يتعدى إلى مفعول واحد، ومنه ما يتعدى إلى مفعولين، ومنه ما يتعدى إلى ثلاثة مفعولين، مع أنه يتعدى إلى خمسة أشياء؛ وهي: المصدر، وظرف الزمان، وظرف المكان، والمفعول له، والحال، وليس له إلا فاعل واحد، وكذلك كل فعل لازم يتعدى إلى هذه الخمسة، وليس له – أيضا- إلا فاعل واحد، فإذا ثبت هذا، وأن الفاعل أقل من المفعول، فالرفع أثقل، والفتح أخف، فأعطوا الأقل الأثقل، والأكثر الأخف؛ ليكون ثقل الرفع موازيا لقلة الفاعل، وخفة الفتح موازية لكثرة المفعول.

الوجه الثاني: أن الفاعل يشبه المبتدأ، والمبتدأ مرفوع، فكذلك ما أشبهه، ووجه الشبه بينهما: أن الفاعل يكوّن هو والفعل جملة، كما يكوّن المبتدأ مع الخبر جملة، فلما ثبت للمبتدأ الرفع؛ حمل الفاعل عليه.

والوجه الثالث: أن الفاعل أقوى من المفعول؛ فأعطي الفاعل الذي هو أقوى الأقوى، والأقوى هو الرفع، وأعطي المفعول الذي هو الأضعف، والأضعف هو النصب.

الوجه الرابع: أن الفاعل أوّل، والرفع أوّل، والمفعول آخر، والنصب آخر؛ فأعطي الأوّل الأوّل، والآخر الآخر.

الوجه الخامس: أن هذا السؤال لا يلزم؛ لأنه لم يكن الغرض إلا مجرد الفرق، وقد حصل، وبان أن هذا السؤال لا يلزم: لأنا لو عكسنا على ما أورده السائل، فنصبنا الفاعل ورفعنا المفعول؛ لقال الآخر: فهلا عكستم؟ فيؤدي ذلك إلى أن ينقلب السؤال، والسؤل متى انقلب، كان مردودا ..

فإن قيل: بماذا ارتفع الفاعل؟

قيل: يرتفع بإسناد الفعل إليه؛ لا لأنه أحدث فعلا على الحقيقة ‘ والذي يدل على ذلك أن يرتفع في النفي، كما يرتفع في الإيجاب؛ تقول: ما قام زيدٌُ، ولم يذهب عمرو؛ فترفعه وإن كنت قد نفيت عنه القيام والذهاب، كما لو أوجبته له.

فإن قيل: فلم استتر الفاعل حين يكون ضميرا للواحد؛ نحو " زيد قام" ويظهر إن كان ضمير اثنين؛ نحو الزيدان قاما وضمير جماعة؛ نحو الزّيدون قاموا؟

قيل: لأن الفعل لا يخلو من فاعل واحد، وقد يخلو من اثنين وجماعة فإذا قدمت اسما مفردا على الفعل؛ نحو زيد قام، لم تحتج معه إلى إظهار ضميره؛ لإحاطة العلم بأنه لا يخلو من فاعل واحد، فإن قدمنا اسما مثنى على الفعل؛ نحو " الزيدان قاما" أو مجموعا؛ نحو "الزيدون قاموا" وجب إظهار ضمير التثنية والجمع؛ لأنه قد يخلو من ذلك، فلو لم يظهر ضميرها؛ لوقع الالتباس، ولم يعلم أن الفعل لاثنين، أو جماعة؛ فافهمه تُصب إن شاء الله.

المصادر:1 - أسرار العربية، ابن الأنباري. تحقيق بركات يوسف هبود. دار الأرقم ط1.1999.2 - علل النحو، للوراق. تحقيق. محمد جاسم. مكتبة الرشد. ط1.1999

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير