تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما إعراب كلمة (لم يك) علما أن الكاف مضمومه]

ـ[طالب اللغة العربية]ــــــــ[26 - 10 - 2004, 11:57 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أخي الكريم؟

ما إعراب كلمة (لم يك) علما أن الكاف مضموم’؟

ـ[حازم]ــــــــ[27 - 10 - 2004, 12:29 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل " طالب اللغة العربية "

بدايةً، أرحِّب بك في منتدى الفصيح، متمنيًا لك قضاء أجمل الأوقات مع المتعة والفائدة.

لم: حرف نفي وقلب وجزم، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب

يك: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف.

توضيح: أصل الفعل " يكون "، ثم سُكِّنت النون للجزم، فالتقى ساكنان: الواو الساكنة والنون.

فحُذفت الواو للتخلص من التقاء الساكنين.

ثم حذفت النون تخفيفًا، وبقيت الكاف على حركتها " الضمة ".

قال ابنُ مالكٍ – رحمه الله -:

ومِن مضارعٍ لكانَ مُنجزِمْ & تُحذفُ نونٌ، وهْو حذفٌ ما التُزِمْ

قال اله تعالى: {إنَّ إبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانتًا للهِ حَنيفًا ولم يكُ من المُشرِكينَ}

والله أعلم

مع عاطر التحايا

ـ[الأحمر]ــــــــ[27 - 10 - 2004, 01:07 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرًا للسائل والمجيب وبارك الله فيكما

أخي العزيز حازم

لعلك تفيدنا بشروط حذف نون (يكون)

ـ[حازم]ــــــــ[27 - 10 - 2004, 05:00 م]ـ

يا مَن يرَى مَدَّ البعوضِ جناحَها & في ظُلمةِ الليلِ البَهيمِ الألْيَلِ

ويرَى نِياطَ عروقِها في نَحرِها & والمخَّ في تلك العِظامِ النُّحَّلِ

ويرَى خَريرَ الدَّمِّ في أوداجِها & مُتنقِّلاًًً من مِفصَلِ في مِفصَلِ

اُمنُنْ عليَّ بِتَوبةٍ تَمحُو بها & ما كان مِنِّي في الزمان الأوَّلِ

أستاذي المفضال / " الأخفش " حفظه الله

حقًّا قد أكرمتني بإتاحتك الفرصة لي لاستكمال باقي الجوانب المتعلِّقة بحذف النون جوازًا من مضارع " كان " المجزوم.

وهذا إنما يدلُّ على سعة إحاطتكم بأركان وجوانب المسائل النحوية، (ما شاء الله)، زادكم الله رفعة.

تختص " كان " بجواز حذف نون مضارعها، ويقال له لام الكلمة، ولذا عبَّر بعضهم بجواز حذف لام مضارعها، وهو حذف غير واجب، كما قال ابن مالك في الخلاصة: " وهو حذف ما التُزِم ".

أي: لكنه لمجرد التخفيف في اللفظ لكثرة استعمال هذه الكلمة.

يجوز حذف نون " كان " تخفيفًا بشروط:

الأول: أن يكون الفعل مضارعًا.

الثاني: أن يكون مجزومًا بالسكون.

الثالث: أن لا توصل بضمير.

الرابع: أن لا توصل بساكن.

تفصيل الشروط:

الأول: أن يكون الفعل مضارعًا، بخلاف الماضي والأمر.

الثاني: أن يكون مجزومًا بالسكون، بخلاف المرفوع والمنصوب والمجزوم بالحذف.

وهو احتراز عن المجزوم بحذف النون، نحو: " لم يكونا "، " لم يكونوا "، " لم تكوني "، وقوله تعالى في سورة يوسف: {وتكونوا مِن بعدِه قومًا صالحين}؛ لأنها محرَّكة، فامتنعت عن الحذف بخلاف الساكنة.

واحترز بالمجزوم عن المرفوع، نحو قوله تعالى: {فَسَوْفَ تَعلَمونَ مَن تَكونُ لهُ عاقبةُ الدَّارِ} الأنعام 135.

وعن المنصوب أيضًا، نحو قوله تعالى: {وتَكونَ لكما الكِبْرياءُ في الأرضِ} سورة يونس 78.

فلا تُحذَف منهما النون لانتفاء الجزم فيهما.

الثالث: ألا توصل بضمير:

أي: ضمير نصب متصلٍ بها، فلا تُحذَف النون من مضارع " كان " المتصل بها ضمير نصب، نحو قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعمر - رضي الله عنه - في ابن صيَّاد: (إن يكنْهُ فلن تُسلَّطَ عليه، وإلاَّ يكُنْهُ فلا خيرَ لك في قتلِه)، فلا يجوز حذف النون، فلا يقال: " إن يكُهُ، وإلاَّ يكُهُ "

وقول الشاعر (من الطويل):

فإنْ لا يَكُنها أوْ تَكُنهُ فإنَّهُ & أخوها غَذتْهُ أمُّها بِلبانِها

وذلك لأنَّ الضمائر ترد الأشياء إلى أصولها.

الرابع: ألا توصل بساكن.

فلا يُحذَف من المتصل بالساكن، وهو لام التعريف، نحو قوله تعالى: {لم يكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لَهم} النساء 168.

وقوله تعالى: {لم يكُنِ الذين كفروا} البينة 1

فالنون مكسورة لأجل الساكن، فهي ممتنعة عن الحذف لقرنها بالحركة العارضة لالتقاء الساكنين، خلافًا ليونس مُحتجًّا بقول الشاعر (من الطويل):

إذا لم تَكُ الحاجاتُ مٍِن هِمَّةِ الفتَى & فليسَ بِمُغْنٍ عَنهُ عقدُ التمائمِ

وقول الشاعر:

لم يَكُ الحَقُّ سِوَى أن هَاجَهُ & رَسْمُ دارٍ قد تَعفَّتْ بالسَّرَرْ

وقول الآخر: " فإن لم تَكُ المِرآةُ أبدتْ وَسامةً "

ووافق ابنُ مالكٍ – رحمه الله - في " التسهيل " يونسَ، فقال: " ولا يمنع ذلك ملاقاة ساكن وفاقًا ليونسَ " انتهى.

والجمهور قالوا: إنَّ ذلك ضرورة.

وما قاله ابنُ مالك من أنَّ النونَ حُذفت للتخفيف وثقل اللفظ، والثقل بثبوتها قبل الساكن أشدُّ، فيكون الحذف حينئذٍ أولَى.

رده أبو حيَّان بأنَّ التخفيف ليس هو العلَّة، إنما العلَّةُ كثرة الاستعمال مع شبهها بحروف العلَّة، وقد ضعف الشبه كما تقدم، فزال أحد جزأيها، والعلة المركَّبة تزول بزوال بعض أجزائها.

أمَّا مثال ما اجتمعت فيه الشروط، قوله تعالى: {ولم أكُ بَغِيًّا} مريم 20

وقوله عزَّ وجلَّ: {قالوا لم نَكُ من المصَلِّين} المدثر 43

وقوله جلَّ في عُلاه: {ولا تَكُ في ضَيقٍ مِمَّا يَمكُرونَ} النحل 127

وقوله تبارك وتعالى: {فلم يَكُ يَنفعُهم إيمانُهُم} غافر 85

وسواء في ذلك الناقصة كما سَبق الاستشهاد به.

أوالتامة، نحو قوله تعالى: {وإن تَك حسنةٌ يُضاعِفْها} النساء 40، في قراءة مَن قرأ برفع {حَسنةٌ}، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي جعفر.

ختامًا، دمتَ شامخًا في رعاية الله، مع عاطر التحايا، من تلميذك

حازم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير