تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تقديم الخبر]

ـ[أبو فهد المحمدي]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 05:17 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما إعراب الآية (من كان يريد العزة فلله العزة جميا)

وما مسوغ تقدم الخبر لله على المبتدأ العزة

وشكرا

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 06:09 م]ـ

أخي أبا فهد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

كان: فعل الشرط ماض ناسخ ناقص يرفع اسما وينصب خبرا مبني على الفتح في محل جزم.

واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

يريد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

العزة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان.

الفاء: رابطة لجواب الشرط. حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

لله: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف المقدم جوازا.

العزة: مبتدأ مؤخر جوازا مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

والجملة الإسمية في جزم جواب الشرط.

جميعا: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة.

ومسوغ جواز تقديم الخبر وتأخير المبتدأ هو كون الخبر شبه جملة والمبتدأ معرفة.

ـ[أبو فهد المحمدي]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 09:37 م]ـ

شكرا أبا ذكرى على ما أفدت به

ولكن لدي سؤال وهو

ماالمعنى الذي أفاده تقديم الخبر شبه الجملة (لله) على المبتدأ (العزة)؟ وما ذا يسمى هذا الأسلوب؟

وشكرا

ـ[حازم]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 10:17 م]ـ

الأخ الفاضل / " أبو فهد المحمدي "

بدايةً، أرحِّب بك أجمل ترحيب في منتدى " الفصيح "، راجيًا لك قضاء أوقات مليئة بالمتعة والفائدة، وأسأل الله لك مزيدًا من العلم.

وأشكرك على هذه المشاركة القيِّمة المباركة، التي جعلتنا نحلِّق بأفئدتنا نحو سماء العزَّة بهذا الدين العظيم.

وقد أفادنا الأستاذ الفاضل / أبو ذكرى، بتفصيل أحد الإعرابين في هذه المسألة، فجزاه الله خير الجزاء.

وأمَّا القول الثاني، وهو الذي ذهب إليه كثيرٌ من المفسِّرين:

أنَّ جواب الشرط محذوف دلَّت عليه جملة ((فللهِ العزَّةُ جميعًا))، وهي تعليلٌ للجواب المحذوف.

وقد اختلفوا في تقدير الجواب المحذوف:

جاء في تفسير النسفي:

[والمعنى فليطلبها عند الله، فوضع قوله ((لِلَّهِ ?لْعِزَّةُ جَمِيعًا))، موضعه استغناء عنه به لدلالته عليه، لأن الشيء لا يطلب إلا عند صاحبه وماله ونظير قولك: " من أراد النصيحة فهي عند الأبرار "، تريد: فليطلبها عندهم، إلا أنك أقمت ما يدل عليه مقامه] انتهى

وقال الشوكانيُّ في تفسيره:

[الآية ((فَلِلَّهِ ?لْعِزَّةُ جَمِيعًا) أي: فليطلبها منه لا من غيره، والظاهر في معنى الآية: أنَّ من كان يريد العزّة ويطلبها، فليطلبها من الله عزّ وجلّ: ((فللّهِ العزَّةُ جميعًا))، ليس لغيره منها شيء، فتشمل الآية كل من طلب العزّة، ويكون المقصود بها التنبيه لذوي الأقدار والهِمم من أين تنال العزّة، ومن أيّ جهة تطلب؟] انتهى.

وقال صاحب " الجلالين ":

[((مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعًا)) أي في الدنيا والآخرة، فلا تنال منه إلا بطاعته فليطعه] انتهى

ووافقه ابنُ كثيرٍ في تفسيره:

[من كان يحب أن يكون عزيزًا في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى، فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعًا] انتهى

وقال الزمخشريُّ في كشَّافه:

[والمعنى فليطلبها عند الله، فوضع قوله: ((فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعًا)) موضعه، استغناء به عنه لدلالته عليه؛ لأنَّ الشيء لا يطلب إلا عند صاحبه ومالكه] انتهى.

وأخيرًا، قال صاحب " التحرير والتنوير "

[والتقديرُ: من كان يريد العذاب فليستجِبْ إلى دعوة الإِسلام، ففيها العزة، لأن العزة كلها لله تعالى، فأما العزة التي يتشبثون بها فهي كخيط العنكبوت لأنها واهية بالية. وهذا أسلوب متبع في المقام الذي يراد فيه تنبيه المخاطب على خطأٍ في زعمه، كما في قول الربيع بن زياد العبسي في مقتل مالك بن زهير العبسي:

مَن كَان مسرورًا بِمَقتَلِ مالكٍ & فَليأْتِِ نِسْوتَنا بوجهِ نَهارِ

يَجدِ النساءَ حَواسِرًا يَنْدُبْنَهُ & بالليلِ قبلَ تبلُّجِ الإِسْفارِ

أراد أن من سَرَّه مقتلُ مالكٍ فلا يتمتع بسروره، ولا يحسب أنه نال مبتغاه، لأنه إن أتى ساحة نسوتنا انقلب سروره غَمًّا وحزنًا، إذ يجد دلائل أخذ الثأر من قاتِله باديةً له] انتهى

وأمَّا عن مُسوِّغ تقدُّم الخبر " لله " على المبتدأ " العزةُ ":

يقولون: تقديم ما حقُّه التأخير، هو لإفادة الحصر والتخصيص، وهي فائدة بلاغية.

وهذه إحدى طرق القَصر.

نحو قوله تعالى في سورة آل عمران: ((بِيَدِكَ الخَيْرُ))، تقديم الخبر للتخصيص، أي: بيدك الخير لا بيد غيرك.

ونحو قوله تعالى في سورة الجاثية: ((فَللهِ الحَمدُ))، فلا أحد يَختصُّ بالحمدِ كلِّه مِن كلِّ وَجهٍ إلاَّ الله، ولا أحد أهلٌ لِلحمدِ مِن كلِّ وَجهٍ إلاَّ الله جلَّ وعلا.

ختامًا، أعتذر على الإطالة، وبالله التوفيق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير