[حروف الجر]
ـ[صريح]ــــــــ[14 - 09 - 2004, 09:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. متى تكون حروف الجر للتعدية فقط
أرجو منكم طرح بعض الأمثلة لحروف الجر عندما تكون مختصة بالتعدية فقط
ولكم جزيل الشكر
ـ[حازم]ــــــــ[15 - 09 - 2004, 11:33 ص]ـ
الأخ الفاضل / " صريح "
لم أستطع استيعاب المقصود من سؤالك الرائع تمامًا.
لذلك لن أحاول الغوص إلى الأعماق، وسأكتفي بالسباحة على سطح الماء.
التعدية هي إيصال معنى الفعل إلى الاسم.
وحروف التعدية هي التي تسلط العامل على ما بعدها، حتى يتعلق بها كحروف الجرِّ.
وللتعدية أسباب ثلاثة، وهي: الهمزة، وتثقيل الحشو، وحرف الجرِّ.
فاللام تكون للتعدية:
نحو قوله تعالى: ((فهبْ لي من لَدنكَ وليًّا))، ونحو: " وهبتُ لِزيدٍ مالاً ".
والباء تأتي للتعدية، نحو قوله تعالى: ((ذهبَ اللهُ بنُورِهم))، أي: أذهبه.
ومادة الشكر تتعدَّى إلى النعمة تارة، وإلى المُنعِم أخرى، فإن عُدِّيت إلى النعمة تعدَّت إليها بنفسها دون حرف الجر، كقوله تعالى: ((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَىَّ)).
وإن عُدِّيت إلى المُنعِم تعدَّت إليه بحرف الجرِّ الذي هو اللام كقولك: " نحمد الله ونشكر له "، ولم تأت في القرآن معداة إلا باللام، كقوله جلَّ وعزَّ: ((وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ))، وقوله سبحانه وتعالى: ((أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوَالِدَيْكَ))، إلى غير ذلك من الآيات.
وهذه هي اللغة الفصحى، وتعديتها للمفعول بدون اللام لغة لا لحن، ومن ذلك قول أبي نخيلة:
شكرتك إن الشكر حبل من اتقى & وما كل من أوليتَه نعمة يقضي
وقول جميل بن معمر:
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما & على عذبة الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتُما لي ساعةً & شكرتُكما حتى أغيب في قبري
ويظهر أن " سبَّح " يتعدى تارة بنفسه، كقوله تعالى: ((سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلَى))، وتارة بحرف الجرِّ، كقوله جلَّ في عُلاه: ((فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ)).
ولْيُعلَم أنَّ المبني للمبالغة المتعدي، إما أن يكون فعله متعديًا بنفسه، أو بحرف جرٍّ، فإن كان متعديًا بحرف جرٍّ تعدَّى المثال بحرف الجرِّ نحو: " زيدٌ صبورٌ على الأذى، زهيدٌ في الدنيا "، لأن " صبر " يتعدَّى بـ" على "، و" زهد " يتعدَّى بـ " في ".
هذه بعض الأمثلة، والشواهد في هذا الباب كثيرةٌ جدًّا.
وأرجو أن لا أكون قد أخطأتُ فهم سؤالك.
ولك عاطر التحايا
ـ[صريح]ــــــــ[15 - 09 - 2004, 01:00 م]ـ
شكرً لك أخي حازم على معلوماتك الطيبة
فحروف الجر لها معاني واضحة من خلال الجمل وكلها تفيد التعدية.
ولكنها قد تستقل بالتعدية فقط دون المعاني السابقة نحو: عجبت من هوان أمتنا على الناس
بينما تفيد في المثال التالي التعدية والابتداء نحو سافرنا من الرياض إلى جدة
فلي طلب بسيط هو سدرد بعض الأمثلة التي تفيد التعدية فقط كما في المثال الأول حتى ترسخ في ذهني
كما في المثال: عجبت من هوان أمتنا على الناس. ولك الشكر
ـ[حازم]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 07:29 ص]ـ
الأخ الفاضل " صريح "
لا زلتَ متألِّقًا في طَرحك، دقيقًا في فهمك، واضحًا في هدفك.
زادك الله علمًا وتوفيقًا.
بدأ يتَّضح لديَّ تصوُّر معنى سؤالك، إلاَّ أني أرى أنه لا يزال فيه إشكال.
المثال الذي وضعتَه دليلاً للإجابة، " عجبت من هوان أمتنا على الناس " فيه نظر.
إذ أنه يحتوي على حَرفيْ جرٍّ:
الأول " مِنْ " متعلِّق بالفعل اللازم " عَجِب "، والثاني " علَى " متعلِّق بمصدر الفعل اللازم " هانَ ".
وقد تَتبَّع عُلماءُ النحو حروف الجرِّ، ووجدوا أنَّ كلَّ حرفٍ يدلُّ على معنًى في سِياق التركيب، وتختلف هذه المعاني من حرفٍ لآخر.
فذكروا – رحمهم الله – أنَّ حرف الباء وحرف اللام يختصَّان بالتعدية المجرَّدة دون الحروف الأخرى.
وذكروا مثالاً لتعدية حرف الباء للتعدية المجرَّدة، وهو نحو قوله تعالى: ((ذهبَ اللهُ بنُورِهم))، أي: أذهبه.
وجاء في " النحو الوافي ": " ذهبتُ بالمريضِ إلى الطبيب "، " قَعدَتْ بِفلان هِمَّتُهُ عن الطموح "، بمعنى: أقْعدَتْه.
¥