[إلى من يجد في نفسه ولعا بكتب الأخطاء الشائعة .. انتبه]
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[18 - 08 - 2004, 02:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس من واجبنا تجاه لغتنا الحبيبة ولا من مظاهر الغيرة عليها أحبائي أن نتشبث بكل من ألف كتابا في تخطئة المتحدثين، والإنكار على الآخرين.
ولقد ثبت أن أكثر تلك التي سميت أخطاء في كتب بعضهم هي فصيحة، وتفتقر إلى الاستقراء.
ويبدو ذلك جليا في التناقض بين الكتب التي خصصت لذلك لاسيما الحديث منها، فما يراه هذا خطأ يصححه غيره وهكذا.
بل تعدى التناقض إلى أن يشمل كتب المؤلف الواحد، فما يقرر خطأه في كتاب، نجده يستخدمه في كتبه.
والواجب علينا التيسير على الناس لتكون العربية لغة عصر لا لغة تراث، ونبين لهم أنها واسعة وتشفع لكثير من تعبيراتهم.
فمثلا:
تُوفي وتوفى:
يخطئ الكثيرون ممن اهتموا بالأخطاء الشائعة - على حد تعبيرهم - من يقول تَوَفَّى فلان بحجة أن المُتوفي هو الله، وأن المُتوفّى هو فلان.
لذلك وجب القول (تُوفّي فلان) ببناء الفعل للمجهول.
وقد ورد أن عليا بن أبي طالب – رضي الله عنه - سأله عامّي، وهو يمشي وراء جنازة:
- من المُتَوفِّي؟
- الله
- كيف ذلك يا أمير المؤمنين؟
- أما سمعت قوله تعالى:" الله يتوفى الأنفس حين موتها "، قل من المُتوفّى.
ولكن:
روي عنه أيضا أنه كان يقرأ الآية: " والذين يتوفَّون منكم" بالبناء للمعلوم كما يقرأها " والذين يُتوفّون منكم " بالبناء للمجهول (عن محمد العدناني: معجم الأخطاء الشائعة:271، محمد ضاري حمادي: حركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث:240)
كذلك قرأ بعض القراء الآية نفسها بالبناء للمعلوم، وقد علق أبو جعفر النحاس في كتابه (إعراب القرآن) على هذه القراءة قائلا: (فمعناه يستوفي أجله)
وجاء في لسان العرب وتاج العروس (تََوفِّي الميت: استيفاء مدته التي وُفَت له، وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا).
لذا نستطيع أن نقول، توفّى الله فلانا أو تُوفي فلان، أو تَوفّى فلان لكن الأسلوبين الأولين هما الأفصح.
2 - نحن الموقعون أدناه أم نحن الموقعين أدناه؟
يخطئ بعضهم من يقول: (نحن الموقعون أدناه) بحجة أن الصواب: (نحن الموقعين أدناه) باعتبار أن الموقعين: مفعول به لفعل محذوف تقديره أخص تبعا لأسلوب الاختصاص.
ولكن هل ضاقت أساليب العربية أم لم يتسع لهذا التركيب إلا باب الاختصاص؟!!!!!!
والواقع أنه يجوز (نحن الموقعون أدناه) بإعراب (الموقعون) خبرا، أو بدلا من نحن.
وقد اقتصرت على هذين المثالين لضيق المقام و لأنهما وردا في المنتدى.
وقد قال صاحب كتاب معجم الخطأ والصواب:
ولا يخفى أن تخطئة الصواب أكثر ضررا من كتابة الخطأ، وعليه نرى أنه من الخير بل من الواجب على حكومات الدول العربية أن تصادر بعض كتب التخطيئات اللغوية المتأخرة؛ لكثرة ما تخطئه من أساليب فصيحة صحيحة.
فانتبهوا.
ـ[أبو فاطمة]ــــــــ[27 - 10 - 2005, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا ذكرى، ونشكر لك جهودك.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 10 - 2005, 01:02 ص]ـ
لفت انتباهي لما لم يدر بخلدي يومًا!!
يا لجهل المرء الذي يكتشفه كل يوم!!!!!!
بارك الله فيك .. وجزاك خيرًا
فيض تحية
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 02 - 2006, 12:12 ص]ـ
2 - نحن الموقعون أدناه أم نحن الموقعين أدناه؟
يخطئ بعضهم من يقول: (نحن الموقعون أدناه) بحجة أن الصواب: (نحن الموقعين أدناه) باعتبار أن الموقعين: مفعول به لفعل محذوف تقديره أخص تبعا لأسلوب الاختصاص.
ولكن هل ضاقت أساليب العربية أم لم يتسع لهذا التركيب إلا باب الاختصاص؟!!!!!!
والواقع أنه يجوز (نحن الموقعون أدناه) بإعراب (الموقعون) خبرا، أو بدلا من نحن.
[/ align][/B]
أسئلة:
ـ كيف يجوز إعراب (الموقعون أدناه) خبرا .. ولهذا الكلام ما بعده مما تتم به الجملة ولا يكون تماممها بهذين اللفظين: (نحن الموقعون)؟
ـ أدناه: علام يعود ضمير الهاء؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 12:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دام لكم التوفيق والفضل في هذا الملتقى الكريم
قولهم (نحن الموقعون أدناه نفعل كذا) يحتمل أن تكون (الموقعون) خبرا كما قال الأخ الفاضل، ولا يرد هنا الإشكال بأن الكلام لم يتم، فإن هذا الكلام تام (نحن الموقعون أدناه) فهو تام في نفسه ولكن ليس هو المقصود الأعظم من الكلام، فهو الذي يأتي بعد ذلك (نفعل كذا) فكأنهما جملتان مرتبطتان.
وأنا أعجب من تقدير النحاة لفعل محذوف والتقدير (أخص الموقعين)، فإذا صح هذا التقدير، فما المانع من أن يكون المحذوف اسما والتقدير (المخصوصون الموقعون) كما قالوا في الخبر إذا كان شبه جملة إن التقدير فيه ثابت أو استقر، فالتقدير يصح بـ (ثابت) وهو اسم، وبـ (استقر) وهو فعل.
هذه أفكاري أشارككم إياها، وليست حكما بالصواب أو الخطأ
وفي انتظار مشاركاتكم النافعة
ودمتم موفقين بالخير
:
¥